عند المشي في الغابة، يمكننا رؤية مجموعات من الرامبوتان الأحمر الساطع، والليتشي البري يتأرجح في الشمس، والفواكه تنضج بصمت في الشجيرات.
بخلاف الرامبوتان البستاني، فإن الرامبوتان البري شجرة عتيقة تنتصب شامخة في وسط غابة دائمة الخضرة، يصل ارتفاعها إلى 25-30 مترًا، وأحيانًا أكثر. في كل موسم نضج، تبدو عناقيد من ثمارها الحمراء الزاهية وكأنها تُنير المساحة الخضراء.
يتم بيع الفواكه البرية في المدينة. |
يقول سكان المرتفعات الوسطى إنه إذا أردتَ تناول الرامبوتان البري، فعليكَ التحلي بالشجاعة. فالشباب الماهرون في التسلق، والذين يمتلكون أذرعًا قوية، والذين يجرؤون على تحمل لدغات النمل الأسود هم وحدهم من يستطيعون قطفه. الرامبوتان البري صغير الحجم، ذو قشرة حمراء مغطاة بشعر خشن، وفي داخله لحم ذهبي جذاب ينبعث منه رائحة رقيقة. طعمه حلو وحامض، لكن رائحته "أقوى بكثير" من رائحة الليتشي أو اللونجان. لتناوله جيدًا، عليكَ غمسه في الملح والفلفل الحار. هذا المزيج يُزيل الطعم الحامض، ويترك طعمًا حلوًا ومنعشًا على طرف اللسان. في الأيام المشمسة الحارة، يكفي الرامبوتان البري لتهدئة الجسم، وإرواء العطش، وتخفيف إرهاق رحلات الغابة.
يُحكى أنه عندما وطأت أقدام الغربيين المرتفعات الوسطى لأول مرة، انتابهم فضولٌ شديدٌ تجاه هذه الفاكهة الغريبة ذات الشعر الكثيف. استخدم بعضهم سكينًا لقطع الشعر الخارجي قبل أن يجرؤوا على تقشيرها وأكلها. إلا أن طعمها الحلو ورائحتها الغريبة أثارا إعجابهم. حتى أن بعضهم أحضر بذور الرامبوتان البري إلى منازلهم لزراعتها. ولعل هذا هو سبب وجود شجرة رامبوتان برية عمرها مئة عام، خضراء طوال العام، في أرض متحف داك لاك اليوم. وفي العديد من القرى، ما زلنا نرى أشجار الرامبوتان الطويلة الظليلة، حيث يُغرّد الأطفال وينادون بعضهم البعض لتسلقها وقطفها، ونقعها في ماء مُحلى بالسكر، ليُصبحوا مشروبًا باردًا حلوًا طوال الصيف. ليست الفاكهة فحسب، بل بذور الرامبوتان البري أيضًا دواءً ثمينًا. كان شعبا إيدي ومونونغ في الماضي يجففان البذور، ويسحقانها لعلاج الإسهال والزحار، بل ويستخدمانها لخفض الحرارة وطرد الديدان...
قل الفاكهة، والمعروفة أيضًا باسم الفاكهة المطحونة، أو الفاكهة المخملية. |
الليتشي البري هبة أخرى من الغابة العظيمة. على عكس الليتشي المزروع، يكون الليتشي البري أصغر بكثير، وعندما ينضج يكون أحمر فاقعًا، ولحمه حامض لكن برائحة غريبة. ولأن الناس لا يستطيعون فصل اللحم عن البذور، يضطرون إلى حبسه في أفواههم - تاركين الطعم الحلو والحامض يمتزج، ويذوب ببطء، تاركين رائحة الغابة تتسرب إلى كل سن وكل نفس.
لا يُدمن هذا النوع من الليتشي البري إلا الأطفال والشباب. يجلسون بجانب الجدول، تحت ظلال الأشجار، يقشرون كل ثمرة، ويغمسونها في الملح والفلفل الحار، ثم... يضحكون بصوت عالٍ. كما يحضرها البعض إلى منازلهم لينقعوها في سكر الحجر، وفقًا لوصفة متناقلة بين الناس: كيلوغرام واحد من الليتشي الخالي من البذور، يُضاف إليه 60 غرامًا من سكر الحجر البني ونصف ملعقة صغيرة من الملح الوردي، ويُنقع لمدة 3 ساعات، ثم يُحفظ في الثلاجة. هذا المذاق البارد، العطر، الحلو والحامض، مع كوب منه في منتصف النهار الحار، لا يُضاهى حقًا.
الليتشي البري نبات بري لا يحتاج إلى عناية. عادةً ما يستغرق ثماره من 3 إلى 5 سنوات. ولعل هذا الانتظار هو ما يزيد من قيمة نكهة الليتشي البري. ورغم قلة الأبحاث العلمية التي تؤكد فوائده المحددة، لا يزال الناس يعتقدون أنه يساعد على تهدئة الجسم، وإزالة السموم، وتقوية المناعة، وهي نعمة طبيعية لا تحتاج إلى دعاية.
فاكهة أخرى غير معروفة: فاكهة السايا، المعروفة أيضًا باسم فاكهة الطحن، أو فاكهة المخمل - يعود اسمها إلى قشرتها الخارجية المخملية، التي تكتسب لونًا بنيًا أو أصفر مشمشيًا عند النضج. عند الضغط عليها برفق، تنكسر القشرة، كاشفةً عن لب أصفر داكن، ناعم وإسفنجي، يذوب في الفم بنكهة حلوة وحامضة فريدة.
يتناول سكان المرتفعات الوسطى فاكهة "الساي" كوجبة خفيفة ريفية. يأكلها الأطفال طازجة، بينما يُعالَجها الكبار: "الساي" بالسكر، و"الساي" بالملح والفلفل الحار، أطباق غنية، تُصبح من مأكولات القرية المميزة. إنها ليست لذيذة فحسب، بل تُخلّد ذكرى من الغابة الخضراء.
تُعدّ الفواكه البرية، التي تتبلور من الشمس والرياح والمطر وروح الأرض الأم، هدايا ثمينة تُقدّمها الغابة بسخاء للبشر، دون الحاجة إلى أي تخصيب. موسم الفواكه البرية هو أيضًا موسم فرح الأطفال، وسلال الخيزران المليئة بالفواكه البرية، موسم سخاء الطبيعة.
أكثر من مجرد هدية، تُعد الفواكه البرية أيضًا صوت الاستدامة. فالأشجار المعمرة لا توفر الظل وتحمي التربة فحسب، بل تُثمر أيضًا، مما يربط الناس بالغابة. تناول الرامبوتان البري يُلامس تاريخ الغابة العميقة؛ وحمل ثمرة ثمرة يُذاق جوهر تربة البازلت الأحمر...
فاكهة الغابة ليست مجرد طعام، بل هي جزء من المرتفعات الوسطى - حيث يعيش الناس في وئام مع الطبيعة، ويعرفون كيفية الحفاظ على كل مظلة شجرة وكل فاكهة ناضجة حتى تتمكن الأجيال القادمة من الرؤية والتذوق والاتصال ببعضها البعض في الغابة القديمة: "لقد جاء موسم الفاكهة"!
المصدر: https://baodaklak.vn/du-lich/202506/qua-cua-rung-754108f/
تعليق (0)