الأمين العام نجوين فو ترونغ يجري محادثات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن. الصورة: تري دونغ/وكالة الأنباء الفيتنامية
أعلن البيت الأبيض في 10 سبتمبر أن الولايات المتحدة وفيتنام قد رفعتا مستوى علاقتهما، مشيرًا إلى أنه خلال الزيارة الرسمية التاريخية للزعيم الأمريكي إلى هانوي، فيتنام، قام الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي نجوين فو ترونج والرئيس الأمريكي جو بايدن بترقية العلاقة بين البلدين لتعزيز قوة وديناميكية العلاقة الثنائية في سياق عمل البلدين معًا لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في السلام والازدهار والتنمية المستدامة. وأكد البيت الأبيض أن الترقية غير المسبوقة والمهمة للعلاقة بين البلدين، من الشراكة الشاملة التي تأسست في عام 2013 إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، هي نتيجة للجهود القوية والمستمرة لكلا الحكومتين لإرساء وبناء التفاهم المتبادل وكذلك رسم مسار للمضي قدمًا، والاستفادة من الفرص ومواجهة التحديات في عالم سريع التغير.
وبحسب مراسل وكالة الأنباء الفيتنامية في واشنطن، أصدر مكتبا السيناتور جيف ميركلي (ديمقراطي، أوريغون) والسيناتور فان هولين (ديمقراطي، ماريلاند) بيانا مشتركا يرحب بإقامة شراكة استراتيجية شاملة بين فيتنام والولايات المتحدة.
أكد البيان أن أساس العلاقات الفيتنامية الأمريكية هو جهود تضميد جراح الحرب وتعزيز المصالحة بين البلدين. وأضاف البيان أن تطوير العلاقات الثنائية فرصة لتعميق التفاهم والتزام الولايات المتحدة بالتغلب على عواقب الحرب، بما في ذلك برامج إزالة الذخائر غير المنفجرة والديوكسين. كما سلّط البيان الضوء على فرص توسيع الاستثمار، بما في ذلك في مجالات التكنولوجيا الحديثة والطاقة الخضراء، بما يعود بالنفع على البلدين.
في مقابلة مع مراسل وكالة الأنباء الفيتنامية (VNA) في واشنطن، قال الدكتور أندرو ويلز-دانغ، الخبير الأول في شؤون فيتنام بمركز جنوب شرق آسيا التابع لمعهد الولايات المتحدة للسلام (USIP)، إن زيارة الرئيس جو بايدن لفيتنام تُظهر تطور الثقة والتعاون والدبلوماسية الفعالة بين هانوي وواشنطن. وأضاف أن زيارة الرئيس بايدن لفيتنام والشراكة الجديدة تُظهران إمكانات نموذج فريد من الدبلوماسية متعددة الأطراف للحفاظ على السلام.
وفي حديثه لمراسلي وكالة الأنباء الفيتنامية في جاكرتا، قال السيد كالفن كوي، مدير الأبحاث والتحليل في مجتمع السياسة الخارجية الإندونيسي، إن رفع مستوى العلاقات بين فيتنام والولايات المتحدة إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة سيكون له تأثير إيجابي وواسع النطاق وسيساهم في تعزيز العلاقات بين رابطة دول جنوب شرق آسيا والولايات المتحدة، والتنمية الشاملة لرابطة دول جنوب شرق آسيا، فضلاً عن المساهمة في السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة.
قال السيد كالفن: "مع تطور العلاقات الفيتنامية الأمريكية، آمل أن يمتد أثر التعاون، بالإضافة إلى الأطر والمشاريع والبرامج الجديدة بين البلدين، من لاوس إلى كمبوديا أو حتى إلى تايلاند ومنطقة جنوب شرق آسيا بأكملها". وأضاف أن فيتنام تُحسّن كفاءتها الاقتصادية واستثماراتها وإنتاجها الصناعي بشكل متزايد، وتتجه بقوة نحو التكنولوجيا المتقدمة من خلال إنشاء مناطق صناعية جديدة. وتتحول فيتنام، التي تتخذ شكل حرف "S" شكل حرف "S"، إلى "قوة تجارية جديدة" وتقدم مساهمات كبيرة لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان). ومن المتوقع أيضًا أن تُسهم فيتنام، بفضل معدل نموها المرتفع والمستقر، في تعزيز التنمية الاقتصادية وربط منطقة آسيان الفرعية بالبر الرئيسي ومنطقة جنوب شرق آسيا بأكملها.
