مع تواصل العالم الرقمي مع العالم الحقيقي، يجب أن تصبح مهارات البقاء على قيد الحياة عبر الإنترنت كفاءات أساسية للجيل الأصغر سنا. |
إن جزءاً من شباب اليوم يعيش حياة مليئة بالأشياء المادية، لكن معرفتهم بالحياة ضئيلة لأنهم نادراً ما يتواصلون مع البيئة المحيطة، ونادراً ما يعملون، ولا يهتمون كثيراً بالآخرين.
في الوقت نفسه، يقضي الأطفال وقتًا طويلًا على الأجهزة الإلكترونية، فتضيق علاقاتهم ورؤاهم، ويتطور لديهم تدريجيًا نمط حياة قائم على اللامبالاة بالأحداث الجارية والجهل بمفاهيم الحياة الواقعية. لذلك، عند تعرضهم لهذه الأجهزة، يصدّقون بسهولة صحة المعلومات الواردة منها، ويُجبرون على اتباع تعليمات من يُدرّسونها.
على وجه الخصوص، يزداد تباعد الأطفال عن عائلاتهم، بل ويعارضونها أحيانًا، ويثقون بسهولة بالغرباء نظرًا لضعف فهمهم وسهولة استغلالهم نفسيًا. في الوقت نفسه، تتطور عمليات الاحتيال الحالية بشكل متزايد، وغالبًا ما تستخدم حيلًا لإجبار الأطفال على ترك عائلاتهم والوقوع تلقائيًا في فخاخ الاحتيال.
في الواقع، تنبع المهارات الأساسية التي يحتاج الأطفال إلى معرفتها من معارفهم الحياتية والقانونية. فإذا عرفوا الحيل التي يستخدمها المجرمون عادةً وما يتصل بها من معلومات، فلن ينخدعوا بسهولة.
هناك مفهومان يجب أن يعرفهما الأطفال: أولًا، لا يوجد قانون يمنع الأطفال من إخبار والديهم في حال وقوعهم في مشاكل قانونية. ثانيًا، لا أحد في هذا العالم سيمنحك المال مجانًا.
من المهم أن يُذكّر الأهل أبناءهم باستمرار بالاتصال بعائلاتهم مهما حدث. يجب أن تتوفر للعائلات طرق للتواصل وتبادل الرسائل النصية بسرعة وفعالية.
في سياق التطور التكنولوجي القوي وشبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءًا لا غنى عنه بشكل متزايد، فإن تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة لاستخدام الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بأمان أمر ضروري للغاية.
لا يمكن لقطاع التعليم والمدارس أن يقفوا مكتوفين الأيدي. أولًا، ينبغي إدراج الثقافة الرقمية والسلامة السيبرانية ضمن المناهج الدراسية أو دمجها في المواد الدراسية. يحتاج الأطفال إلى فهم كيفية التمييز بين المعلومات الحقيقية والمزيفة، وحماية هويتهم الشخصية، وكشف عمليات الاحتيال الإلكتروني، والتحلي بحس أخلاقي عند التفاعل في البيئة الرقمية.
بالإضافة إلى ذلك، يجب تدريب المعلمين على المعرفة والمهارات التكنولوجية لتوجيه الطلاب نحو استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بأمان. لا يُتوقع من الطلاب أن يتغيروا إذا لم يمتلك الكبار المعرفة الكافية لتوجيههم.
لا ينبغي أن يقتصر تعليم الثقافة الرقمية على الفصول الدراسية، بل يجب تعزيزه في المنزل. ومع تواصل العالم الرقمي مع العالم الحقيقي، يجب أن تصبح مهارات البقاء على الإنترنت مهارة أساسية للأجيال الشابة.
ينبغي على الآباء مناقشة الأحداث الجارية في الداخل والخارج مع أبنائهم بانتظام. فهذا يُثري معلوماتهم الحياتية، ويساعدهم على توسيع آفاقهم وتنمية مهاراتهم في التعامل مع المواقف، ويقيهم من الاختطاف والاحتيال. كما أن التواصل المحترم والعادل يُساعد الأطفال على فهم والديهم والتواصل معهم بشكل أفضل.
المصدر: https://baoquocte.vn/giup-tre-nhan-dien-lua-dao-truc-tuyen-323643.html
تعليق (0)