إلى جانب ذلك، تم استكمال سياسة ترتيب القادة غير المحليين بشكل أساسي على مستوى البلديات والمقاطعات، وتم تطبيقها أولاً على مناصب أمين الحزب، ومدير الشرطة، ورئيس المحكمة، والمدعي العام، وسيتم توسيعها قريباً لتشمل رئيس اللجنة الشعبية، ورئيس لجنة التفتيش، والمفتش العام.
لقد تمت مناقشة سياسة ترتيب الزعماء غير المحليين لسنوات عديدة وتم تنفيذها تدريجيا على مدى فترات زمنية محددة، ولكن لم يتم دفعها أبدا إلى المستوى الجذري الذي هي عليه اليوم.
هذه المرة، لن يقتصر الأمر على أمناء المحافظات أو البلديات فحسب، بل سيمتد ليشمل مناصب رئيسية أخرى، مثل مدير الشرطة، ورئيس القضاة، ورئيس النيابة العامة، وسيتم النظر قريبًا في تطبيقه على رئيس اللجنة الشعبية، ورئيس لجنة التفتيش، ورئيس المفتشين. هذا ليس مجرد ترتيبات خاصة بالموظفين، بل هو قرار مؤسسي رائد، يفتح الباب أمام القضاء على جذور الفصائل ومصالح المجموعات والمخاطر المحلية التي تُشكل بيئة خصبة للفساد والسلبية، مع تهيئة بيئة عادلة وشفافة في مجال شؤون الموظفين.
أظهرت الممارسات الحديثة أنه عندما يرتبط القادة بمنطقة ما لفترة طويلة، فإنهم غالبًا ما يعجزون عن تجنب الارتباط بعلاقات اجتماعية وعشائرية وصداقة. قد تكون هذه الروابط، في البداية، عاطفية فحسب، لكنها مع مرور الوقت تتحول بسهولة إلى منافع، ثم تُشكل "جذورًا وفروعًا" متجذرة في الجهاز. وقد أظهرت العديد من القضايا الكبرى التي كُشف عنها التواطؤ الوثيق بين قادة المقاطعات والشركات، والذي استمر على مدى فترات طويلة، لدرجة أن مجموعة كاملة من الكوادر وقعت في دوامة الانتهاكات. هذا هو أخطر أشكال الفساد، لأنه لا ينجم عن فرد واحد، بل عن انتهاكات ممنهجة، مع تستر وتواطؤ متبادلين. إذا لم تكن هناك آلية قوية بما يكفي لوقفه، فسيكون التعامل معه لاحقًا بالغ الصعوبة، بل سيخلف عواقب وخيمة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية وثقة الناس.
في هذا السياق، سيُشكّل ترتيب الأمناء غير المحليين، ومديري الشرطة، ورؤساء القضاة، والمدعين العامين، "درعًا واقيًا" ولكنه فعّال للغاية. فالأشخاص المنقولون من أماكن أخرى، غير المُثقلين بالعلاقات، وغير المُقيّدين بقيود خفية، يُمكنهم النظر بصراحة في المشاكل العالقة، والجرأة على معالجة "الأورام" التي غالبًا ما يتجنب القادة المحليون لمسها بدافع الحب أو الاحترام أو العلاقات. وبفضل ذلك، ستُتاح الفرصة لحل القضايا المُلحّة للشعب والناخبين، التي كانت "متروكة هناك" سابقًا، بشكل أقوى وأكثر حسمًا. ومن الأمثلة النموذجية على ذلك تناوب أمين الحزب الإقليمي تاي نغوين وأمين الحزب الإقليمي لاو كاي ، وأمين الحزب الإقليمي فو ثو وأمين الحزب الإقليمي نينه بينه... هذه تبادلات غير مسبوقة، تُظهر العزم على التنفيذ الكامل لسياسة "عدم الانتماء المحلي".
يرى العديد من الخبراء أن سياسة "السكرتيرات غير المحلية" سياسة حكيمة للموارد البشرية. ستخلق هذه السياسة بيئة تنافسية عادلة، تشجع على احترام الموهوبين، بدلاً من ترك قدراتهم تُثقل كاهلهم بالعلاقات. وفي الوقت نفسه، تُرسل رسالة واضحة مفادها أن الحزب لا يتسامح مع المحسوبية والانقسام، بل يضع العدالة والشفافية كمبادئ أساسية له. بهذه الطريقة، تُحفز الرغبة في المساهمة في فريق الكوادر، ليدرك كل فرد أن مسار تطوره يجب أن يُبنى على الكفاءة والتفاني.
الميزة المميزة هذه المرة هي أن هذه السياسة ستُطبّق ليس فقط على مستوى المحافظات، بل أيضًا على مستوى البلديات - المكان الأقرب إلى الشعب، حيث تُطبّق جميع السياسات مباشرةً عليه. إن إشراك مسؤولين غير محليين في مناصب قيادية على مستوى البلديات سيساهم بشكل كبير في الحدّ من نفوذ العشائر المحلية، وتعزيز الموضوعية والنزاهة في الإدارة. هذا تغيير جذري، من جذور النظام السياسي ، يُحدث تحوّلًا مستدامًا وطويل الأمد.
كما صرّح الأمين العام تو لام بأنه سيتم النظر في توسيع نطاق هذه السياسة مستقبلاً لتشمل رئيس اللجنة الشعبية، ورئيس لجنة التفتيش، ورئيس المفتشين. وعند تطبيقها بشكل متزامن، ستُشكّل إطارًا شاملًا يضمن وضع أقوى المناصب في المنطقة ضمن آلية موضوعية وشفافة. وهذه خطوة مؤسسية فعّالة تُسهم في تحسين آلية ضبط السلطة في شؤون الموظفين.
يتضح أن هذه السياسة لا تخدم فترةً واحدة فحسب، بل تُرسي أيضًا أسس آلية مستدامة، مؤكدةً عزم الحزب على بناء جهاز قيادي نزيه ونزيه، موجه نحو الشعب. فعندما يكون الجهاز نظيفًا من جذوره، ستتعزز ثقة الشعب، وستتضاعف قوة البلاد الشاملة. لذا، فإن هذه السياسة ليست مجرد خطوة في إعداد الكوادر للمؤتمر الرابع عشر، بل هي أيضًا التزامٌ من الحزب في مسيرة بناء دولة اشتراكية حديثة وشفافة وفعالة، قائمة على سيادة القانون.
المصدر: https://daibieunhandan.vn/xay-dung-bo-may-lanh-dao-trong-sach-liem-chinh-vi-dan-10388786.html
تعليق (0)