
ترأس المؤتمر كل من السيد نجوين هونغ مينه، نائب مدير إدارة الرياضة في فيتنام والسيدة وانغ شياو ين، منسقة إدارة الشؤون الخارجية (الإدارة العامة للرياضة في الصين).
ولم يؤكد المؤتمر على الدور الاستباقي الذي تلعبه فيتنام في عملية التعاون الرياضي الإقليمي فحسب، بل فتح أيضا فصلا جديدا في العلاقات بين رابطة دول جنوب شرق آسيا والصين على أساس التبادل الشعبي والتعاون من أجل الصحة والتنمية المستدامة.
الرياضة – جسر من التفاهم والتواصل
وفي كلمته في المؤتمر، أكد السيد نجوين هونغ مينه أن الصين حافظت على مر السنين على برامج تعاون جوهرية مع رابطة دول جنوب شرق آسيا، من خلال التبادلات وتبادل الخبرات وتنسيق السياسات في مجال التربية البدنية والرياضة.

أصبحت أنشطة مثل مؤتمر العلوم الرياضية الدولي بين الصين وآسيان، وبطولة الووشو النسائية بين الصين وآسيان، وموكب سيارات الطرق CAITA دليلاً واضحاً على روح التعاون الوثيق والمفتوح بين الجانبين. فهي لا تقتصر على أهميتها الرياضية فحسب، بل تُمثل أيضاً "جسوراً ثقافية" تُعزز التفاهم والثقة والصداقة بين شعوب مختلف البلدان.
ومن الجدير بالذكر أن الأحداث المجتمعية مثل بطولة الصين وآسيان لرياضة التجديف بالكاياك أو مهرجان الرياضات التقليدية الإقليمي قد نشرت روح "الرياضة للجميع" - حيث لا يُنظر إلى الرياضة باعتبارها مجرد تمرين بدني، ولكن أيضًا كأداة لتوحيد المجتمع وتحسين نوعية الحياة.
وبحسب السيدة وانغ شياو ين، منذ إقامة علاقات الحوار بين رابطة دول جنوب شرق آسيا والصين في عام 1991، حقق الجانبان العديد من التقدم المهم، خاصة بعد ترقيتهما إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة في عام 2021. وفي هذه الصورة الواسعة للتعاون، تُعتبر الرياضة ركيزة أساسية للمساعدة في تعزيز الصداقة، والمساهمة في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.
من "منطقة آسيان الرياضية" إلى رؤية 2030
ومن أبرز نقاط التعاون الثنائي مبادرة "مناطق آسيان الرياضية"، وهي نموذج يعتبر رمزاً للتماسك الإقليمي من خلال الرياضة المجتمعية.
حققت المرحلة الأولى (2022-2023) التي نُفذت في كمبوديا وإندونيسيا نتائج إيجابية، حيث أوجدت مساحات رياضية ملائمة للجميع. ويجري توسيع المرحلة الثانية (2024-2025) لتشمل لاوس وميانمار وتايلاند بدعم فني من الصين. في لاوس، سيتم افتتاح حديقة أنوفونغ في فيينتيان أواخر عام 2025، بينما في ميانمار، يُستأنف المشروع في عام 2026 بعد تأخير بسبب الكوارث الطبيعية.
وقال مندوبو دول رابطة دول جنوب شرق آسيا إن نجاح المرحلة الأولى جاء من التوافق بين الحكومة والشعب، عندما أصبحت الرياضة "لغة مشتركة" للتضامن والتنمية.
بالتوازي مع ذلك، يُروَّج لمشروع "تبادل وإحياء الرياضات والألعاب التقليدية بين رابطة دول جنوب شرق آسيا والصين". من الووشو والتاي تشي إلى السيباك تاكرو والشطرنج الصيني، تُحافظ هذه الرياضات على هويتها الثقافية الراسخة، مما يُثري التراث الثقافي غير المادي للمنطقة.
لم يقتصر التعاون بين رابطة دول جنوب شرق آسيا والصين على التبادلات الرياضية فحسب، بل اتسع نطاقه ليشمل أيضًا مجالات العلوم الرياضية والطب الرياضي وتدريب المدربين. وقد استقطبت معسكرات التدريب الخاصة في التاي تشي والسيباك تاكراو والرماية والتجديف وغيرها، والتي تُعقد سنويًا، مئات الرياضيين الشباب، مما عزز التبادل المهني وربط الجيل القادم ببعضهم البعض.
دخول مرحلة جديدة من التعاون
تم تحديد عام ٢٠٢٥ عامًا للتبادل الثقافي بين رابطة دول جنوب شرق آسيا والصين، حيث تلعب الرياضة دورًا محوريًا في أنشطة التعاون. واتفق الجانبان على توجه التعاون للفترة ٢٠٢٦-٢٠٣٠ بثلاثة محاور رئيسية.
بما في ذلك تعزيز التبادلات الرياضية والحفاظ على التراث الثقافي الرياضي التقليدي، وتوسيع "مناطق الرياضة في رابطة دول جنوب شرق آسيا" إلى المرحلة الثالثة بمشاركة ماليزيا والفلبين وسنغافورة وفيتنام؛ وتعزيز الرياضة كشكل من أشكال الدبلوماسية الشعبية، والمساهمة في تعزيز الثقة السياسية، وتعزيز التفاهم بين الثقافات، نحو السلام والاستقرار الإقليميين.
بالإضافة إلى ذلك، استعرض المؤتمر أيضًا الاستعدادات للاجتماع الوزاري الثاني لرابطة دول جنوب شرق آسيا والصين بشأن الرياضة (AMMS + China)، والذي من المتوقع أن يعتمد بيانًا مشتركًا وجدول أعمال مؤقتًا في 17 أكتوبر، مما يخلق أساسًا للتعاون في المرحلة المقبلة.
من الملاعب الرياضية إلى الجسور الثقافية والاجتماعية، يؤكد التعاون بين رابطة دول جنوب شرق آسيا والصين على دور الرياضة باعتبارها "مفتاحًا ناعمًا" لفتح مستقبل متصل وصحي ومستدام للمنطقة بأكملها.
المصدر: https://baovanhoa.vn/the-thao/cau-noi-cong-dong-huong-toi-tuong-lai-ben-vung-174970.html
تعليق (0)