في هذا المجال، أجرى مراسلو صحيفة نغي آن والإذاعة والتلفزيون مقابلة مع الخبير الاقتصادي هوينه ثي مي نونغ - المدير العام لشركة خدمات التنمية المستدامة وتدريب القيادة المحدودة (SDLT).
يتطلب تنسيقًا وثيقًا وفعالًا للموارد
المراسل: يعتقد الكثيرون أن "ربط الشركات بالشركاء والأسواق والموارد هو مفتاح بناء منظومة إنتاج خضراء مستدامة". كيف تُشاركنا رأيك في هذه القضية؟
السيدة هوينه ثي مي نونغ: فيتنام عضو فاعل حاليًا في العديد من اتفاقيات التجارة الحرة التابعة لرابطة دول جنوب شرق آسيا (AFTA). وهذا يفتح آفاقًا واسعة أمام الشركات للوصول إلى أسواق دولية واعدة مثل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وكندا، وأستراليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي... وتفرض هذه الأسواق متطلبات أكثر صرامة على المنتجات المستوردة بشكل متزايد. وهذا يعني أن الشركات ملزمة بالامتثال لمعايير البيئة، وسلامة العمال، والتنمية المستدامة.
وبالتالي، فإن العوامل الثلاثة التي تربط الشركات بالشركاء والأسواق والموارد هي عوامل "ضرورية ولكنها غير كافية" لإنشاء منظومة إنتاج خضراء فعّالة بحق. فالموارد عامل مركب، يشمل العوامل المتبقية، حيث يُعدّ الأفراد والتمويل والتكنولوجيا عوامل داخلية أساسية للشركات. في الوقت نفسه، يُعدّ ربط الأسواق والشركاء عوامل خارجية، تلعب دورًا هامًا، لا سيما في سياق توقيع فيتنام ما يقرب من 20 اتفاقية تجارة حرة من الجيل الجديد. وتُنظّم اتفاقيات التجارة الحرة قواعد اللعبة العالمية. ومع ذلك، فبدون دفعة قوية ومتسقة، سيكون مسار تحول الأعمال شائكًا ويفتقر إلى الاتساق.

هذا الدافع هو دور الدولة "الخالق" و"القيادي". في مؤتمر الأطراف السادس والعشرين، التزم رئيس الوزراء فام مينه تشينه بتحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام ٢٠٥٠، مما وضع توجهًا استراتيجيًا واضحًا للاقتصاد الفيتنامي بأكمله.
إنه ليس التزامًا سياسيًا فحسب، بل هو أيضًا أساس قانوني لوضع سياسات ولوائح وآليات تدعم الشركات للمشاركة في التحول بطريقة منهجية وصحيحة. مهما كانت الشركة مرنة وفاعلة، فإنها لا تستطيع تحقيق تقدم كبير بمفردها ما لم تتعاون وتسترشد بالسياسات والتوجهات العامة للبلاد.
بالإضافة إلى ذلك، من بين العوامل المذكورة أعلاه، تُعدّ الموارد البشرية العامل الأساسي. فالإنسان هو العامل الأهم في إحداث التغيير وقيادته. وعلى وجه الخصوص، يلعب تفكير ورؤية قائد الأعمال دورًا حاسمًا. فإذا فهم قادة الأعمال التحولَ ورغبوا فيه حقًا، فسيكونون هم من ينشرون هذه الروح في بيئتهم بأكملها. على العكس، إذا غابت الإرادة والوعي، فلن تُجدي أي جهود دعم خارجية نفعًا. وهذا يتوافق تمامًا مع رؤية الأمم المتحدة في تعزيز أهداف التنمية المستدامة، مؤكدةً على أن التغيير لا يكون مستدامًا إلا بمشاركة وتفاعل من المجتمع بأكمله، حيث يلعب القطاع الخاص دورًا محوريًا.
إن نظام الإنتاج الأخضر ليس مجرد قصة عدد قليل من الشركات الرائدة، بل هو ثورة متزامنة، تتطلب التنسيق الوثيق والفعال للموارد بين الدولة - الشركات - المجتمع.
