هل انتهى زمن راشفورد؟

ماركوس راشفورد يقترب من الانتقال إلى برشلونة.

يدخل ماركوس راشفورد، "الفتى الذهبي" السابق لمانشستر يونايتد، فصلاً جديدًا من مسيرته، حيث يتعين عليه التخلص من ماضيه الثقيل وإثبات قيمته الحقيقية بقميص البلاوجرانا.

من المعجزة إلى المشتبه به

وُلد راشفورد في مانشستر، ونشأ على شغفٍ كبير بكرة القدم مع نادي مدينته. كان يُعتبر في يومٍ من الأيام خليفةً لأساطير مثل كريستيانو رونالدو وواين روني. لكن كرة القدم ليست طريقًا سهلًا أبدًا. كانت ركلة الجزاء الضائعة في نهائي يورو 2020 ضد إيطاليا لحظةً مؤلمة، إذ كانت بدايةً لسلسلةٍ من الأيام المظلمة على الصبي المولود عام 1997.

مع انطلاق موسم 2024/2025، لم يعد راشفورد ضمن خطط إريك تين هاج. ورغم انضمام روبن أموريم، لم تُتح لراشفورد أي فرصة. في سن السابعة والعشرين، التي تُعتبر ذروة مسيرته الكروية، اضطر للبحث عن مكان جديد ليُنعش مسيرته.

فتح أستون فيلا وأوناي إيمري باب النجاة، وردّ راشفورد بأداءٍ رائع: 11 هدفًا و9 تمريرات حاسمة في أكثر من 2000 دقيقة لعب. برشلونة، بعد أن رأى هذه العودة، قرر المراهنة.

شهد برشلونة مشاركة راشفورد في مباراته بالدوري الأوروبي عام ٢٠٢٣. والآن، يأملون أن تُنعش سرعته ومهارته وقدرته على تسجيل الأهداف هجومًا يفتقر إلى الديناميكية. راشفورد ليس جناحًا أيسرًا متفجرًا فحسب، بل يجيد أيضًا اللعب في الهجوم، ليصبح رأس الحربة الذي كان يومًا ما يُرهق دفاعات الدوري الإنجليزي الممتاز.

انتقال راشفورد إلى برشلونة ليس مجرد صفقة رياضية .

انتقال راشفورد إلى برشلونة ليس مجرد صفقة رياضية، بل رمزية. لقد مرّ 40 عامًا منذ أن ترك غاري لينيكر، أحد أبرز مهاجمي إنجلترا، بصمته في كامب نو. والآن، راشفورد هو الرجل الذي سيتولى المسؤولية، بفضل ضغط وثقة ملايين المشجعين.

"ملاك" خارج الملعب

لا يشتهر راشفورد بسرعاته وتسديداته الحاسمة فحسب، بل يحظى بإعجاب جميع سكان إنجلترا بفضل لطفه. نشأ راشفورد في فقر مدقع في ويثينشو، وهو يعرف معنى الجوع والحرمان.

خلال جائحة كوفيد-19، لم يتردد راشفورد في المشاركة في الحملات الخيرية، حيث ساهم مباشرةً في نقل الطعام إلى الأطفال الفقراء. وكان أصغر لاعب يتصدر قائمة صحيفة صنداي تايمز للأعمال الخيرية، وأصبحت صورة "فتى مانشستر" فخرًا للمدينة.

جدارية شارع كوبسون، المليئة بالزهور والهدايا، دليلٌ على حب الناس له. راشفورد ليس مجرد نجم كرة قدم، بل هو أيضًا رمزٌ إنسانيٌّ نادرٌ الوجود في عالم الرياضة النخبوية.

هل يستطيع راشفورد استعادة مستواه مع برشلونة؟

لكن قمة اللطف لم تُجنّب راشفورد قسوة كرة القدم في الدوري الممتاز. فقد جعله نهائي يورو 2020 هدفًا للهجوم. لم تُؤدِّ إهدار راشفورد وسانشو وساكا لثلاث ركلات جزاء إلى هزيمة إنجلترا أمام إيطاليا فحسب، بل فتحت أيضًا موجة من العنصرية القاسية.

قال راشفورد في بيانٍ مؤثر: "لن أعتذر أبدًا عمّا أنا عليه أو عن أصولي. أنا فخور بكوني ماركوس راشفورد، رجل أسود من ويذينغتون وويذينشو، جنوب مانشستر".

لكن الجروح النفسية لا تزال قائمة. لم يعد راشفورد اللاعب رقم 10 الذي تألق في أولد ترافورد. انتقادات تين هاج لـ"أسلوب حياته غير الاحترافي" أبعدته عن نجومية الكبار.

ما حدث في أستون فيلا يُظهر أن راشفورد لم يحن وقته بعد. إنها مجرد مسألة بيئة. برشلونة، بفلسفته الهجومية وأدائه الماهر، قد يكون المكان الذي يُمكّنه من تطوير جميع مهاراته - من السرعة والقدرة على الاختراق إلى القدرة على خلق الفرص. لكن كامب نو ليس مكانًا مريحًا. لقد كان هذا المكان مسرحًا لريفالدو ورونالدينيو ونيمار - فناني كرة قدم حقيقيين. لا يجب على راشفورد أن يتألق فحسب، بل يجب أن يتحلى أيضًا بالشجاعة الكافية لتجنب الضغط.

لماركوس راشفورد قصة محارب: من فتى فقير في مانشستر إلى نجم عالمي، من قمة المجد إلى قاع الانتقادات. سقط أرضًا، لكنه لم يستسلم أبدًا.

قبل 40 عامًا، ترك غاري لينيكر بصمةً في تاريخ برشلونة. والآن، أمام راشفورد فرصةٌ لكتابة فصلٍ جديدٍ في تاريخ كرة القدم الإنجليزية في الدوري الإسباني. فهل سيتمكن من تجاوز شبح الماضي والعودة إلى صورة الفتى الذي أسعد جمهور أولد ترافورد يومًا ما؟

برشلونة ليست مجرد وجهة، بل يمكن أن تصبح أيضًا المكان الذي يولد فيه راشفورد - "الشيطان الأحمر" ذو الروح "الملائكية" والرغبة في تحقيق المجد مرة أخرى.

المصدر: https://znews.vn/rashford-het-thoi-post1570073.html