ليس كوكتيلًا بسيطًا
عند النظر إلى جلسات تدريب المنتخب الوطني بعد مرور عام واحد بالضبط على تولي المدرب فيليب تروسييه المسؤولية، من السهل رؤية تفصيل بارز: السيد تروسييه يستغل دائمًا المنتخب الوطني الفيتنامي كأرض تدريب للشباب.
خلال المباريات الودية، غالبًا ما يستدعي المدرب الفرنسي كلا من المنتخب الوطني ومنتخب فيتنام تحت 23 عامًا، ثم يسمح للفريقين بالتدرب على نفس الملعب، وبنفس خطة التدريب، وتقييم الأداء بنفس المعايير.
"الحدود بين المنتخب الوطني ومنتخب تحت ٢٣ عامًا مجرد حبر على ورق. أريد تضييق الفجوة بين الجيلين الأول والثاني. أختار اللاعب المناسب فقط، بغض النظر عن سمعته"، أوضح المدرب تروسييه.
يحتاج المنتخب الفيتنامي إلى الجمع بين الخبرة والشباب في "الجرعة" الصحيحة
في البطولات الرسمية، يكتفي السيد تروسييه باستدعاء المنتخب الفيتنامي، ولكنه يُشرك العديد من اللاعبين الشباب للتدرب مع اللاعبين الأساسيين. حتى في كأس آسيا، يمتلك المنتخب الفيتنامي أفضل قوة شبابية في البطولة، حيث انضم العديد من النجوم الشباب إلى المنتخب الوطني الآسيوي لأول مرة.
هذه هي طريقة "التمشيط" التي اتبعها المدرب الفرنسي مع العديد من الفرق قبل مجيئه إلى فيتنام. يريد المدرب تروسييه بناء الجيل القادم في قلب الجيل الحالي.
في سياق يفتقر فيه اللاعبون الشباب في الغالب إلى الخبرة في دوري V (وهي ساحة لعب لا يقدرها السيد تروسييه في الواقع)، فإن دمج النجوم الشباب للعب جنبًا إلى جنب مع كبار السن في البطولات الكبرى هو وسيلة للطاقم التدريبي لتحفيز طلابهم على التقدم.
مع ذلك، فإن دمج مكونات الفريق الأساسية مع مكونات الشباب يُشبه تحضير كوكتيل - مشروب مُحضّر من مزيج مثالي من الكحول ونكهات الفواكه، أو الحليب، أو الكريمة، أو العسل، أو أي نكهة أخرى. يجب ضمان نسبة الكحول و"الإضافات" لتكون مثالية للحصول على كوكتيل لذيذ حقًا.
ماذا يخطط السيد تروسييه؟
أسلوب المدرب تروسييه في اللعب لا يختلف عن أسلوبه. إذا كان عدد اللاعبين الشباب قليلًا جدًا، فسيجد الفريق الفيتنامي صعوبة في التأقلم مع أسلوب لعب جديد، وسيفقد زخمه بسهولة في المباريات المهمة. لأن ركائز الفريق الأساسية لم تعد تتمتع ببنية بدنية جيدة، ويُعتبر من الصعب تشكيل تفكيرها، ويفتقرون إلى الطموح...
لكن إذا كان هناك عدد كبير جدًا من اللاعبين عديمي الخبرة، ويرتكبون أخطاء شخصية، ويلعبون بشكل جيد أو سيئ، ويعانون من ضغوط نفسية... فهذه مسألة وقت، كما حدث في كأس آسيا 2023.
كيفية ضبط أسنان المشط بشكل صحيح؟
في حصة التدريب استعدادًا لمباراة إندونيسيا، قد يمنح المدرب تروسييه الفرصة مجددًا للنجوم الشباب. كأس آسيا تحت ٢٣ عامًا ٢٠٢٤ على الأبواب. هذا هو الملعب الذي يحلم فيه "الساحر الأبيض" وطلابه بالفوز بتذاكر الأولمبياد.
لكن تكمن الصعوبة في أن العديد من لاعبي تحت ٢٣ عامًا لا يشاركون بانتظام في الدوري الفيتنامي. إذا استمر هذا الوضع، سيفقد اللاعبون ثقتهم بأنفسهم ويفقدون رغبتهم في المنافسة.
يُمثل التجمع الذي سيُقام في 12 مارس فرصةً نادرةً للمدرب تروسييه لاصطحاب طلابه إلى المنتخب الوطني للتدريب. وسيُساعد تداخل الحصص التدريبية مع اللاعبين الكبار، أو -لحسن الحظ- المشاركة في المباراتين ضد إندونيسيا يومي 21 و26 مارس، النجوم الشباب على اكتساب خبرة قيّمة.
يستعد منتخب فيتنام تحت 23 سنة للمنافسة في كأس آسيا تحت 23 سنة 2024
مع ذلك، على المدرب تروسييه أن يتذكر أيضًا أن زمن تجاربه قد ولّى. على المدرب الفرنسي أن يُكمل خطته المثالية الآن، ليضمن تحقيق هدفه بالفوز على إندونيسيا.
تُعدّ تصفيات كأس العالم 2026 مرحلةً لا يُسمح فيها للمدرب تروسييه بالفشل، وهذا مُنصّ عليه بوضوح في عقده. يُجبر ضغط الإنجاز المدرب البالغ من العمر 68 عامًا على إشراك من يراه الأفضل والأنسب للفوز.
عند عودة اللاعبين المخضرمين، هل سيعطي المدرب تروسييه الأولوية للعناصر الأساسية، أم سيواصل الاعتماد على اللاعبين الشباب؟ ما هي النسبة التي سيعتمدها في تشكيلة المنتخب الفيتنامي لتحقيق الفوز وضمان خطة تطوير اللاعبين طويلة الأمد؟
أسئلة كثيرة تنتظر "الساحرة البيضاء" الإجابة عليها في مارس المقبل.
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)