حلول مبتكرة من الحكومة
المراسل: برأيك، لمساعدة الشركات على التغلب على الصعوبات في التحول إلى الإنتاج الأخضر، ما هي الحلول المبتكرة التي يجب على السلطات على كافة المستويات إعطائها الأولوية؟
السيدة هونغ ثي ماي نونغ: لحل الصعوبات التي تواجه الشركات، وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة، يتعين على السلطات على كافة المستويات إعطاء الأولوية للحلول المبتكرة والعملية.
أولاً، من الضروري تبسيط الإجراءات الإدارية وتعزيز الرقمنة. على الرغم من تكرار ذكر ذلك، إلا أن الحصول على تمويل حكومي داعم لا يزال في الواقع صعباً ومعقداً. ستساعد رقمنة العملية على جعلها أكثر شفافية، واختصار الوقت والتكاليف، وتهيئة أفضل الظروف للشركات. سيُمثل نموذج "الشباك الواحد" أو بوابة رقمية واحدة للإجراءات المتعلقة بالتحول الأخضر خطوةً مهمةً إلى الأمام.
ثانيًا، من الضروري إنشاء مركز دعم شامل مُخصص لمشاريع التحول الأخضر. سيكون هذا المركز بمثابة "محطة عبور"، مُقدمًا مجموعة متكاملة من الحلول، بدءًا من التمويل (باقات قروض تفضيلية، وصناديق استثمار خضراء) وصولًا إلى التكنولوجيا (بالتواصل مع معاهد البحث ومراكز الابتكار)، وصولًا إلى التوجه الاستراتيجي. يُمثل هذا تحديًا كبيرًا، ولكنه مُمكن تمامًا إذا توفر التنسيق بين القطاعين العام والخاص، مع الاستفادة من نقاط قوة المؤسسات المالية، وصناديق الاستثمار، والمنظمات غير الحكومية، والشركات الكبرى.
في الوقت نفسه، من الضروري النظر في منح لقب "مؤسسة وطنية خضراء". فيتنام لديها بالفعل ألقاب في العلوم والتكنولوجيا أو الجودة الوطنية. وبالمثل، سيكون منح لقب "المؤسسات الخضراء" دافعًا معنويًا وحافزًا عمليًا. ولكي يكون هذا اللقب قيّمًا، من الضروري الاستفادة من تجارب الدول الأخرى، ووضع معايير تقييم شفافة وصارمة، تستند إلى المعايير الدولية، بالإضافة إلى الدروس المستفادة من الألقاب الحالية في فيتنام. هذا لا يُسهم فقط في تكريم المؤسسات الرائدة، بل يُساعدها أيضًا على بناء مكانة مرموقة في السوق الدولية.

مؤسسة نغي آن: رسالة من التقاليد وفرص من المستقبل
المراسل: يُعدّ استيفاء "المعايير الخضراء" شرطًا أساسيًا لاستهداف أسواق التصدير للشركات الفيتنامية. برأيك، ما الذي ينبغي على شركات نغي آن فعله لاغتنام الفرص بفعالية؟
السيدة هوينه ثي مي نونغ: بالنسبة لشركات نغي آن، يُعدّ استيفاء "المعيار الأخضر" ليس مطلبًا لسوق التصدير فحسب، بل هو أيضًا مهمة نبيلة. يجب على الشركات أن تكون رائدة في التنمية الاقتصادية المستدامة. ولاغتنام الفرص بفعالية، أرى أنه يمكن تقسيم شركات نغي آن إلى مجموعتين لوضع خطة عمل مناسبة.
المجموعة 1: الشركات التي تتمتع بخبرة ونجاح معينين
ينبغي تشجيع هذه الشركات لتصبح رائدة في المنظومة المحلية. كما أن لها دورًا هامًا في نشر المعرفة والخبرة، بل وحتى مشاركة الموارد لجذب الشركات الصغيرة إلى السوق.
