سباق البطاريات الصلبة - السيارات الكهربائية على وشك الوصول إلى علامة الألف كيلومتر

وتعمل شركات مثل بي إم دبليو ومرسيدس وتويوتا والعديد من شركات صناعة السيارات العالمية على تسريع تطوير البطاريات ذات الحالة الصلبة، بهدف تمكين السيارات الكهربائية من السير لمسافة 1000 كيلومتر بشحنة واحدة.

فيديو : تويوتا تكشف عن بطارية ثورية مصنوعة بالكامل من المواد الصلبة.

على الرغم من دخول سوق السيارات الكهربائية العالمية مرحلة من تباطؤ النمو، إلا أن المنافسة على تكنولوجيا البطاريات، وهي عامل رئيسي في تشكيل مستقبل صناعة السيارات، لم تهدأ. وينصب التركيز حاليًا على بطاريات الحالة الصلبة، وهي تقنية يُتوقع أن تفتح آفاقًا جديدة للسيارات الكهربائية بمدى يصل إلى 1000 كيلومتر بشحنة واحدة.

تكنولوجيا البطاريات ذات الحالة الصلبة، "سلاح استراتيجي" في صناعة السيارات

تُعتبر بطاريات الحالة الصلبة الجيل التالي من بطاريات الليثيوم أيون التقليدية. بفضل سعة تخزين الطاقة الأكبر، ووزنها الأخف، وخطر انفجارها الأقل، تُبشر هذه التقنية بتغيير جذري في طريقة عمل وتصميم المركبات الكهربائية. والأهم من ذلك، أنها تُعالج مشاكل شائعة لدى المستخدمين، مثل طول مدة الشحن، وضيق مسافة السفر، وعمر البطارية.

ولهذا السبب، وعلى الرغم من تباطؤ الطلب الاستهلاكي، لا تزال شركات السيارات العالمية الكبرى تستثمر مليارات الدولارات للحصول على ميزة في سباق البطاريات ذات الحالة الصلبة.

في أوروبا، تُعد بي إم دبليو من الشركات الرائدة في مجال تصنيع بطاريات الحالة الصلبة. وقد بدأت الشركة مؤخرًا في ميونيخ باختبار نسخة خاصة من سيارة سيدان i7 الكهربائية، باستخدام بطارية الحالة الصلبة التي طورتها شركة Solid Power الأمريكية. ويُعد هذا إنجازًا هامًا لمنصة Neue Klasse الجديدة للسيارات الكهربائية، والمتوقع إطلاقها في السنوات القادمة.

مرسيدس-بنز ليست بعيدة عن المنافسة أيضًا. فمنذ أوائل عام 2025، تختبر الشركة طراز EQS باستخدام بطاريات الحالة الصلبة من شركة Factorial Energy. تتميز البطاريات الجديدة بكثافة طاقة أعلى بنسبة تصل إلى 25% من البطاريات الحالية، مما يسمح للسيارة بالسفر لمسافات أطول دون زيادة الوزن. وتأمل مرسيدس أن تفتح هذه التقنية آفاقًا جديدة في تصميم السيارات، مع تحسين معايير السلامة وتوفير المساحة.

وفي الوقت نفسه، تعمل شركة Stellantis، التي تمتلك علامات تجارية مثل Peugeot وJeep وFiat، أيضًا على تسريع تعاونها مع Factorial، مع خطط لبدء اختبار البطاريات ذات الحالة الصلبة على نطاق حقيقي في عام 2026.

اليابان تتسارع، والصين ترد بهجوم مضاد

رغبةً منها في عدم التخلف عن الركب، أعلنت شركات تصنيع يابانية مثل تويوتا ونيسان وهوندا عن خططها لتطوير بطاريات الحالة الصلبة. تهدف تويوتا إلى تسويق هذه التقنية تجاريًا بحلول عام ٢٠٢٧، بينما تهدف نيسان إلى ذلك بحلول عام ٢٠٢٨. وتُجري هوندا أبحاثًا هادئة لتطبيقها ليس فقط على السيارات، بل أيضًا على الدراجات النارية الكهربائية.

ومع ذلك، يقول الخبراء إن الشركات اليابانية ستواجه تحديات كبيرة من الصين، حيث تتنافس شركات عملاقة مثل كاتل، وبي واي دي، ونيو، وتشكل تحالفات لتعزيز التسويق التجاري السريع للبطاريات ذات الحالة الصلبة.

على وجه الخصوص، تعمل شركة CATL، أكبر مُصنّع للبطاريات في العالم ، على تطوير العديد من التقنيات الرائدة، مثل بطاريات الليثيوم المعدنية، والبطاريات المزدوجة فائقة السعة، وبطاريات أيونات الصوديوم المتينة، مما يزيد من مدى تشغيل السيارة إلى 1500 كيلومتر. هذا هو الضغط الذي يُجبر المُصنّعين الغربيين واليابانيين على التحرك بسرعة إذا لم يرغبوا في فقدان مكانتهم.

على الرغم من إمكاناتها الهائلة، لا تزال بطاريات الحالة الصلبة تواجه العديد من العقبات: ارتفاع تكاليف الإنتاج، وتقنيات التصنيع المعقدة، وعمرها الافتراضي غير المؤكد عند إنتاجها بكميات كبيرة. ومع ذلك، رأت معظم الشركات أن هذه مخاطرة مجزية، فمن يصل إليها أولاً قد يُعيد تشكيل سوق السيارات الكهربائية بأكمله في العقد المقبل.

إن رؤية شركة Stellantis واضحة: "لا تعمل البطاريات ذات الحالة الصلبة على زيادة المدى فحسب، بل إنها أيضًا مفتاح لخفض التكاليف وخفض انبعاثات الكربون وتوسيع خيارات الشركات المصنعة، من الحجم إلى التصميم."

المصدر: https://khoahocdoisong.vn/cuoc-dua-pin-the-ran-oto-dien-sap-cham-moc-1000-km-post1551570.html