في أجواء احتفالية مهيبة ومبهجة بالعيد الوطني الثمانين لجمهورية فيتنام الاشتراكية، خفقت قلوب ملايين الفيتناميين فرحًا. وانضم الفنانون والجنود من مختلف الأطياف الثقافية إلى الحشود المتوجهة إلى ساحة با دينه التاريخية، وعبّروا عن مشاعرهم الصادقة تجاه شرف ومسؤولية المشاركة في هذا المهرجان الوطني.
تنبض القلوب معًا بفخر في ساحة با دينه التاريخية
في صباح خريفي بمدينة هانوي ، يتوافد الناس من كل حدب وصوب إلى قلب العاصمة، حيث تتزين ساحة با دينه التاريخية بجمالها الأخّاذ. ترفرف رايات حمراء زاهية في الهواء، تضفي على المكان بريقًا ساطعًا. وعلى طول الشوارع، يقف عشرات الآلاف من الناس بوقار، رافعين الأعلام والزهور، تتلألأ عيونهم فرحًا، في انتظار العروض العسكرية. يصدح صوت الموسيقى العسكرية المهيب، ممزوجًا بالهتافات الرنانة، خالقًا سيمفونية من الفخر الوطني، وروح تضامن راسخة.
انضم مغني الراب دين فو، ممثل جيل الفنانين الشباب، إلى موكب الكتلة الثقافية الرياضية ، ولم يستطع إخفاء مشاعره. وصرح دين فو بأن شعور المشاركة في هذا الحدث المهم يختلف تمامًا عن مجرد مشاهدة من بعيد.
اليوم، أنا هنا كمواطن، مثل كثيرين غيري، ولحسن الحظ أنني جزء من الموكب. عندما مشيتُ في ساحة با دينه، شعرتُ بقداسةٍ لا تُوصف. بدا وكأن أعين أجدادنا، الأبطال الذين ضحوا بدمائهم وعظامهم من أجل الوطن، كانت تراقبنا، ترافق جيلنا اليوم، وتمنحنا المزيد من القوة لنحلق أعلى وأبعد، كما تذكر دين فو.
بالنسبة للفنانة الشعبية لان هونغ، التي شاركت في فعاليات وطنية مهمة منذ أن كانت في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة من عمرها، لا يزال هذا الشعور بالفخر راسخًا، بل يزداد عمقًا على مر السنين. وقالت إن ذكريات المسيرات التي مرت أمام ضريح العم هو ومنصة العرض لا تُنسى أبدًا.

رغم مشاركتي المتكررة، إلا أنني في كل مرة أمرّ فيها بالمدرج أو ضريح العم هو، ما زلت أشعر بعاطفة جياشة. عندما يمرّ الموكب في الشوارع الممتلئة بالناس الذين يلوّحون ويرحّبون بي، تُحرّكني الهتافات والتصفيق الحماسي إلى أقصى حدّ. إنه لشرف عظيم، شعورٌ بالانغماس في قلب الأمة،" قالت الفنانة الشعبية لان هونغ بتأثر.
شاركت المغنية هوانغ ثوي لينه مشاعرها وفخرها، ولم تستطع إخفاءها عندما انضمت إلى موكب كتلة الثقافة والرياضة. وقالت: "أشعر بفخرٍ بالغٍ للانضمام إلى فناني الشعب والفنانين المتفوقين في روح كتلة التضامن. إنه لشرفٌ لي أن أساهم ولو بجزءٍ بسيطٍ في هذا الحفل المهم".
في تلك اللحظة، كانت كل خطوة وكل نظرة للفنانين تحتوي على امتنان لا نهائي للأجيال السابقة، أولئك الذين صنعوا التاريخ حتى يتمكن الجيل الحالي من العيش في سلام واستقلال.
من الفخر إلى الطموح لنشر حب الوطن
إن الفخر الذي تصاعد في تلك اللحظة المقدسة لم يتوقف عند المشاعر الشخصية، بل تحول أيضًا من قبل الفنانين إلى تصميم على المساهمة، إلى التطلع إلى نشر حب وطنهم وبلادهم.
يقف دن فو وسط بحرٍ من الأعلام الحمراء والنجوم الصفراء، ويشعر بمسؤولية الفنان بوضوحٍ أكبر. صرّح قائلًا: "أُصرّح لنفسي دائمًا بأن عليّ بذل المزيد من الجهد للمساهمة في بناء وطني. كما أُؤكد لجمهوري أننا نعيش أيامًا رائعةً من السلام، ونستمتع بأفضل ما فيها. فلنعمل معًا على تطوير أنفسنا، ونسعى جاهدين، ونساهم في التنمية المشتركة للوطن". إن حبه لوطنه، الذي تأصل في أعماله، سيتجلى بوضوحٍ أكبر في المستقبل.

خلال هذا التكريم، عبّرت هوانغ ثوي لينه بعمق عن دور الفنان ومسؤوليته في زمن السلم. وقالت: "في زمن الحرب، يتمثل دور الفنان في تشجيع معنويات الجنود في ساحة المعركة. والآن، في زمن السلم، أرغب بشدة في تشجيع أولئك الذين يصونون السلام في فيتنام".
أكدت هوانغ ثوي لينه أنها لم تنسَ أبدًا روح التضامن الوطني، وأنها دائمًا ما تُخلّد في ذاكرة الشعب الفيتنامي. وأضافت: "أهم ما في الفنان هو الإبداع، واليوم، فإن القدرة على الغناء بسلام لمدح أسلافنا والحديث عن تاريخنا المعاصر أمرٌ ينبغي القيام به، بل يجب القيام به".
بالنسبة للفنانة الشعبية لان هونغ، التي عاصرت السنوات العصيبة التي مرت بها البلاد، فإنها تُقدّر قيمة السلام أكثر. وأكدت: "لقد دُفع السلام اليوم بدماءٍ غزيرة. لذلك، من الحكومة إلى كل مواطن، يجب أن نعمل معًا للحفاظ على هذا السلام بشكل مستدام. فبالسلام فقط تتحقق التنمية والسعادة".
كما أكد الفنان الشعبي لان هونغ على دور الفنانين كـ"رائد" في المجال الثقافي والأيديولوجي: "يحمل الفنانون في دواخلهم شغف نشر حب الوطن والتاريخ الفيتنامي من خلال الأدب والمسرح والسينما. نأمل أن نحظى بمزيد من الاهتمام حتى يتمكن الفن من تعظيم قوته، وتنمية الروح، وغرس حب الوطن في نفوس الأجيال القادمة، ومساعدتهم على فهم أصولهم الوطنية والفخر بها".
إن مشاركة الفنانين، إلى جانب أجواء المهرجان البهيجة، بثّت رسالة تضامن قوية ومسؤولية كل فرد في بناء الوطن والدفاع عنه. فخر اليوم هو الشعلة التي تُشعل الرغبة في المساهمة، ومواصلة كتابة صفحات مجيدة من تاريخ الشعب الفيتنامي.

المصدر: https://www.vietnamplus.vn/nghe-sy-tham-gia-dieu-hanh-niem-tu-hao-dang-trao-khoi-goi-khat-vong-cong-hien-post1059232.vnp
تعليق (0)