نائب وزير الخارجية دو هونغ فيت. (صورة: آنه سون) |
وفي مقابلة مع الصحافة بعد رحلة العمل التي قام بها رئيس الوزراء فام مينه تشينه وزوجته والوفد الفيتنامي رفيع المستوى، أكد نائب وزير الخارجية دو هونغ فيت أنه بعد 5 أيام من الأنشطة المتواصلة والفعالة، انتهت رحلة العمل للوفد الفيتنامي رفيع المستوى، بقيادة رئيس الوزراء فام مينه تشينه، بنجاح، حيث حققت جميع الأهداف والمهام المحددة.
قال نائب الوزير دو هونغ فيت، إن قمة العمل المناخي العالمية تُعقد في سياق استمرار تغير المناخ في إحداث آثار بالغة الخطورة على الصعيد العالمي. يقترب النظام المناخي من خط أحمر، بينما لا تزال هناك فجوة كبيرة بين التزامات الأطراف والإجراءات المطبقة على أرض الواقع. لذلك، يُعد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون لهذا العام أكبر مؤتمر للأطراف في التاريخ، بمشاركة ما يقرب من 140 من القادة رفيعي المستوى وحوالي 90 ألف مندوب.
وفي هذا السياق، فإن الحضور المباشر لرئيس الوزراء للمؤتمر له أهمية بالغة ويحظى بتقدير كبير من جانب البلد المضيف والمجتمع الدولي.
لقد نقلت مشاركة وفدنا ومساهماته، وخاصةً كلمة رئيس الوزراء في القمة العالمية للعمل المناخي أو ترؤسه فعاليات متعددة الأطراف رفيعة المستوى، رسائل مهمة حول وجهات نظر فيتنام وسياساتها المتعلقة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية والتكامل الدولي، والمنصوص عليها في وثائق المؤتمر الوطني الثالث عشر للحزب. وتُعد هذه الخطوة أيضًا خطوةً ملموسةً تُسهم في تنفيذ التوجيه رقم 25 للأمانة العامة بشأن تعزيز الدبلوماسية متعددة الأطراف والارتقاء بها حتى عام 2030، واستراتيجيات فيتنام ومشاريعها وخططها الرئيسية بشأن الاستجابة لتغير المناخ.
أظهرت مشاركة رئيس الوزراء والوفد الفيتنامي في المؤتمر دورَ البلاد ومكانتها ومكانتها بعد قرابة 40 عامًا من التجديد. أمام أصدقائنا الدوليين، سلّطنا الضوء على مسؤولية فيتنام والتزامها بالمشاركة في مواجهة أحد أكبر التحديات العالمية اليوم، ألا وهو تغيّر المناخ. وتحديدًا، من خلال تسليط الضوء على 12 إجراءً رئيسيًا وشاملًا طبّقتها فيتنام منذ مؤتمر الأطراف السادس والعشرين للحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري مع ضمان الاستقلالية وأمن الطاقة، ومصالح الشعب، وأهداف التنمية الاقتصادية.
من الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء أعلن عن خطة تعبئة الموارد لتنفيذ شراكة التحول العادل للطاقة (JETP)، والتي حظيت باهتمام كبير والتزام بدعم من الدول والمنظمات الدولية. كما شارك وفدنا في عدد من مبادرات التعاون متعددة الأطراف الجديدة لفتح آفاق تعاون جديدة ومحتملة في مجال التحول في مجال الطاقة والنمو الأخضر.
بالنسبة لتركيا والإمارات العربية المتحدة، تأتي زيارة رئيس الوزراء في وقت ذي أهمية خاصة حيث تحتفل فيتنام وتركيا بالذكرى الخامسة والأربعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية (1978 - 2023)، وتحتفل فيتنام والإمارات العربية المتحدة بالذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية (1993 - 2023).
في هذا الوقت أيضًا، تبذل فيتنام والبلدان جهودًا لتعزيز العلاقات الثنائية، مستغلين الإمكانات المتاحة على أكمل وجه. تُعدّ تركيا حاليًا أكبر مستثمر مباشر في فيتنام في الشرق الأوسط، برأس مال مسجل يبلغ حوالي مليار دولار أمريكي. في الوقت نفسه، تُعدّ الإمارات العربية المتحدة أكبر شريك تجاري لفيتنام في المنطقة، حيث يُقدّر حجم التبادل التجاري بينهما بنحو 8.7 مليار دولار أمريكي في عام 2022.