هذه مجموعة من الشركات التي أدركت بوضوح قيمة التصنيع الأخضر وحققت نجاحًا أوليًا. هدفها ليس الامتثال فحسب، بل أيضًا الريادة وقيادة هذا التوجه. يجب أن تركز خارطة طريق هذه المجموعة على استراتيجيات متقدمة ومبتكرة.
"بالنسبة لمؤسسات نغي آن، فإن تلبية "المعيار الأخضر" ليس مجرد متطلب لسوق التصدير، بل هو أيضًا مهمة نبيلة" - الخبيرة الاقتصادية هوينه ثي مي نونغ.
أولاً، الابتكار والتكنولوجيا: الاستثمار المتواصل في البحث والتطوير لإيجاد حلول إنتاجية جديدة وصديقة للبيئة. تطبيق تقنيات الجيل الرابع (مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي) لتحسين العمليات وتقليل هدر الموارد والطاقة.
والنقطة التالية هي "تعزيز قيمة سلسلة التوريد الخضراء": التعاون بشكل استباقي مع الشركاء الذين يتقاسمون نفس الالتزام البيئي لبناء سلسلة توريد خضراء بالكامل، من المواد المدخلة إلى المنتجات النهائية.
ثانيًا، "بناء علامة تجارية مستدامة": لا يقتصر التحول الأخضر على الإنتاج فحسب، بل يشمل أيضًا قصصًا ملهمة. على الشركات أن تُبرز جهودها وإنجازاتها بوضوح، وأن تُحوّل قصص منتجاتها إلى قيم فريدة للعلامة التجارية، وأن تبني مصداقيتها لدى المستهلكين الدوليين.
المجموعة الثانية: الشركات عديمة الخبرة
عادةً ما تكون هذه الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم، أي الشركات الناشئة، التي تُشكل غالبية الاقتصاد. قد تكون رحلة التحول صعبةً على الشركات الناشئة حديثًا، لكنها تُمثل أيضًا فرصةً لبناء أساس متين من البداية. يجب وضع خارطة الطريق لهذه المجموعة بعناية ومنهجية:
أولاً، من الضروري تحديد موقع القدرات الداخلية وتقييمها ووضع خطة عمل: على الشركات أن تبدأ بالتقييم الذاتي لمعرفة موقعها الحالي. كما يتعين عليها تحليل العوامل البيئية في عملية الإنتاج الحالية لتحديد مجالات التحسين، والتي يمكن من خلالها وضع خطة تحول مفصلة بأهداف محددة وقابلة للتحقيق.
يجب التعلّم والتطبيق من أصغر التفاصيل: لا يشترط أن يكون التحوّل الأخضر ثورةً كبيرة، إذ يمكن للشركات البدء بأمور بسيطة مثل توفير الكهرباء والمياه وتصنيف النفايات أو استخدام مواد خام صديقة للبيئة. في البداية، يُمكن تطبيق أساليب 5S و3R و3T في الإنتاج والأعمال التجارية لتحسين كفاءة جميع أنشطة الأعمال بشكل شامل.
من المهم للغاية الاستفادة من الدعم: اطلب الدعم من الجهات المعنية والجمعيات الصناعية بشكل استباقي، واستفد من تجارب الشركات السابقة في البيئات التقليدية والتقليدية. هذا يساعدهم على تجنب الأخطاء غير الضرورية ويختصر الوقت اللازم لتحقيق الأهداف المرجوة.
بغض النظر عن المرحلة، فإن فهم القيمة، والمبادرة، والمثابرة على مسار التحول الأخضر هو العامل الحاسم. بالتوافق والجهد، لن تلبي شركات نغي آن معايير التصدير فحسب، بل ستعزز مكانتها على الساحة الدولية، لا سيما في الأسواق المتطلبة مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان، التي تُشدد اللوائح البيئية بشكل متزايد، وخاصةً آلية تعديل حدود الكربون التابعة للاتحاد الأوروبي (CBAM).
المراسل: شكرا جزيلا!
المصدر: https://baonghean.vn/doanh-nghiep-o-nghe-an-can-hanh-dong-nhu-the-nao-trong-xay-dung-he-sinh-thai-san-xuat-xanh-10306214.html
تعليق (0)