البيانات الرقمية والذكاء الاصطناعي يقللان من انقطاعات الإمدادات ويبنيان اقتصادات مستدامة

[إعلان 1]

بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات التجارية غير المسبوقة، ظهرت نماذج اللغة الكبيرة والذكاء الاصطناعي التوليدي في الوقت المناسب لمساعدة الحكومات والشركات على إدارة سلاسل التوريد المعقدة في العالم .

قالت جولي جيردمان، الرئيسة التنفيذية لشركة تقييم مخاطر سلسلة التوريد "إيفرستريم أناليتكس": "في السنوات القادمة، سنشهد تحليلات تنبؤية وتنبؤية أكثر دقة، مدعومة ببيانات متكاملة من كل خطوة من خطوات سلسلة التوريد". وأضافت: "سيؤدي اتخاذ القرارات الآلي إلى تقليل المخاطر والاضطرابات، مما يؤدي إلى بناء سلاسل توريد مرنة ومتينة وقابلة للتكيف".

بيانات أفضل

تحليل بيانات التجارة مهمةٌ بالغة التعقيد. هذه البيانات غير المنظمة، التي تتكون من مئات الملايين من سجلات الشحن، متناثرة على عددٍ لا يُحصى من الشركات الفرعية وخدمات الشحن، مما يجعل معالجتها وفرزها عرضة للأخطاء وتتطلب جهدًا كبيرًا.

على سبيل المثال، تستطيع شركات بيانات التجارة الخاصة استخدام أدوات التعلم الآلي للتعرف على أنماط الإقرارات الجمركية، ومسح المستندات القانونية، وترجمة اللغات لإنشاء بيانات تجارية واضحة ودقيقة يسهل البحث عنها وتحليلها.

تستخدم شركات بيانات التجارة الخاصة مثل ImportGenius ومقرها سكوتسديل بولاية أريزونا أدوات التعلم الآلي للتعرف على أنماط الجمارك، ومسح المستندات التنظيمية وترجمة اللغات الأجنبية لإنشاء بيانات تجارية واضحة ودقيقة يسهل البحث عنها وتحليلها.

قال باولو ماريناس، المدير التقني لشركة ImportGenius، وهي شركة بيانات تجارية مقرها أريزونا: "نحن نعمل على بناء نموذج لتعلم اللغة ليكون بمثابة هوائي لاكتشاف المؤشرات والتعرف عليها ودمجها في منصتنا".

في الوقت نفسه، تستخدم شركات متعددة الجنسيات، مثل نستله، أدوات الذكاء الاصطناعي لزيادة الكفاءة ورصد المشكلات الناشئة في سلاسل القيمة العالمية. تستخدم شركة الأغذية والمشروبات السويسرية خوارزميات لاكتشاف مشاكل جودة المنتجات وضمان التنظيم الذاتي والتحكم في خطوط إنتاجها.

تستخدم مجموعة مرسيدس-بنز منصة Omniverse، المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لتعزيز مرونة مصانع التصنيع والتجميع التابعة لها. تساعد Omniverse شركة صناعة السيارات الألمانية على إعادة هيكلة مصانعها بسرعة للتكيف مع تقلبات العرض الخارجية.

تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي الشركات على تبسيط طريقة تحليل البيانات للتحرك نحو نظام تجاري عبر الحدود أكثر سلاسة.

من المتوقع أن يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورةً في العديد من القطاعات، لا سيما مع نموٍّ كبير في التجارة. ويرجع ذلك إلى أن النصف الأول من العقد الماضي من العولمة كان مُنصبًّا بشكل كبير على تقليل العوائق أمام السلع والخدمات والاستثمار. في غضون ذلك، ستُصبح المرحلة القادمة، في ظل السياق الحالي، واتجاه تراجع العولمة، والحواجز الجمركية، والاحتكاكات الجيوسياسية ، تحديًا هائلًا حتى لأكثر فرق اللوجستيات خبرة.

تحليل سلسلة التوريد

ومن المجالات التي يمكن أن يكون لتطبيقات الذكاء الاصطناعي فيها تأثير كبير مساعدة الشركات والحكومات على فهم التغيرات في سلاسل القيمة العالمية بشكل أفضل.

في الشهر الماضي، اعتمد وزراء التجارة في مجموعة العشرين إطار عمل لرسم خريطة للبيانات الجديدة، وتحديد تركيز الموردين، والروابط التجارية، وتقلبات السوق، وضعف الصناعات المهمة عالميا.

الفكرة، التي أُعلن عنها الأسبوع الماضي، هي مساعدة الحكومات على تقييم مرونة سلاسل التوريد ووضع تدابير للتخفيف من الصدمات الخارجية. كما أطلقت مجموعة العشرين أداةً جديدةً للذكاء الاصطناعي تُطابق بيانات التجارة مع خوارزميات تنبؤية، مما يُساعد صانعي السياسات والشركات على تحسين استراتيجياتهم التصديرية.

يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تُقلل الوقت والجهد اللازمين لإبرام اتفاقيات تجارية، بالإضافة إلى حساب التعريفات الجمركية على شحن البضائع بسرعة. لكن تعقيدات سياسات التجارة الدولية وبعض جوانبها لا يمكن للذكاء الاصطناعي التعامل معها.

قالت ويندي كاتلر، نائبة رئيس معهد السياسات في جمعية آسيا: "يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المفاوضين على الاستعداد بشكل أفضل، لكنه لا يمكن أن يحل محل المفاوضات الحقيقية التي يكون فيها العنصر البشري بالغ الأهمية". وأضافت: "إن الاستماع إلى ما يقوله شريكك في التفاوض وفهمه، وقراءة لغة الجسد، والتوصل إلى أفكار ودية فورية لسد الفجوة بين وجهات النظر، كلها أمور لا تستطيع التكنولوجيا القيام بها".

(بحسب بلومبرج)

[إعلان 2]
مصدر