وجهة خضراء تجذب الزوار في متحف فيتنام للإثنولوجيا

يقع ركن "تروك لام" في حرم متحف فيتنام للإثنولوجيا، بين حدائق واسعة وأعمال معمارية تقليدية للعديد من المجموعات العرقية، ويشبه مقهى صغيرًا يحتضن شجرة بانيان تراثية، مُذكّرًا بالصورة المألوفة للريف الفيتنامي القديم بأشجار بانيان والآبار والمنازل الجماعية. يهدف هذا المشروع إلى خدمة الزوار، وتوفير مكان لعرض الحرف اليدوية الفيتنامية العريقة وتعليمها وممارستها.

في أغسطس/آب الماضي فقط، حصلت هذه المساحة على جوائز معمارية دولية متتالية، وهي الجائزة الشرفية في جوائز العمارة الدولية (IAA) 2024 التي نظمها متحف شيكاغو للهندسة المعمارية والتصميم (الولايات المتحدة الأمريكية) بالتعاون مع المركز الأوروبي للتصميم المعماري والدراسات الحضرية وجائزة Green Good Design Award - واحدة من الجوائز العالمية المرموقة في مجال التصميم الأخضر.

في حين تُظهر جائزة التقدير الشرفي ميزة الإبداع والتأثير الثقافي، يُبرز التصميم الأخضر الجيد ميزة التصميم المستدام. وقد أكدت الجائزتان مزايا مساحة تروك لام، وهما دليل على الدمج الماهر بين العناصر التقليدية والحديثة في الحفاظ على التراث الثقافي.

بوي نغوك كوانغ، نائب المدير المسؤول عن متحف فيتنام للإثنولوجيا

صرح المهندس المعماري فو شوان سون، الذي شارك في تصميم مساحة تروك لام، بأن تجديد المشروع تم بناءً على المعايير التالية: أقصى درجات الحفاظ، والأداء الوظيفي الأمثل، والمحافظة على البيئة، وملاءمتها للسياق. كما تم توسيع المساحات في اتجاهات متعددة، مما يوفر وصولاً متعدد الأبعاد، متشابكًا مع الأشجار الموجودة، مما يضاعف المساحة الصالحة للاستخدام مقارنةً بالوضع الحالي. جميع المواد المستخدمة في المشروع طبيعية وخفيفة الوزن وقابلة لإعادة التدوير، مثل: التربة، والخيزران، والفولاذ، والزجاج.

بالإضافة إلى التصميم المعماري، فإن مساحة تروك لام تثير الإعجاب أيضًا بعرضها الداخلي بما في ذلك العديد من الأعمال الفنية الثمينة مثل: تمثال الفيل المصنوع من خشب العود، وتمثال رأس بوذا، وتمثال خشبي يذكرنا بتمثال منزل قبر المرتفعات الوسطى...

وفقًا للسيدة فو لين، نائبة مدير شركة تروك لام للحرف اليدوية، جُمعت العديد من الأعمال من السكان، وهي قطع ثقافية عرقية عريقة، تعكس العادات الفريدة لمناطق فيتنام. ومن بين هذه الأعمال، مجموعة الديباج الثمينة التي تعود إلى مئات السنين للشعب التايلاندي في نغي آن، والتي خضعت لتقييم وتقدير كبيرين من قبل خبراء متحف فيتنام للإثنولوجيا.

صُممت مساحة تروك لام بتصميمها الذي يمزج بين العناصر التقليدية والمعاصرة، انطلاقًا من رغبة الزوار في تجربة مساحة ثقافية متكاملة ومتواصلة. كما يُعزز التوزيع المدروس للأعمال الفنية في مساحة واسعة ومتجددة الهواء من مرونة مساحة تروك لام، والتي يمكن تعديلها بسهولة وفقًا لموضوعات العرض المختلفة. وهذا يُسهم أيضًا في ربط الحرفيين وحياة الأقليات العرقية بشكل وثيق بالزوار.

لم يستطع الأستاذ المشارك، الدكتور نجوين فان هوي، المدير السابق لمتحف فيتنام للإثنولوجيا، إخفاء فرحته وانفعاله: "في الوقت الحالي، غالبًا ما تُهمل المتاحف أماكن الراحة والاسترخاء، بينما يحتاجها الزوار حقًا. لقد رأيتُ بنفسي، حتى في أماكن تناول القهوة والغداء في المتاحف الأوروبية والأمريكية، بعضها بسيط وبعضها فاخر، لكنها جميعًا تهدف إلى التفاعل مع محتوى المتحف. وقد حققت مساحة تروك لام ذلك. آمل أن تُصبح نموذجًا يُحتذى به للمتاحف المحلية في المستقبل."

المصدر: https://nhandan.vn/khong-gian-truc-lam-diem-den-xanh-hut-khach-post828766.html