منذ انتقالهم من دار رعاية الفنانين إلى مركز ثي نغي للتمريض، أصبح هذا المكان ملاذًا هادئًا للعديد من الفنانين المخضرمين الذين ساهموا في الثقافة والفن الثوري في فيتنام. إنهم أصواتهم وأغانيهم وأدوارهم التي تركت انطباعًا لدى الجمهور، الذي أصبح الآن طاعنًا في السن وضعيفًا، يأتون إلى هنا كمنزل مشترك يملؤه دفء الزملاء.
عند ذكر كبار فناني دار ثي نغي للمسنين، لا يسعنا إلا أن نذكر مساهماتهم الجليلة في فن البلاد. إنهم الجيل الذي وضع أسس المسرح والدراما والموسيقى والسينما الإصلاحية في فيتنام، الذين استخدموا أصواتهم وكلماتهم، وتجسدوا على خشبة المسرح لنشر الوطنية، والحفاظ على الهوية الوطنية، وتشجيع الروح الثورية خلال الأوقات العصيبة التي مرت بها البلاد.
![]() |
يشارك الفنانون في مركز التمريض ثي نغي في الأنشطة للاحتفال بالذكرى الثمانين لثورة أغسطس واليوم الوطني 2 سبتمبر. |
اليوم، ورغم غيابهم عن الأضواء، لا يزال العديد من الفنانين يتمتعون بروح التفاؤل وحب الحياة. عبّرت الفنانة ديو هين، مغنية كاي لونغ الشهيرة، عن مشاعرها الصادقة والمليئة بالسعادة والبهجة عند أداء أغانيها أمام المحسنين والفرق الفنية وأبنائها وأحفادها. أما الفنان ماك كان، الذي شارك في العديد من الأدوار الكبيرة والصغيرة، فقد تأثر بشدة وقال إنه كان يعيش في منزل مستأجر رث، أما الآن، فلديه سقف مناسب يحميه من الشمس والمطر، ويحظى برعاية صحية يومية. وأضاف: "لا أريد أي شيء آخر في شيخوختي".
لا يزال الفنانون الشباب اليوم يعتبرونهم "جذورهم"، كنزًا ثمينًا من تجارب الحياة. منذ بداية عام ٢٠٢٥، نظمت العديد من مجموعات الفنانين الشباب برامج تبادل ثقافي، وعروضًا، وتبادلًا للهدايا، وزيارات للمركز. خلال زيارة حديثة، قال المغني فام ثانه ثاو: "خلال العام الماضي، كنا نزور المركز كثيرًا في الأعياد ورأس السنة الميلادية (تيت) لنُحيي ذكرى أعمامنا وخالاتنا. لكل شخص ظروفه الخاصة، لكن القاسم المشترك هو حبنا الدائم للمسرح والفن".
أكد الفنانون الشباب أنهم في كل مرة يتفاعلون فيها مع الفنانين، يزداد فهمهم وتقديرهم لقيمة الأعمال الفنية لأسلافهم، الذين كرّسوا شبابهم وشغفهم للثقافة الوطنية. وفي الوقت نفسه، تعلموا حب المهنة وروح التضحية والمسؤولية الاجتماعية للفنانين.
بالإضافة إلى اهتمامهم بالفنانين، يُولي قادة المدينة على جميع المستويات اهتمامًا دائمًا بالحياة الروحية والمادية للفنانين المسنين. خلال زيارة حديثة لمركز ثي نغي للتمريض، أكد الرفيق هوينه ثانه نهان، نائب رئيس مجلس الشعب في مدينة هو تشي منه : "إن ردّ الجميل والتعبير عن الامتنان للجيل الذي ساهم في الثورة وساهم في تنمية المدينة هو نشاطٌ مهم، حظي باهتمام القادة على جميع المستويات لسنوات عديدة".
امتزجت المودة بين جيلين في مركز ثي نغي للتمريض، أحدهما ذكريات المسرح الذهبية والآخر طاقة الشباب وحماسه، في فيضٍ من الحب الدائم. ومن هنا، انتشرت رسالة "التمسك بشغف المهنة ونشر الحب" ليس فقط بين الفنانين، بل في المجتمع أيضًا، لتصبح رمزًا ثقافيًا لمدينة الحب.
المقال والصور: ها ثو
المصدر: https://www.qdnd.vn/van-hoa/doi-song/giu-lua-nghe-noi-dai-mach-yeu-thuong-853166
تعليق (0)