رفعت شركة Penske Media دعوى قضائية ضد شركة Google بسبب "سرقة" الذكاء الاصطناعي للمحتوى والتسبب في فقدان حركة المرور.
"الحرب" بين جوجل ووسائل الإعلام
وأثارت الدعوى القضائية، التي رفعتها مجموعة الأخبار "بينسك ميديا"، مواجهة قانونية تاريخية كشفت عن التوترات المتصاعدة بين شركات التكنولوجيا العملاقة وصناعة الإعلام.
وهذه ليست حالة منفردة، بل هي اختبار مهم لحقوق الملكية الفكرية، وقيمة المحتوى، ونموذج الأعمال الصحفية في عصر الذكاء الاصطناعي.
تزعم شركة Penske Media أن الملخصات التي تم إنشاؤها بواسطة AI Overview أدت إلى تقليل حركة المرور إلى مواقعها على الويب، مما أثر بشدة على عائدات الإعلانات وحركة مرور المستخدمين.
تقول المجموعة، التي تحظى بـ 120 مليون زيارة عبر الإنترنت شهريًا، إن حوالي 20% من عمليات البحث على جوجل التي تؤدي إلى صفحاتها تُظهر الآن "نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي". وتتوقع شركة بنسك ميديا أن تستمر هذه النسبة في الارتفاع، وتُقدّر أن إيرادات التسويق بالعمولة قد انخفضت بأكثر من الثلث عن ذروتها بحلول نهاية عام 2024.
وهذا رقم مثير للقلق، إذ يظهر التأثير السلبي المباشر والواضح للتكنولوجيا الجديدة على نماذج الأعمال التقليدية.
بينسك ميديا: "جوجل تهيمن على السوق"
وفقًا لحكم قضائي صادر عن محكمة اتحادية العام الماضي، قد تسيطر جوجل على ما يقرب من 90% من سوق البحث في الولايات المتحدة. وهذا يمنحها سلطة شبه مطلقة.
تُجادل شركة بنسك ميديا بأن جوجل تستخدم هذه السلطة لإجبار الناشرين على قبول استخدام محتواهم في ملخصات الذكاء الاصطناعي. قد يؤدي عدم الامتثال إلى تراجع مواقعهم في نتائج البحث، مما يُقلل من زياراتها بشكل أكبر.
وقال جاي بينسك، رئيس شركة بينسك ميديا: "تقع على عاتقنا مسؤولية النضال بشكل استباقي من أجل مستقبل وسائل الإعلام الرقمية وحماية سلامتها، وكل هذا مهدد بسبب تصرفات جوجل الحالية".
إن الدعوى القضائية لا تتعلق بالأضرار الاقتصادية فحسب، بل إنها أيضًا بيان جريء بشأن حقوق الملكية الفكرية وبقاء الصحافة في المشهد التكنولوجي المتغير بسرعة.
رد جوجل
من جانبها، نفت شركة جوجل هذه الادعاءات، مؤكدة أن "النظرة العامة للذكاء الاصطناعي" توفر تجربة مستخدم أفضل، وأنها في الواقع تساعد في توزيع الزيارات إلى المزيد من المواقع الإلكترونية.
تزعم جوجل أن الذكاء الاصطناعي يجعل البحث أكثر فائدة، ويشجع المستخدمين على استخدامه بشكل أكبر، وبالتالي خلق فرص جديدة لاكتشاف المحتوى.
لكن هذه الحجة لم تنجح في إقناع الناشرين، الذين تكبدوا خسائر حقيقية في الإيرادات.
تُظهر وكالة رويترز للأنباء في منشورها أن استياء شركات الإعلام لا يقتصر على هذه الدعوى القضائية. فقد صرّحت السيدة دانييل كوفي، الرئيسة التنفيذية لتحالف الأخبار/الإعلام (وهو اتحاد تجاري يمثل أكثر من 2200 ناشر في الولايات المتحدة)، بأن قوة جوجل السوقية جعلت من غير الضروري بالنسبة لها الامتثال للقواعد التي تتبعها شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى.
وفي حين كانت شركات مثل OpenAI (مطور ChatGPT) عدوانية في توقيع صفقات الترخيص مع الناشرين الرئيسيين مثل News Corp وFinancial Times وThe Atlantic لاستخدام محتواها، كانت Google بطيئة في القيام بذلك.
تُجادل السيدة كوفي بأن المشكلة الأساسية ليست الذكاء الاصطناعي، بل قوة جوجل الاحتكارية في السوق. فعندما تمتلك شركةٌ ما حجمًا ونفوذًا يُمكّنها من "تجاهل المعايير الصحية"، عندها تنشأ المشاكل.
وتُظهر دعوى شركة بنسك ميديا أن الناشرين يفقدون صبرهم وأنهم على استعداد لاستخدام الأدوات القانونية لحماية حقوقهم.
قد يُشكّل هذا الحدث القانوني سابقةً قانونيةً مهمةً في مستقبل العلاقة بين شركات التكنولوجيا ومُزوّدي المحتوى. وسيُجبر المحاكم الأمريكية على النظر بجدية في قيمة الصحافة وحقوق الملكية الفكرية وضرورة تكافؤ الفرص في عصر الذكاء الاصطناعي.
هل ينبغي لشركات الذكاء الاصطناعي في نهاية المطاف دفع ثمن المحتوى الذي تستخدمه لتدريب وتشغيل أنظمتها؟ هذا هو السؤال المهم الذي يسعى القائمون على الدعوى القضائية إلى الإجابة عليه.
المصدر: https://tuoitre.vn/bao-my-kien-google-to-ai-overviews-hut-luot-truy-cap-20250915192719678.htm
تعليق (0)