العواصف الشديدة والكوارث المفاجئة
في الساعة ١٢:٥٥ من يوم ١٩ يوليو، كان قارب "بلو باي ٥٨" يحمل ٤٩ شخصًا، من بينهم ٤٦ سائحًا وثلاثة من أفراد الطاقم، في رحلة على المسار ٢ في خليج هالونغ (بما في ذلك كهف سونغ سوت - جزيرة تي توب). في الساعة ١:٣٠ من نفس اليوم، واجه القارب رياحًا قوية ثم انقلب. تمكن بعض الركاب من ارتداء سترات النجاة والقفز في البحر. إلا أن معظمهم حوصروا في المقصورة أو حجرة المحرك. انقطعت إشارة موقع القارب في الساعة ٢:٠٥ بعد الظهر، مما يشير إلى وقوع الحادث.
انقلب قارب "غرين باي 58" الذي كان يحمل 49 شخصًا، بينهم 46 سائحًا وثلاثة من أفراد الطاقم، إثر عاصفة مفاجئة. تصوير: فام كونغ.
هذا قارب خشبي، بُني عام ٢٠١٥، وتم فحصه وترخيصه للأنشطة السياحية . إلا أن الظروف غير المتوقعة وسرعة العاصفة الشديدة حالتا دون قدرة الطاقم على الاستجابة.
عمليات الإنقاذ الليلية وأرقام البرد
بعد الحادث مباشرة، حشدت مقاطعة كوانج نينه ما يقرب من ألف شخص ومئات المركبات، بما في ذلك سفن الإنقاذ وقوارب الصيد والزوارق المتخصصة وفريق من الغواصين المتخصصين والعديد من أجهزة السونار تحت الماء.
على وجه الخصوص، حشدت قوات الشرطة 14 سفينة وزوارق سريعة وأكثر من 200 ضابط وجندي للتنسيق المباشر مع القوات المختصة، ونشرت إجراءات البحث والإنقاذ طوال الليل، في ظل ظروف جوية سيئة للغاية. واصلت فرق العمل الغوص والبحث واستخراج الشباك من القاع، وتوسيع نطاق البحث حول منطقة انقلاب السفينة.
حشدت مقاطعة كوانغ نينه ما يقرب من ألف شخص ومئات المركبات لدعم عمليات الإنقاذ والبحث عن الضحايا طوال الليل. تصوير: فام كونغ.
من بين 49 شخصًا كانوا على متن الطائرة، يوجد حاليًا: 10 ناجين؛ 35 قتيلًا (تم العثور على جثث)؛ 4 أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين، بما في ذلك: هوانغ في تي، وهوانغ في إتش، وهوانغ تي كيو، ونجوين دي كيه بي (مواليد 2019).
وبحلول صباح يوم 20 يوليو/تموز، تم العثور على جثث 35 ضحية متوفية، وتم استكمال الإجراءات الجنائية، وتم تسليمها إلى أسرهم لدفنها.
وبالإضافة إلى ذلك، تم انتشال السفينة "فينه زانه 58" قبالة ساحل خليج ها لونج، ثم سحبتها السلطات إلى الشاطئ في انتظار المعالجة.
تواصل قوات الشرطة التنسيق الوثيق مع الوحدات المتخصصة، وتحشد أقصى الموارد البشرية والوسائل بأقصى سرعة وفعالية، وتوسّع نطاق البحث ليشمل الشعاب المرجانية والشقوق الصخرية على طول الجزر، مستغلةً فرصة البحث عن الضحايا. وتشير التوقعات إلى أن العاصفة رقم 3 قد دخلت بحر الشرق، وفي حال دخولها، سيُضطر البحث إلى التوقف.
قصة صادمة عن لحظات الحياة والموت
لا يزال عضو الطاقم فو آنه تو (مواليد عام ٢٠٠٠، مقيم في كوانغ نينه)، أحد الأشخاص العشرة الذين تم إنقاذهم، في حالة صدمة بعد الحادث، وقال إن الحادث لم يستمر سوى عشر ثوانٍ تقريبًا، عندما ضربت موجة عاتية الجانب الأيمن للسفينة، مما تسبب في ميلها من اليمين إلى اليسار. ويتذكر تو: "في ذلك الوقت، كنت في المقصورة، وكان كل شيء مظلمًا، لم أكن أعرف كيف نجوت، رأيت نفسي أطفو على سطح البحر".
لا تزال آنه تو في حالة صدمة بعد الحادث. تصوير: ثاتش ثاو
في نفس الموقف، روى نجوين هونغ كوان (مواليد 1985، من نغي آن )، وهو مسافر يزور خليج ها لونغ بعد رحلة عمل، تلك اللحظة المرعبة: بعد 30 دقيقة فقط من الإقلاع، هبت عاصفة، وضربته الرياح والأمطار وهو يقف في الطابق الثاني من السفينة. انقلبت السفينة بسرعة كبيرة لدرجة أنه لم يتسنَّ له سوى حبس أنفاسه والزحف على الدرج للنجاة. قال كوان: "صدمتني أشياء كثيرة، لكنني حاولت السباحة نحو الضوء لأصعد إلى سطح البحر".
