في الماضي، كان قطاع الأعمال يُقدّم الطلبات، والتكنولوجيا تُلبّيها. كان الطرفان بمثابة خطّين متوازيين. أما الآن، فيتعيّن على كبير مسؤولي المعلومات (CIO) أن يجلس على طاولة واحدة ويتشاركوا المخاوف بشأن الإيرادات وحصة السوق، هذا ما قاله تران كونغ كوينه لان، نائب المدير العام ومدير قطاع تكنولوجيا المعلومات في بنك فييتين ، خلال قمة كبار مسؤولي المعلومات 2025 التي عُقدت في مدينة هو تشي منه.
وفقاً للسيد لان، لا يمكن فصل التكنولوجيا عن العمليات التجارية. كان مسؤولاً سابقاً عن قطاع التجزئة في بنك فييتين، ليس بهدف "التدخل" بل لفهم إيقاع الأعمال وضغوط السوق.
تُساعد هذه الخبرة فريق التكنولوجيا على تصميم حلول رقمية تُلبي الاحتياجات العملية، بدلاً من مجرد "الارتجال" وفقًا للمتطلبات. وأكد قائلاً: "لا يقتصر دور مسؤولي تكنولوجيا المعلومات اليوم على إصدار الشهادات أو تنظيم الدورات التدريبية، بل يجب عليهم فهم اهتمامات قطاع الأعمال. عندها فقط، ستصبح التكنولوجيا حلاً تجاريًا مُحددًا".
من منظور آخر، يصف السيد تران نهات مينه، نائب المدير العام ومدير قسم الخدمات المصرفية الرقمية في بنك فيينا الدولي (VIB) ، رحلته بأنها "الخروج من منطقة الراحة في تكنولوجيا المعلومات". ويعتقد أن دور مدير تكنولوجيا المعلومات في فيتنام يتحول من إدارة المعلومات إلى خلق التأثير. وهذه خطوة حتمية في سياق تحول الذكاء الاصطناعي إلى مركز الاهتمام، مما يُجبر مديري تكنولوجيا المعلومات على تولي زمام المبادرة بدلاً من الاختباء.
وفقًا للسيد مينه، يُعدّ مدير تكنولوجيا المعلومات الحالي "المهندس الرقمي" - أي من يرسم ملامح مستقبل الأعمال. وأشار إلى قرار نقل نظام الخدمات المصرفية الأساسية لبنك VIB إلى سحابة AWS، وهي خطوة استراتيجية لتحديث البنية التحتية المصرفية.

يتحدث مديرو التكنولوجيا في الشركات عن أدوارهم في السياق الجديد (الصورة: DT).
لا يقتصر دور مدير المعلومات على القطاع المالي فحسب، بل يمتد إلى المنظمة بأكملها.
وأكدت السيدة تيو ين ترينه، المديرة العامة لشركة تالنت نت المساهمة: "سيكون مدير تكنولوجيا المعلومات هو الشخص الذي يربط جميع موظفي الأقسام، وليس فقط قسم تكنولوجيا المعلومات".
وفقاً للسيدة ترينه، فإن التحول الرقمي هو في جوهره تحول ثقافي رقمي. هذا يعني أن على الشركات تطبيق الذكاء الاصطناعي والبيانات والأتمتة، وتزويد كل موظف بالمهارات الرقمية لضمان عدم تخلف أي موظف عن الركب. وأكدت: "بدون تحول ثقافي، لن يكون هناك تحول رقمي ناجح".
يُعتبر عام ٢٠٢٥ لحظةً محورية: إذ يشهد الذكاء الاصطناعي تطورًا هائلًا، وتصبح البيانات أصولًا استراتيجية، ويرتفع مستوى الأمن السيبراني ليصبح خطرًا وطنيًا. تسعى فيتنام إلى أن تصبح مركزًا إقليميًا للابتكار، وهذا يتطلب جيلًا من مديري تكنولوجيا المعلومات ذوي المكانة المناسبة. فهم لا يقتصرون على تشغيل الأنظمة أو التعامل مع الحوادث، بل يشاركون أيضًا في التخطيط الاستراتيجي المرتبط بنمو الأعمال والتوجه الوطني.
إذا كان يُنظر إلى مديري تكنولوجيا المعلومات في الماضي على أنهم "مديرو البنية التحتية"، فقد انتقلوا الآن إلى دور المستشارين الاستراتيجيين، حيث يعملون بشكل وثيق مع إدارات مثل الأعمال والتسويق والإنتاج لخلق قيمة جديدة. بمعنى آخر، أصبح مديرو تكنولوجيا المعلومات الآن الشخص الذي يضمن سلاسة تشغيل نظام البيانات، والمسؤول عن نمو الإيرادات والحصة السوقية.
اتفق الخبراء في قمة مديري تكنولوجيا المعلومات 2025 على أن هذا الدور سيستمر في التغير. فإذا كان مديرو تكنولوجيا المعلومات بالأمس يعملون خلف الكواليس، فهم اليوم يجلسون على طاولة الاستراتيجيات. وغدًا، في عصر الذكاء الاصطناعي، سيصبح مديرو تكنولوجيا المعلومات "الروح الرقمية" للأعمال - الشخص الذي يربط التكنولوجيا بالناس، ويحفز الابتكار، ويخلق مزايا تنافسية مستدامة.
المصدر: https://dantri.com.vn/kinh-doanh/tu-phong-may-ra-ban-chien-luoc-vai-tro-moi-cua-cio-trong-chuyen-doi-so-20251003144826204.htm
تعليق (0)