من غير المرجح أن يحضر ليونيل ميسي كأس العالم 2026. |
في صباح الخامس من سبتمبر/أيلول، على ملعب ماس مونومنتال، صنع ليونيل ميسي إحدى تلك اللحظات. انفجر باكيًا، ولوّح بيده مودعًا، ثم سجّل هدفًا، وكأنه يكتب قصيدة ختامية لرحلة رائعة استمرت لأكثر من عقدين.
معركة القلوب
كانت نتيجة المباراة ضد فنزويلا بنتيجة 3-0 في تصفيات كأس العالم 2026 مجرد خلفية. ما يتذكره العالم عن هذه المباراة هو دخول ميسي إلى أرض الملعب مع أبنائه الثلاثة، تياغو، ماتيو، وسيرو، تحت أنظار زوجته أنتونيلا المتألقة، بينما ملأ هتاف "ميسي، ميسي" أجواء بوينس آيرس.
في الثامنة والثلاثين من عمره، يدرك ميسي أنه لم يتبقَّ له الكثير من المباريات. ويعترف بصراحة: قد يكون التأهل لكأس العالم 2026 بعيد المنال، وسيعتمد القرار على حالته البدنية.
هذا الصدق هو طبيعة ميسي. طوال مسيرته، نادرًا ما استخدم كلماتٍ منمقة للحفاظ على هالة الشهرة. قال ببساطة: "إذا كنتُ في حالة جيدة، فسأستمتع. وإن لم أكن كذلك، فسأتوقف". هذه البساطة هي ما يميز ميسي.
لم تكن رحلة ميسي مع الأرجنتين مُوفّقة. تعرّض لانتقاداتٍ لكونه "ليس أرجنتينيًا حقيقيًا" عندما نشأ في برشلونة، بل وشُبّه ظلمًا بمارادونا. لكنّ الزمن والصبر والجهد غيّرا كل شيء.
كأس قطر الذهبية ٢٠٢٢ هي تحررٌ واستجابةٌ نهائية. لم يكتفِ ميسي برفع الكأس بيديه، بل استعاد أيضًا محبة وطنه.
في ليلة الوداع ضد فنزويلا، غنى عشرات الآلاف من المشجعين بلا انقطاع. إذا كان هناك شكٌّ سابقًا، فاليوم لا يوجد سوى الفخر.
في سن الـ38، يدرك ميسي أنه لم يتبق له الكثير من المباريات. |
أعادت لحظة دموع ميسي في ملعب مونومنتال إلى الأذهان بعضًا من أشهر لحظات الوداع في تاريخ كرة القدم. في عام ٢٠٠٦، اعتزل زين الدين زيدان كأس العالم بعد بطاقة حمراء قاسية. وفي عام ٢٠١٤، غادر ميروسلاف كلوزه المنتخب الألماني بهدوء بعد أن حقق رقمًا قياسيًا في التهديف. وانفجر رونالدو بالبكاء في أيامه الأخيرة مع كورينثيانز. يرحل كلٌّ بطريقته، لكن قلة من اللاعبين لديهم نهاية سعيدة مثل ميسي: تسجيل الأهداف، والفوز، ووداع البلاد بأكملها.
ميسي يختلف أيضًا عن كريستيانو رونالدو، الذي لا يزال يُكافح من أجل البرتغال، رغم كبر سنه. يختار ميسي أن يكون صادقًا مع نفسه، لا يُحاول التمسك بالأمل حين لا يعود جسده قادرًا على ذلك. إذا كان رونالدو رمزًا للإرادة الصلبة، فإن ميسي مثالٌ للرصانة واحترام الذات.
سكالوني والتقدير من الأرجنتين
انفجر المدرب ليونيل سكالوني بالبكاء عند حديثه عن ميسي. وأكد أن "ميسي يملك الحق في تحديد وقت التوقف". هذا ليس فقط احترامًا من المدرب للاعب، بل أيضًا تقديرًا من كرة القدم الأرجنتينية بأكملها لأعظم رمز في تاريخها.
أكد سكالوني أيضًا أن الأرجنتين ستكون دائمًا مستعدة لتنظيم مباراة وداعية أخرى، إذا رغب ميسي. فمن الواضح أن أسطورة مثله تستحق التكريم مرات عديدة، حتى يعتزل اللعب.
١٩٣ مباراة، ١١٢ هدفًا، لحظات خالدة لا تُحصى، والأهم من ذلك كله: كأس العالم ٢٠٢٢. إنها أرقامٌ مُجرّدة، لكنها تُعبّر عن كل شيء. إرث ميسي لا يقتصر على الإحصائيات، بل على المشاعر أيضًا. إنه يُضفي الثقة والسعادة على أمةٍ تتوق إلى المجد منذ أكثر من ثلاثة عقود.
ربما لا يشارك ميسي في كأس العالم 2026، وربما تكون هذه آخر مباراة رسمية له على أرضه. |
في وطنه الأرجنتين، عندما كانت دموع ميسي تذرف، لم تكن دموع ندم، بل دموع إنجاز. كان يملك كل شيء: ألقاب، حب، وتقدير. إذا كانت قطر ٢٠٢٢ الفصل الذهبي الأكثر تألقًا، فإن مونومنتال ٢٠٢٥ قد تكون النهاية المثالية - حيث اختتم ميسي مسيرته بابتسامة ممزوجة بالدموع، بين أحضان وطنه.
قد لا يشارك ميسي في كأس العالم 2026، وقد تكون هذه آخر مباراة رسمية له على أرضه. لكن بالنسبة للأرجنتين، ولكرة القدم العالمية، تجاوز إرث ميسي حدود الزمن. فهو ليس فقط أعظم لاعب في جيله، بل هو أيضًا رمز ثقافي، وجزء لا يتجزأ من روح كرة القدم.
عندما انحنى ميسي ولوّح مودعًا للمونومنتال، أدرك العالم أجمع أن فصلًا من التاريخ قد طوي. لكن في قلوب الملايين، سيظل صدى تلك الرحلة خالدًا.
المصدر: https://znews.vn/khuc-vi-thanh-cua-messi-tren-dat-me-post1582833.html
تعليق (0)