لم تتمكن شركات التكنولوجيا الأمريكية التي تعمل في الصين من إيجاد مخرج بعد

[إعلان 1]

من وجهة نظر الصين، "يزداد الخطر على شركات التكنولوجيا الأمريكية في قطاع الهواتف الذكية والمركبات الكهربائية"، حيث تتنافس مع الشركات الصينية. في المقابل، "ترغب الشركات الصينية بشدة في الحصول على مكونات من الولايات المتحدة"، وفقًا لديفيد وونغ، رئيس أبحاث التكنولوجيا لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في نومورا. "لكن خطر توسيع الولايات المتحدة لقيود التصدير ربما يكون أعلى من فرض الصين لقيود على الاستيراد".

وفي مايو/أيار، أعلنت بكين أن شركة ميكرون تكنولوجي الأميركية لتصنيع الرقائق فشلت في اجتياز مراجعة أمنية، مما أدى فعليا إلى منع مشغلي البنية التحتية الحيوية من الشراء من الشركة.

وقال سانجاي مهروترا، الرئيس التنفيذي لشركة ميكرون، إن تأثير الحظر على الشركة لا يزال غير واضح، لكن العديد من العملاء الرئيسيين وممثلي الحكومة في الصين تواصلوا معهم بشأن استخدام منتجات ميكرون في المستقبل.

مايكرون تتوقع تأثيرًا كبيرًا على إيراداتها بسبب "الانتقام" الصيني

من المتوقع أن تُشكل إيرادات شركة مايكرون من الصين نسبة مئوية لا تقل عن خانة العشرات من إجمالي إيراداتها العالمية. وصرح سانجاي قائلاً: "لقد أثرت هذه الصعوبة بشكل كبير على توقعاتنا وأبطأت تعافينا".

لا انسحاب كامل

ولتخفيف المخاطر الجيوسياسية ، بدأت بعض شركات التكنولوجيا الأميركية في إعادة تنظيم عملياتها في الصين، في محاولة لمنع أي ضرر محتمل ناجم عن العقوبات.

في أواخر مايو، أعلنت شركة هيوليت باكارد إنتربرايز (HPE) عن خططها لبيع حصتها في شركة التكنولوجيا الصينية H3C مقابل 3.5 مليار دولار. H3C هي حاليًا موزع أجهزة HP في الصين، إلا أن الشركة الأمريكية أعلنت أنها قد تواصل بيع 49% المتبقية من أسهمها في المستقبل القريب.

وقال أنطونيو نيري الرئيس التنفيذي لشركة إتش بي: "هذا هو أفضل شيء لعملائنا وموظفينا ومساهمينا لأنه من الواضح أن ممارسة الأعمال التجارية في الصين أصبحت أكثر تعقيدًا".

تعمل شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة مثل أبل وأمازون ونفيديا على إعادة تنظيم عملياتها في الصين في وقت واحد وسط التوترات الجيوسياسية المتزايدة.

في أوائل يونيو، أعلنت شركة سيكويا كابيتال، الرائدة في مجال رأس المال الاستثماري الأمريكي، أنها قررت فصل فرعها في الصين. ولتحقيق مهمتنا، قررنا اعتماد نهج شامل يُركز على السوق المحلية، وبموجب هذا النهج، سيتم فصل الصناديق الثلاثة في أوروبا والصين والهند وجنوب شرق آسيا، وستعمل بشكل مستقل اعتبارًا من مارس 2023.

تشتهر سيكويا بكونها من أوائل المستثمرين في شركات التكنولوجيا العالمية العملاقة مثل آبل وسيسكو وأوراكل وإنفيديا وجوجل. دخلت شركة رأس المال الاستثماري السوق الصينية عام ٢٠٠٥، وحققت نجاحًا أيضًا في صفقات مع علي بابا وبايت دان (الشركة الأم لتيك توك) وعملاق التجارة الإلكترونية جيه دي.كوم.

في شهر مايو/أيار، أعلنت شركة لينكدإن، وهي منصة تواصل اجتماعي مملوكة لشركة مايكروسوفت وتركز على التواصل بين رجال الأعمال، أنها ستغلق باب طلبات التوظيف في الصين وستخفض أكثر من 700 وظيفة.

في غضون ذلك، أعلنت شركة أمازون أيضًا أنها ستغلق متجر تطبيقاتها الرسمي في الصين في يوليو. كما توقفت شركة إير بي إن بي، وهي شركة تكنولوجيا أمريكية أخرى، عن العمل في ثاني أكبر اقتصاد في العالم منذ العام الماضي.

لا يوجد ضوء في نهاية النفق بعد

بدأت المواجهة المطولة والمتوترة بشكل متزايد بين الولايات المتحدة والصين تؤثر سلباً على الصناعات الرئيسية على الجانب الآخر من العالم.

وقالت شركة كوالكوم في تقريرها السنوي: "إن جزءا كبيرا من أعمالنا يتركز في الصين، وتتفاقم مخاطر هذا التركيز بسبب التوترات التجارية بين البلدين".

ويقول المحللون إن الولايات المتحدة لن تتوقف عن تشديد القيود إلا عندما تضعف القدرة التنافسية التكنولوجية للصين بشكل كبير.

في غضون ذلك، صرّحت شركة أبل بأن "التوترات بين الولايات المتحدة والصين أدت إلى فرض واشنطن سلسلة من الرسوم الجمركية على الواردات من الصين، بالإضافة إلى قيود تجارية أخرى. وقد أدى ذلك إلى زيادة التكلفة الإجمالية للمنتجات، ما قد يؤثر سلبًا على أرباح الشركة".

صرح أكيرا ميناميكاوا، مدير الاستشارات الأول في شركة الأبحاث البريطانية أومديا، بأن "قاعدة تصنيع الإلكترونيات، مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية، تتركز بشكل كبير في الصين، وبالتالي لا يزال اعتماد صناعة أشباه الموصلات الأمريكية على الصين كبيرًا". وأضاف أن "اعتماد صناعة التكنولوجيا الأمريكية على الصين سينخفض تدريجيًا".

في ظلّ تفاؤلٍ متزايدٍ بشأن العلاقات الثنائية، لا يزال الرئيس التنفيذي لشركة IBM، أرويند كريشنا، والرئيس التنفيذي لشركة Microsoft، ساتيا ناديلا، متفائلَين بإمكانية إيجاد صوتٍ مشتركٍ قريبًا بشأن القضايا الجيوسياسية، لكنّ المحللين يستبعدون حدوث هذا السيناريو على المدى القريب. ولن تكفّ الولايات المتحدة عن الضغط إلا عندما تُدرك ضعفَ القوة التكنولوجية للصين.

(وفقا لصحيفة نيكي آسيا)

[إعلان 2]
مصدر