
لا يُعدّ الاندماج مجرد توسيع للحدود الإدارية، بل هو أيضًا "اندماج" مذهل بين مصدرين ثقافيين "عملاقين". فمن جهة، تبرز الهوية الثقافية الفريدة لجزيرة خان هوا ، ومن جهة أخرى، التراث الثقافي الغني والفريد لشعب تشام في الأرض الجديدة.
التراث الثقافي للشام من الأبراج القديمة إلى القرى الحرفية
قال السيد تران دوك ها، مدير مركز حفظ التراث الثقافي لمقاطعة خان هوا: "بعد الاندماج، أصبحت مقاطعة خان هوا تمتلك كنزًا ثقافيًا لا يُقدر بثمن، يضم أكثر من 257 منتجًا مُصنّفًا، وخاصةً تراث شعبي تشام وراجلاي. وأبرزها نظام أبراج تشام القديم، الذي يحمل طابعًا معماريًا فريدًا وغامضًا.
إذا كان السياح في الماضي لا يعرفون سوى برج بو ناغار المهيب في نها ترانج، فإن رحلة الاستكشاف الآن يمكن أن تمتد لتشمل معالم وطنية مميزة أخرى مثل برج بو كلونغ غاراي، وبرج هوا لاي، وبرج بو روم. كل برج يروي قصة تاريخية، ويرمز إلى حضارة تشامبا العريقة، ويجذب ليس فقط السياح ، بل أيضًا الباحثين في التاريخ والثقافة.
إلى جانب العمارة، تتجلى ثقافة تشام بوضوح في الحياة اليومية لشعبها. ومن أبرزها فن صناعة الفخار التقليدي "باو تروك"، وهي حرفة أدرجتها اليونسكو ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى حماية عاجلة. هنا، يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة الحرفيين وهم يصنعون منتجات خزفية ريفية راقية باستخدام أساليب يدوية فريدة. أو زيارة قرية "مي نغيب" لنسج الديباج، حيث تُحفظ الأنماط التقليدية، حيث تروي كل قطعة قماش قصة عن حياة شعب تشام ومعتقداته.
يتجلى التبادل الثقافي بوضوح من خلال المهرجانات التقليدية. لم يعد مهرجانا كيت وبا بو ناغار حكرًا على شعب تشام، بل أصبحا مهرجانين شائعين بين مختلف المجموعات العرقية. يتطلع السياح الدوليون والمحليون إلى الانغماس في أجواء الاحتفالات المقدسة والحماسية، والاستمتاع برقصة أبسارا الرشيقة، والاستماع إلى صدى طبول جينانغ وأبواق ساراناي. لا تُعدّ هذه المهرجانات فرصةً للناس للتعبير عن احترامهم للآلهة، والدعاء من أجل طقسٍ مواتٍ فحسب، بل تُمثّل أيضًا منتجًا سياحيًا ثقافيًا فريدًا، يُقدّم تجارب أصيلة وعميقة.
أساس متين
لقد أرسى هذا الاندماج أساسًا متينًا لمقاطعة خان هوا لتنويع منتجاتها السياحية، والتخلي عن اعتمادها على السياحة البحرية التقليدية. وصرح السيد نجوين آنه فو، رئيس جمعية نينه ثوان للسياحة في مقاطعة خان هوا، بأنه بعد الاندماج، ستتاح للسياح خيارات متعددة عند السفر إلى خان هوا. فبعد إعادة تصميم الجولات السياحية، ستربط بين التراث الثقافي الساحلي والجبلي، مما يوفر رحلة لاستكشاف التراث المحلي والمهرجانات وأنماط الحياة. ويمكن للسياح قضاء الصباح في السباحة على شاطئ نها ترانج، وبعد الظهر في زيارة الأبراج القديمة، وفي المساء الاستمتاع بمأكولات تشام، وفي عطلة نهاية الأسبوع تسلق الجبال في الحديقة الوطنية.
إلى جانب ذلك، ستصبح حديقة نوي تشوا الوطنية ومحمية هون با الطبيعية من المعالم السياحية الجديدة. وستجذب رحلات المشي لمسافات طويلة وتسلق الجبال واستكشاف النظم البيئية المتنوعة السياح من عشاق الطبيعة والمغامرة. إلى جانب ذلك، تُقام جولات زراعية، حيث يزور السياح كروم العنب وبساتين التفاح، ويستمتعون بالمأكولات المحلية الطازجة، مما يتيح لهم فهمًا أعمق لحياة السكان المحليين.
علاوةً على ذلك، يُعدّ المطبخ جزءًا لا يتجزأ من السياحة الثقافية. فالجمع بين مأكولات نها ترانج البحرية الشهيرة والأطباق التقليدية لمنطقة نينه ثوان القديمة، مثل بان كان ولحم الضأن والزبيب، سيخلق تجربة طهي رائعة تُرضي جميع حواسّ الزوار.
قال السيد نجوين فان هوا، مدير إدارة الثقافة والرياضة والسياحة في مقاطعة خان هوا: "لقد حددت مقاطعة خان هوا السياحة والخدمات كأحد الركائز الأساسية الأربعة للتنمية، بهدف استقبال 20.5 مليون زائر بحلول عام 2030، ومساهمة السياحة بنسبة 15% من الناتج المحلي الإجمالي و20% من إجمالي إيرادات الميزانية". وهذا يُظهر عزمها على تحويل خان هوا إلى مركز سياحي رئيسي، يتمتع بمكانة بارزة على خريطة السياحة الوطنية والدولية.
لتحقيق هذا الهدف، نفذت المقاطعة العديد من المشاريع المهمة. ومن الأمثلة النموذجية على ذلك مشروع الحفاظ على قيمة مهرجان كيت لشعب تشام وتعزيزها، برأس مال استثماري يزيد عن 10 مليارات دونج فيتنامي. لا يقتصر هذا المشروع على الحفاظ على الطقوس والاحتفالات التقليدية، بل يُدمج الثقافة أيضًا في المناهج الدراسية والأنشطة السياحية، مما يضمن نشر قيم التراث على نطاق واسع. ولا يقتصر تطوير السياحة الثقافية على تحقيق منافع اقتصادية فحسب، بل يُسهم بشكل كبير في الحفاظ على القيم التقليدية، وتعزيز السياحة المجتمعية والتنمية المستدامة.
سيحظى السكان المحليون، وخاصة الحرفيون، بفرص أكبر لكسب عيشهم من مهنتهم وتحسين حياتهم. هذه حلقة إيجابية: الحفاظ على الثقافة، وتطور السياحة، وتحسين حياة الناس. وقد فتح الاندماج الإداري عهدًا جديدًا لسياحة خان هوا. لم تعد خان هوا مجرد سياحة بحرية، بل أصبحت وجهة متعددة الأغراض، حيث يمكن للزوار استكشاف المحيط الشاسع والجبال والغابات الشامخة وكنوز تشام الثقافية القديمة. هذا هو "الدفع" لسياحة خان هوا للوصول إلى آفاق جديدة، لتصبح وجهة زاخرة بالإمكانيات والجاذبية.
المصدر: https://baolaocai.vn/mo-rong-trai-nghiem-tu-bien-len-rung-post880682.html
تعليق (0)