كان لرئيس الوزراء برنامجٌ حافلٌ بالأنشطة، حيث نفّذ أكثر من 20 نشاطًا في تركيا و30 نشاطًا في الإمارات العربية المتحدة، اتسمت بمحتوىً غنيّ وتنوع في الأشكال، محققةً نتائجَ ملموسةً على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف. كما نفّذت الوزارات والهيئات والمحليات عشرات الأنشطة المهمة مع شركائها في البلدين.
بالنسبة لتركيا، تُمثل زيارة رئيس الوزراء هذه المرة نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين. أجرى رئيس الوزراء محادثات والتقى بكبار القادة، بمن فيهم الرئيس ونائبه ورئيس مجلس الأمة، واستقبل وزراء الاقتصاد والمالية والصناعة والتكنولوجيا ورؤساء الشركات والمؤسسات الكبرى في تركيا.
واتفق رئيس الوزراء والقادة الأتراك على العديد من التدابير المهمة لتعزيز فعالية التعاون بين البلدين، بما في ذلك تعزيز الافتتاح المبكر للقنصلية العامة التركية في مدينة هوشي منه، وفتح الباب أمام سلع التصدير الرئيسية والمنتجات الزراعية من كل بلد، بهدف جلب حجم التجارة الثنائية إلى 4-5 مليار دولار أمريكي في المستقبل القريب.
على وجه الخصوص، ناقش كبار قادة البلدين لأول مرة إمكانية الارتقاء بالعلاقة إلى إطار شراكة جديد، مما يُهيئ الظروف المناسبة لتعميق وتطوير الصداقة والتعاون بين فيتنام وتركيا بفعالية، بما في ذلك المضي قدمًا في مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين. ويُعد هذا إنجازًا هامًا في آلية التعاون، ويُظهر عزم قادة الجانبين على توطيد العلاقات بين البلدين.
ومن السمات الخاصة الأخرى للزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الوزراء إلى تركيا أنه وللمرة الأولى أصدر الجانبان بيانا مشتركا يحدد الاتجاهات الرئيسية والمهمة، فضلا عن تحديد مجالات محددة لتوسيع التعاون، بهدف رفع العلاقات إلى مستوى جديد في الفترة المقبلة.
وفي الإمارات العربية المتحدة، عقب الاجتماع مع رئيس دولة الإمارات بمناسبة حضور قمة الآسيان ومجلس التعاون الخليجي (أكتوبر 2023)، التقى رئيس الوزراء فام مينه تشينه مع رئيس الوزراء ونائب الرئيس، وولي عهد دبي، واستقبل وزير الموارد البشرية والتوطين في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومدير هيئة أبوظبي للطاقة... وأكد قادة الإمارات رغبتهم في تعزيز الصداقة والتعاون المتعدد الأوجه مع فيتنام، وخاصة في مجالات التجارة والاستثمار والعلوم والتكنولوجيا وتنمية الموارد البشرية.
واتفق الجانبان على عدد من التدابير المحددة لتعزيز فعالية التعاون بشكل أكبر، مثل تسريع المفاوضات والتوقيع المبكر على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA)، وزيادة حجم التجارة إلى 10 مليارات دولار أمريكي في السنوات القادمة؛ فضلاً عن دعم فيتنام في تطوير صناعة الحلال، وتعزيز التعاون في النمو الأخضر، والتحول الرقمي، والابتكار، وبناء المراكز المالية، والخدمات اللوجستية، والرياضة، وما إلى ذلك.
استقبل رئيس الوزراء عددًا من قادة الشركات وصناديق الاستثمار الرائدة من تركيا والإمارات العربية المتحدة، وحضر وتحدث في منتديات الأعمال التي عُقدت بمشاركة ما يقرب من 200 شركة من كل بلد. وخلال المناقشات، أعربت الشركات التركية والإماراتية عن تقديرها الكبير لإمكانات التعاون والسياسات الهادفة إلى جذب الاستثمار والأعمال في فيتنام، مؤكدةً رغبتها في الالتزام طويل الأمد وتوسيع أنشطة الاستثمار والأعمال في فيتنام.
