وكان أحد البيانات الاقتصادية البارزة التي صدرت الليلة الماضية هو تقرير آفاق الاقتصاد العالمي المحدث الصادر عن صندوق النقد الدولي، والذي رفعت فيه الوكالة توقعاتها للنمو الاقتصادي العالمي هذا العام إلى 3.2%، مقارنة بـ3% في التقرير السابق.
وبحسب التقرير المحدث لصندوق النقد الدولي، من المرجح أن تحقق الاقتصادات المتقدمة معدل نمو بنسبة 1.5%، في حين ستحقق الاقتصادات الناشئة والنامية أكثر من 4%.
وفقًا للسيد بيير أوليفييه غورينشاس، كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، فإن تأثير تقلبات التجارة على النمو كان متواضعًا حتى الآن. كما يتوقع صندوق النقد الدولي استمرار انخفاض التضخم العالمي في الفترة المقبلة، على الرغم من أنه لا يزال مرتفعًا نسبيًا، حيث سيبلغ 4.2% هذا العام و3.7% العام المقبل.

صندوق النقد الدولي يرفع توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي
التحديات والفرص للاقتصاد العالمي
وتشكل التحديات والفرص التي يواجهها الاقتصاد العالمي، والتي أشار إليها تقرير صندوق النقد الدولي، أيضا أحد الاهتمامات الرئيسية التي تهيمن على المؤتمر السنوي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي المنعقد في واشنطن العاصمة في الولايات المتحدة.
تناولت كبرى الصحف الأمريكية اليوم، في آنٍ واحد، تحديات وفرص الاقتصاد العالمي في الفترة الحالية. وصرح صندوق النقد الدولي بأن الاقتصاد العالمي يتعرض لضغوط ناجمة عن سياسات التجارة والمخاطر المالية، لكنه لا يزال مدعومًا بموجة قوية من الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، وهو عامل يُقال إنه قادر على "إعادة تشكيل مشهد النمو العالمي".
وفقًا لوكالة أسوشيتد برس، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي لعام 2025 إلى 3.2%، وهو معدل أعلى مما كان متوقعًا سابقًا، بفضل تجديد اتفاقيات التجارة وازدهار تدفقات الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأمريكي وحده بنسبة 2%، مما يُظهر مرونةً أكبر مما كان متوقعًا في البداية.
حذّرت رويترز من أن الأسواق المالية العالمية مُفرطة في التفاؤل، حيث تتجاوز أسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي قيمتها الحقيقية بكثير. وحذر صندوق النقد الدولي من أن هذا قد يؤدي إلى خطر "تصحيح مفاجئ" إذا لم تواكب الأرباح التوقعات. كما دعا الصندوق الحكومات إلى ضبط الدين العام، ودعا البنوك المركزية إلى توخي مزيد من الحذر في تخفيف سياساتها النقدية لتجنب فقاعات الأصول.
يمر العالم بفترة من عدم اليقين الشديد، تتداخل فيها المخاطر والفرص. ووفقًا لصندوق النقد الدولي، فإن الفرص ستكون حكرًا على الاقتصادات القادرة على التكيف بسرعة، والاستثمار في الاتجاه الصحيح، والحفاظ على الثقة في السوق.
وتقدم صحيفة فاينانشال تايمز منظورًا أكثر إيجابية: إذ تساعد موجة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي الاقتصاد الأمريكي على تجنب الركود العميق، ولكنها في الوقت نفسه تحذر من أن هذا قد يؤدي إلى زيادة الضغوط التضخمية ويحد من قدرة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب.
ذكرت صحيفة واشنطن بوست أنه على الرغم من رفع صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي، إلا أنه لا يزال يحذر من أن التوقعات العالية للذكاء الاصطناعي والتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تُعرّض الأسواق للخطر. ولا تزال الثقة الحالية بالنمو هشة في حال ظهور المزيد من الصدمات التجارية أو المالية.
في ظلّ المشهد الاقتصادي العالمي المضطرب، وصف صندوق النقد الدولي فيتنام بأنها نقطة مضيئة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث تتمتع بنمو مستقر، وانخفاض في التضخم، ووجهة جاذبة لرؤوس الأموال الاستثمارية الجديدة. وإذا واصلت فيتنام الحفاظ على استقرار اقتصادها الكلي، وعززت الإصلاحات، فإنها قادرة على الانضمام بشكل كامل إلى مجموعة الاقتصادات الديناميكية الرائدة في المنطقة.
المصدر: https://vtv.vn/imf-nang-du-bao-tang-truong-kinh-te-toan-cau-100251015094203991.htm
تعليق (0)