بينما تقاعد معظم أبناء جيله، أو اتجهوا للتدريب، أو اعتزلوا، قرر لوكا مودريتش مواصلة مسيرته نحو القمة. وقّع لاعب الوسط الكرواتي عقدًا لمدة عام واحد مع نادي ميلان، طامحًا إلى تمديد مسيرته الاحترافية حتى الأربعينيات من عمره.
مهنة مجيدة
شهد صيف عام ٢٠٢٥ حدثًا تاريخيًا لريال مدريد عندما ودّع لوكا مودريتش رسميًا فريق سانتياغو برنابيو. في سن الأربعين، لم يعد مودريتش خيارًا أساسيًا في الفريق الأول للمدرب كارلو أنشيلوتي الموسم الماضي، لكن مكانته وتأثيره في غرفة ملابس ريال مدريد لا يزالان لا يُضاهيان.
لوكا مودريتش يتسلم القميص رقم 14 في ميلانو لرحلة جديدة الصورة: MILAN FC
خلال 12 عامًا قضاها مع "لوس بالانكوس"، فاز مودريتش بجميع الألقاب المرموقة تقريبًا: 6 ألقاب في دوري أبطال أوروبا، 4 ألقاب في الدوري الإسباني، كأس ملك إسبانيا مرتين، كأس السوبر الأوروبي 5 مرات، والعديد من الألقاب الأخرى. وتُعدّ جائزة "الكرة الذهبية" لعام 2018 خير دليل على موهبة مودريتش وتقدير الخبراء والزملاء له.
بوداعه ريال مدريد، يُغلق مودريتش فصلاً مجيداً من مسيرته الكروية. ومع ذلك، بدلاً من الراحة، سيواصل النضال على أرض الملعب بكل شغفه الخالد.
تحدي جديد في إيطاليا
لم يأتِ مودريتش إلى السعودية للاستمتاع ببعض العقود التجارية، ولا إلى أرض الترفيه المعروفة باسم الدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS)، بل اختار بشكل مفاجئ الانضمام إلى ميلان في صفقة انتقال حر. عقد لمدة عام واحد براتب متواضع يبلغ حوالي 3 ملايين يورو/الموسم، يؤكد أن مودريتش جاء إلى سان سيرو ليس للاعتزال، بل لخوض التحديات.
يُجري نادي ميلان عملية تجديد شباب فريقه بعد فوزه بلقب الدوري الإيطالي لعام ٢٠٢٢. وتعتقد إدارة "الروسونيري" أن خبرة مودريتش ومهاراته القيادية ستساعد بشكل كبير لاعبين شباب مثل فيليبو تيراشيانو، وياسين عدلي، وتوماسو بوبيغا...
على الرغم من أنه لم يعد يتمتع بلياقة بدنية كافية للعب بشكل مستمر كما كان في أوج عطائه، إلا أن مودريتش يتمتع برؤية تكتيكية رائعة وأسلوب لعب ذكي، ويمكن للمدرب ماسيميليانو أليجري الاستفادة منه بشكل كامل في تنظيم اللعب في المباريات الكبيرة.
إلهام اللاعبين الشباب
قرار مودريتش بمواصلة لعب كرة القدم في سن الأربعين هو ردٌّ واضحٌ على من ظنّوا أنه سيعتزل اللعب بعد رحيله عن ريال مدريد. اختار مودريتش الدوري الإيطالي، وهو مجالٌ يتطلب تكتيكاتٍ وقدرةً عاليةً على التكيّف.
لا يقتصر مودريتش على اللعب فحسب، بل يسعى أيضًا إلى إلهام الجيل القادم في ميلان. في مقدمته، أدلى بتصريح بسيط ولكنه مُلهم: "ما زلت أعشق كرة القدم، وما زلت أطمح للعب على أعلى مستوى. ميلان يمثل تحديًا، لكنني مستعد".
عند رؤية مودريتش يرتدي القميص المخطط بالأحمر والأسود، تذكر الكثير من مشجعي ميلان أندريا بيرلو، لاعب خط وسط موهوب آخر صنع اسمه في سان سيرو. في سن الأربعين، لا شك أن مظهره يُضفي قيمة كبيرة على الصعيدين المهني والروحي.
قليلٌ من اللاعبين يستطيعون الحفاظ على مسيرةٍ كرويةٍ رفيعةٍ حتى سن الأربعين مثل لوكا مودريتش. ورغم أن الزمن لا ينتظر أحدًا، إلا أن كل مباراةٍ قادمةٍ بقميص "روسونيري" ستظل بالنسبة لمودريتش فصلًا جديدًا - فصلًا من الشغف والطموح واللحظات الأخيرة في مسيرته الاحترافية.
يُدار الدوري الإيطالي كمسرح فني أكثر منه كآلة صناعية كالدوري الإنجليزي الممتاز أو البوندسليغا. يأتي المشجعون إلى الملعب ليس فقط لمشاهدة النتائج، بل أيضًا للاستمتاع ومشاهدة اللاعبين يُظهرون مهاراتهم بالكرة. بالنظر إلى أسلوب لعب دي بروين ومودريتش ومخيتاريان في مساحة مُحسّنة للملاحظة والمهارات الفردية، يُدرك الناس أن كرة القدم لا تقتصر على الشباب فحسب، بل تشمل أيضًا الذكاء والخبرة.
المصدر: https://nld.com.vn/luka-modric-va-khat-vong-tuoi-40-196250719204130989.htm
تعليق (0)