كان السيد دانج آنه توان (36 عامًا، مقيمًا في هانوي) محظوظًا بنجاته من الموت، وقال إن سفينة الرحلات البحرية كانت قد غادرت الرصيف للتو عندما بدأت الأمطار تهطل بغزارة. طلب السياح العودة إلى الميناء، لكن مالك السفينة، فينه زانه 58 عامًا، شجعهم على مواصلة الرحلة لأنهم كانوا على وشك الوصول إلى وجهتهم السياحية الأولى.
كان الطفل الصغير هوانغ نهات م. (مواليد ٢٠١٥)، المقيم في حي هوانغ ماي في هانوي، من أصغر الضحايا حظًا بالنجاة. قال م. إنه كان مسافرًا مع عائلته وقت الحادث. عندما انقلبت السفينة، حالفه الحظ بالوصول إلى مقصورة جوية، حيث حاول البقاء هادئًا وانتظر وصول قوات الإنقاذ. بعد أن علق لفترة، وجد طريقة للنجاة، ولحسن الحظ عثرت عليه السلطات ونُقل سالمًا إلى سفينة إنقاذ.
أسئلة حول المسؤولية والدعم في الوقت المناسب من الحكومة
حضر نائب رئيس الوزراء تران هونغ ها، إلى جانب قيادات الوزارات والقطاعات، إلى موقع الحادث لتوجيه أعمال الإنقاذ والتحقيق في أسبابه. وأُثيرت تساؤلات عديدة: لماذا لم يُصدر تحذير سابق بشأن الأحوال الجوية؟ لماذا لم تُستخدم مروحية إنقاذ؟ هل سيُحاسب مالك السفينة؟
أجاب السيد نجوين فان كونغ، نائب رئيس اللجنة الشعبية، على سؤال حول سبب عدم استخدام المروحيات للإنقاذ. وبناءً على ذلك، وبعد تقييم الوضع، أفادت السلطات بأن استخدام مروحية إنقاذ غير مناسب في هذه الحالة، إذ تستغرق الرحلة من الشاطئ إلى موقع الحادث حوالي 15 إلى 20 دقيقة. كما أنه لا توجد نقطة هبوط هنا. لذلك، لتجنب مواقف معقدة وخطيرة أخرى، لم تُستخدم المروحيات.
وفقًا للسيد نجوين فان كونغ، فإن استخدام المروحيات للإنقاذ غير ممكن. الصورة: ثاتش ثاو
طلبت مقاطعة كوانغ نينه فحص جميع القوارب السياحية العاملة، وشدّدت إجراءات المغادرة، لا سيما في ظل الظروف الجوية غير العادية. كما خضعت القوارب ذات الهياكل الخشبية، المشابهة لقارب "جرين باي 58"، لمراجعة سجلاتها الفنية وإجراءات تشغيلها.
صرحت شرطة مقاطعة كوانغ نينه بأنها ستتعامل مع القضية بصرامة بعد التحقق منها، وستعالج أي أخطاء بناءً عليها. ومع ذلك، نظرًا للظروف الطارئة، تُركز شرطة المقاطعة جهودها على البحث والإنقاذ. لذلك، سيتم الإعلان عن تفاصيل التعامل مع القضية بعد التحقيق في أسبابها.
بعد الكارثة، دعمت اللجنة الشعبية لمقاطعة كوانغ نينه 25 مليون دونج للضحايا، و8 ملايين دونج للمصابين، وغطت جميع تكاليف نقل الجثث إلى مسقط رأسهم. وأعربت لجنة جبهة الوطن الأم في المقاطعة عن امتنانها بتقديم 5 ملايين دونج إضافية، ودعمت العديد من الشركات ما يصل إلى 40 مليون دونج للضحايا، و25 مليون دونج للمصابين.
كما وقّع رئيس اللجنة الشعبية في هانوي، تران سي ثانه، وأصدر بيانًا بشأن دعم وزيارة عائلات ضحايا غرق القارب السياحي "بلو باي 58" في مقاطعة كوانغ نينه. وطلب رئيس اللجنة الشعبية في المدينة ما يلي: أن تتولى وزارة الصحة رئاسة اللجنة الشعبية في المدينة، وتنسق مع وزارة المالية والجهات المعنية، لتقديم المشورة العاجلة للجنة الشعبية في المدينة بشأن سياسات دعم الضحايا المتوفين والمصابين. وتوفير أفضل الظروف الطبية لعلاج المصابين. وأن تتولى وزارة الداخلية رئاسة اللجنة الشعبية في المدينة، وتدعم تنظيم جنازة كريمة للضحايا.
Vietnamnet.vn
المصدر: https://vietnamnet.vn/nhin-lai-toan-canh-vu-tau-du-lich-vinh-xanh-58-bi-lat-tren-vinh-ha-long-2423807.html
تعليق (0)