هدر الملايين
في العصر الرقمي، أصبحت العديد من الأجهزة التكنولوجية، مثل أجهزة التلفزيون الذكية، ومكبرات الصوت الذكية، والمكانس الكهربائية الروبوتية، وأجهزة تنقية الهواء، رائجة بين العائلات. إلا أن الكثير منها سرعان ما يُنسى، ويتحول إلى أشياء مغبرة في زوايا المنزل.
قبل أكثر من عام، أنفق السيد هوانغ (ثانه شوان، هانوي ) ما يقارب 10 ملايين دونج لشراء مكنسة كهربائية روبوتية، أملاً في توفير بعض الوقت له ولزوجته. في البداية، كانت العائلة بأكملها متحمسة لرؤية الروبوت يتحرك في الشقة. ولكن بعد بضعة أسابيع، تحوّلت هذه الراحة إلى مصدر إزعاج.
يحتوي منزلي على الكثير من الطاولات والكراسي، ويتعطل الروبوت باستمرار، ويُصدر ضوضاء عالية عند تشغيله ليلًا. إضافةً إلى ذلك، صندوق الغبار صغير، لذا يجب تنظيفه بانتظام. أحيانًا يكون تنظيف الروبوت أكثر صعوبة من حمل الممسحة بنفسي، كما قال السيد هوانغ.
في النهاية، وُضع الروبوت في زاوية من المنزل. والآن، لا يزال يحتفظ بعادة تنظيف المنزل يدويًا لأنه أسرع وأكثر فعالية. تنهد السيد هوانغ قائلًا: "في كل مرة أنظر فيها إلى الروبوت، أندم على المال الذي أنفقته".

في حديثها عن إهدار التكنولوجيا، قالت السيدة ماي آنه (هوانغ ماي، هانوي) إنها أنفقت ملايين الدونغ لشراء مكبر صوت ذكي يتعرف على الصوت، ويشغل الموسيقى، ويقرأ أخبار الصباح، بل ويتحكم حتى في الأجهزة الكهربائية في المنزل. وتتذكر قائلةً: "عندما شاهدتُ الإعلان، ظننتُ أن الحياة ستكون أكثر راحة. ما عليك سوى قول "شغّل الموسيقى" أو "أطفئ الأنوار" وسيقوم مكبر الصوت بذلك نيابةً عني، إنه يبدو عصريًا للغاية".
لكن بعد شرائه، اكتشفت السيدة ماي آنه أن العديد من ميزاته لم تكن مناسبة لعادات عائلتها. كان الإعداد معقدًا، وأحيانًا لم يكن يتم التعرف على الأوامر الفيتنامية بشكل صحيح. في النهاية، استمرت العائلة بأكملها في استخدام الهاتف أو جهاز التحكم عن بُعد كما في السابق.
الآن أصبح مكبر الصوت على الرف. لا أشغل الموسيقى إلا عندما يأتي أصدقائي للترفيه. وإلا، يصبح مجرد ديكور غير مرغوب فيه، كما قالت ماي آنه.
وفقًا لبعض المسوحات الدولية، تمتلك كل أسرة في المتوسط ما بين 3 و5 أجهزة تقنية نادرًا ما تُستخدم أو لا تُستخدم بانتظام. في فيتنام، ورغم عدم وجود إحصاءات رسمية، فإن هذا التوجه مشابه. مع ازدهار التجارة الإلكترونية والبرامج الترويجية، تتوق العديد من العائلات إلى شراء الأجهزة التقنية، ولكن بعد بضعة أشهر، تُدفع هذه الأجهزة إلى ركن الخزانة إما لعدم اعتيادها عليها أو لأنها سرعان ما تصبح قديمة الطراز.
الشراء وفقا للاتجاه
في الواقع، لدى العديد من العائلات عادة شراء الأجهزة التقنية فقط لأن "الآخرين لديهم هذه الأجهزة، لذا أريدها أيضًا"، أو تنجذب إلى الإعلانات والعروض الترويجية دون تقييم احتياجاتها.
قالت السيدة ثو ثوي (تاي مو، هانوي) إنها رأت أصدقاءها على مواقع التواصل الاجتماعي يتباهون بجهاز تنقية هواء بخصم 40% خلال عرض ترويجي على شوبي، بالإضافة إلى إعلانات عن قدرته على تنقية الهواء والحفاظ على الصحة. ورغم أن شقتها مزودة بتكييف هواء ومساحتها صغيرة، إلا أنها قررت شراءه.
بعد استخدامه لبضعة أسابيع، شعرت السيدة ثوي بالانزعاج لأنها اضطرت لتغيير الفلتر باستمرار ولم تشعر بفرق واضح. في النهاية، وُضع الفلتر، الذي تبلغ قيمته قرابة 14 مليون دونج، في زاوية من المنزل.
سبب آخر لإهمال الجهاز هو تعقيد ميزاته مقارنةً بالاحتياجات الفعلية. كانت السيدة تروك ( هونغ ين ) تتصفح تيك توك عندما رأت إعلانًا لطباخ أرز ذكي بسعر 12 مليون دونج، والذي عُرض على أنه قابل للتحكم عبر تطبيق هاتف، مع ضبط مؤقت، ودمج العديد من أوضاع الطهي. قررت السيدة تروك تحديث طباخ أرزها.
لكنها سرعان ما أدركت أنها لم تكن معتادة على تثبيت تطبيقات معقدة، وأن الوظائف "الذكية" مثل المؤقت أو اختيار وضع الطهي لم تكن ضرورية حقًا لأن الأسرة كانت تعتمد بشكل أساسي على الأرز الأبيض. بعد أقل من شهر، وُضع جهاز طهي الأرز الباهظ الثمن في خزانة المطبخ.
وفقاً لخبراء التكنولوجيا، فإن كل جهاز مُهدر لا يُمثل خسارة مالية فحسب، بل يُمثل أيضاً عبئاً كبيراً على النفايات الإلكترونية. ينبغي على المستهلكين التفكير في بيع الجهاز أو التبرع به لاستخدامه مجدداً، مما يُخفف الضغط على البيئة.
في حديثه مع مراسل فييتنام نت ، نصح خبير الإلكترونيات دانغ خان توان المستهلكين بالتفكير مليًا قبل إنفاق أموالهم. ينبغي عليهم شراء المنتج فقط عندما يُسهم في حل مشكلة معينة في حياتهم، مثل توفير الوقت، أو دعم الصحة، أو توفير ترفيه أساسي.
إن أمكن، جرّبه في المتجر أو استعره من صديق أو أحد أفراد العائلة. سيساعدك هذا على تجنّب شعور "الحماس عند الشراء والإحباط بعد بضعة أسابيع". بالإضافة إلى سعره المرتفع، تحتاج العديد من الأجهزة أيضًا إلى صيانة أو كهرباء أو قطع غيار. إذا لم تكن مستعدًا لهذه التكلفة، فسيتم التخلي عن المنتج بسهولة.
وأكد السيد توان أن "التكنولوجيا لا تكون ذات قيمة حقيقية إلا عندما تكون مرتبطة بالاحتياجات العملية ويتم استغلالها بشكل صحيح".
المصدر: https://vietnamnet.vn/hao-hung-mua-do-cong-nghe-bo-xo-tien-trieu-sau-vai-tuan-2444760.html
تعليق (0)