خلال الزيارة، وقعت الوزارات والقطاعات والمحليات والشركات الفيتنامية 31 اتفاقية تعاون مهمة مع شركاء من الإمارات العربية المتحدة وتركيا ودول أخرى في مجالات الأمن والزراعة والطيران المدني والموارد البشرية والتحول الرقمي والموانئ البحرية وغيرها، مما ساهم في تحسين الإطار القانوني للتعاون في المستقبل.
وأكد نائب وزير الخارجية دو هونغ فيت أن رسائل فيتنام وتصميمها وإجراءاتها القوية كانت موضع ترحيب وتقدير كبير من قبل المجتمع الدولي.
فيما يتعلق بقضية تغير المناخ العالمية، تؤكد فيتنام مجدداً جهودها للتعاون مع المجتمع الدولي في مواجهة تغير المناخ. ونحن لا نكتفي بإظهار التزامنا بالقول فحسب، بل نتخذ أيضاً إجراءات عملية لتنفيذ هذه الالتزامات.
في إطار مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (COP28)، ألقى رئيس الوزراء فام مينه تشينه خطابات مهمة في مختلف المنتديات، وجّه فيها رسالةً رئيسيةً إلى المجتمع الدولي، تمثّلت في تحويل التزامات المؤتمرات السابقة إلى إجراءات ملموسة. كما استعرض رئيس الوزراء ما قامت به فيتنام لإثبات عزمها الحقيقي على تنفيذ الإجراءات بحزم وفعالية؛ وفي الوقت نفسه، شدّد على ضرورة دعم الدول المتقدمة للدول النامية في مجالات التمويل والتكنولوجيا وتدريب الموارد البشرية وتعزيز قدرات الحوكمة، بما يضمن انتقالًا أخضر فعّالًا ومستدامًا، دون التضحية بالنمو الاقتصادي في سبيل هذه العملية.
خلال الاجتماعات، أعرب الشركاء عن تقديرهم الكبير لإنجازات فيتنام في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية، معربين عن احترامهم لمكانة فيتنام ودورها وصوتها الفاعل في التعاون الدولي لمعالجة أزمة المناخ. كما أعربت الدول عن تقديرها الكبير لالتزام فيتنام وروح "القول هو الفعل". وتكرر ذكر فيتنام كنموذج ناجح ينبغي تكراره في الاستجابة لتغير المناخ. وأكدت العديد من الدول أنها ستدعم فيتنام وترافقها في جهودها نحو التحول في مجال الطاقة وتحسين قدرتها على التكيف، مما يُسهم في تعزيز جهود النمو الأخضر في فيتنام بشكل خاص والمجتمع الدولي بشكل عام.
وفي الاجتماعات الثنائية، أشاد كبار القادة في تركيا والإمارات العربية المتحدة بالزيارة والأنشطة العملية والفعالة لرئيس الوزراء والوفد المرافق له؛ وأكدوا أنهم يعتبرون فيتنام شريكًا رائدًا، ويحتل مكانة مهمة بشكل خاص في رابطة دول جنوب شرق آسيا، ويرغبون في تعزيز العلاقات الودية والتعاون المتعدد الأوجه مع فيتنام في جميع المجالات، وخاصة التجارة والاستثمار والعلوم والتكنولوجيا والطيران وتنمية الموارد البشرية، إلخ.
بالنسبة لشركائنا في الشرق الأوسط، تُرسل زيارتا رئيس الوزراء إلى المنطقة خلال شهرين رسالةً حول اهتمام فيتنام وأولويتها في تطوير العلاقات مع هؤلاء الشركاء المحتملين. يُعدّ الشرق الأوسط سوقًا واعدةً لتوسيع التعاون الاقتصادي وتصدير السلع الفيتنامية، ومصدرًا لجذب رؤوس أموال استثمارية ضخمة من الشركات الكبرى وصناديق الاستثمار. إن تعزيز العلاقات مع دول الشرق الأوسط بشكل استباقي له أهمية عملية في فتح أسواق جديدة، وجذب الاستثمارات والموارد الجديدة لدعم تنمية فيتنام في المرحلة المقبلة.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)