رحّبت السيدة ديوي فورتونا أنور، رئيسة مركز حبيبي للأبحاث والمؤسس المشارك لمجتمع السياسة الخارجية الإندونيسي (FPCI)، وهو معهد بحثي كبير ومرموق في المنطقة، بتعزيز العلاقات بين فيتنام والولايات المتحدة، مؤكدةً أن هذا يصب في المصلحة المشتركة وسيعزز التعاون بين البلدين. وشاركت السيدة ديوي آراءها حول دور فيتنام في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، مؤكدةً أن فيتنام عضو "بالغ الأهمية"، وأن انضمام فيتنام إلى الرابطة عام ١٩٩٥ ساهم في تعزيزها، ووصولها تدريجيًا إلى كيان متكامل يضم عشر دول أعضاء، ويربط بين دول البر الرئيسي والدول الأرخبيلية في المنطقة.
كما خصصت وسائل الإعلام الدولية الكثير من الوقت للحديث عن ترقية العلاقات بين فيتنام والولايات المتحدة، معتبرة ذلك علامة فارقة في العلاقة بين البلدين، مؤكدة على دور فيتنام في المنطقة.
وفقًا لمراسل وكالة الأنباء الفيتنامية (VNA) في طوكيو، نقلت صحيفة نيكي آسيا عن الرئيس بايدن قوله إن تطوير العلاقات مع فيتنام يهدف إلى تعزيز التجارة مع مواجهة مجموعة من التحديات، مثل المنافسة الجيواقتصادية وتغير المناخ. وعلقت صحيفتا أساهي وماينشي على أن البلدين، من خلال تطوير العلاقات هذه المرة، يهدفان إلى تعزيز التعاون في مجالات مثل الاقتصاد، وأشباه الموصلات، وتطوير الذكاء الاصطناعي، والأمن. في غضون ذلك، علّقت نيكي قائلةً إن الزيارة تُظهر أيضًا توافق الجانبين على احترام المؤسسات السياسية واستقلالية كل منهما.
وفقًا لمراسل وكالة الأنباء الفيتنامية (VNA) في سيول، أكدت مقالات وكالات أنباء يونهاب ونيوزيس وآسيا توداي أن فيتنام والولايات المتحدة قد رفعتا مستوى علاقاتهما الثنائية إلى أعلى مستوى: "شراكة استراتيجية شاملة". ونقلت وكالة أنباء يونهاب عن الأمين العام نجوين فو ترونغ قوله إن فيتنام قد رفعت مستوى العلاقات بين البلدين من أجل السلام والتعاون والتنمية المستدامة. في غضون ذلك، صرّح الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن العلاقة بين البلدين قد انتقلت من مرحلة الصراع إلى مرحلة التطبيع، و"ارتقت الآن إلى مستوى جديد".
ونقلت شبكة إس بي إس عن الخبير نجوين خاك جيانج من معهد دراسات جنوب شرق آسيا في سنغافورة قوله إن ترقية العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة تظهر أن موقف فيتنام قد تحسن.
تناولت وسائل الإعلام الدولية بشكل مكثف المحادثات بين الأمين العام نجوين فو ترونغ والرئيس الأمريكي جو بايدن، ومضمون خطابي الزعيمين للصحافة بعد المحادثات، ونشرت العديد من التعليقات من قبل سياسيين أمريكيين حول أهمية تعزيز العلاقات الثنائية مع فيتنام. ونقلت رويترز عن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان قوله إن زيارة الرئيس بايدن تعكس الدور القيادي لفيتنام بين شركاء الولايات المتحدة في المنطقة. ووفقًا لشبكة CNN، قيّم المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي العلاقة بين الولايات المتحدة وفيتنام بأنها "علاقة مهمة في منطقة مهمة من العالم".
مصدر
تعليق (0)