عُقدت جلسة نقاش رفيعة المستوى بعنوان "التحول الأخضر المستدام، مُركّز على الإنسان" في إطار القمة الرابعة للشراكة من أجل النمو الأخضر والأهداف العالمية (P4G) في هانوي . (الصورة: دونغ جيانغ/وكالة الأنباء الفيتنامية)
في 16 أبريل، قامت الأستاذة رينا مارواه من جامعة دلهي (الهند) بتحليل استضافة فيتنام لشراكة النمو الأخضر وقمة الأهداف العالمية 2030 (P4G) في عام 2025.
وقال البروفيسور مروة إن قرار فيتنام باستضافة مؤتمر P4G في الفترة من 14 إلى 17 أبريل يعد خطوة استراتيجية وفي الوقت المناسب لكل من فيتنام والعالم.
مع تباطؤ التزامات القوى الكبرى تجاه المناخ، بادرت فيتنام إلى تصدّر المشهد، مُظهرةً عزمها على أن تصبح رائدةً في تعزيز التنمية المستدامة. هذا المؤتمر ليس مجرد لقاء دبلوماسي ، بل هو أيضًا دعوةٌ للعمل لحشد الموارد، وتعزيز الشراكات، وتسريع عملية انتقالٍ أخضر عادل.
يأتي مؤتمر P4G في لحظة فارقة. ففي الوقت الذي يواجه فيه العالم تحديات متزايدة في تمويل العمل المناخي، لا سيما في الدول النامية، أصبحت قيادة فيتنام بصيص أمل.
تركز مبادرة P4G على تعزيز الحلول القائمة على السوق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة في مجالات مثل القدرة على التكيف مع تغير المناخ، وأنظمة الغذاء، والأمن المائي، والطاقة، والاقتصاد الدائري.
بالنسبة لفيتنام، فإن المؤتمر ليس فقط فرصة لجذب الموارد الأساسية - التمويل والتكنولوجيا والخبرة - ولكن أيضًا لتعميق العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف مع الدول الأعضاء في P4G مثل الدنمارك وكوريا الجنوبية وهولندا والعديد من البلدان في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
وتزداد أهمية المؤتمر بسبب توقيته، حيث تتأخر التزامات تمويل المناخ من جانب البلدان المتقدمة بشكل متزايد، أو تعدل أو تتقلص، مما يؤدي إلى نشوء فجوة ثقة خطيرة في التعاون المناخي العالمي.
وتواجه البلدان النامية مثل الهند وفيتنام تحديا مزدوجا: تنمية اقتصاداتها مع التكيف مع تغير المناخ والتعامل معه ــ وفي كثير من الأحيان بموارد محلية محدودة.
وفي هذا السياق، يصبح نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص في برنامج P4G وسيلة تكميلية، بل وضرورية، لتعبئة الابتكار ورأس المال ــ وهو ما لا تستطيع القنوات المالية التقليدية توفيره حاليا على النطاق اللازم.
أكد البروفيسور مروة أن هذا المؤتمر يُمثل فرصةً مميزةً للدعوة إلى شراكات أكثر شمولاً وإنصافاً. ويُعدّ شركاء رئيسيون، مثل الاتحاد الأوروبي واليابان والهند، بفضل قدراتهم التكنولوجية وإمكاناتهم الاستثمارية، حلفاء استراتيجيين في مسيرة فيتنام نحو التحول الأخضر.
يعد مؤتمر P4G المنتدى المثالي لتقديم رسالة واضحة ومقنعة حول توسيع الاستثمار في الاقتصاد الأخضر المزدهر في فيتنام - من البنية التحتية للطاقة المتجددة والزراعة المستدامة إلى المركبات الكهربائية ونماذج الاقتصاد الدائري.
وأشار البروفيسور مروة إلى أن فيتنام تبادر إلى إنشاء نموذج للتعاون يقوم على الاحترام المتبادل والمسؤولية المشتركة والالتزام الحقيقي، حيث لا يتم قياس قيمة الأمة من خلال الناتج المحلي الإجمالي، ولكن من خلال العمل المناخي الملموس وروح التعاون.
إن الرؤية التي تروج لها فيتنام بشأن التعددية العادلة والشاملة يمكن أن تحقق اتجاهاً جديداً - ضرورياً ومبشراً - للنظام المناخي العالمي.
المصدر: https://www.vietnamplus.vn/chuyen-gia-viet-nam-chu-dong-buoc-len-tuyen-dau-thuc-day-phat-trien-ben-vung-post1033431.vnp
تعليق (0)