مع تعداد سكاني يزيد عن 100 مليون نسمة، وإنفاق إجمالي على الأدوية يتجاوز 8 مليارات دولار أمريكي في عام 2023، يُعد سوق الأدوية الفيتنامي سوقًا جاذبًا للغاية، ويتمتع بمساحة واسعة للإنتاج والأنشطة التجارية. وقد صرّحت وزارة الصحة بأن عام 2024 يُعد عامًا حاسمًا لمراجعة وتعديل القوانين واللوائح المهمة، بما يُسهم في تشكيل عمليات صناعة الأدوية خلال العقد المقبل، ويساهم في تطوير نظام رعاية صحية مستدام، ويخلق بيئة مواتية لتشجيع الابتكار.

من بين الإجراءات المهمة التي تنفذها وزارة الصحة استكمال مشروع قانون تعديل وتكميل عدد من مواد قانون الصيدلة لعام ٢٠١٦، تمهيدًا لعرضه على مجلس الأمة للنظر فيه والموافقة عليه في دورة أكتوبر. يهدف تعديل قانون الصيدلة إلى إيجاد إطار قانوني لحل الاختناقات السابقة، وتجنب نقص الأدوية الوقائية والعلاجية. وقد طُرحت خمس نقاط جديدة: مأسسة جميع آليات السياسات الخاصة والمحددة المتعلقة بقطاع الأدوية خلال جائحة كوفيد-١٩؛ وتعزيز تطوير صناعة الأدوية؛ وتنويع نظام وطرق تداول وتوزيع الأدوية والمكونات الصيدلانية؛ وتبسيط الإجراءات الإدارية المتعلقة بالطلب وإجراءات منح شهادات تسجيل تداول الأدوية؛ وإضافة حلول لإدارة أسعار الأدوية بشكل صارم.
من بين النقاط الجديدة في مشروع القانون تغيير "استراتيجية" صناعة الأدوية. وبناءً عليه، ستتحول من إنتاج الأدوية الجنيسة إلى تطوير أنشطة البحث والتطوير التكنولوجي، وتصنيع أو نقل التكنولوجيا لإنتاج مواد صيدلانية، وأدوية جديدة، وأدوية أصلية ذات علامات تجارية، وأدوية نادرة، وأدوية عالية التقنية، ولقاحات، ومنتجات بيولوجية... لخدمة السوق المحلية وتصديرها إلى الأسواق المتقدمة.
بالتعاون مع برنامج تطوير صناعة الأدوية والمواد الطبية المنتجة محليًا حتى عام 2030، مع رؤية حتى عام 2045 والاستراتيجية الوطنية لتطوير صناعة الأدوية الفيتنامية حتى عام 2030 مع رؤية حتى عام 2045 التي أصدرها رئيس الوزراء، فإن ذلك سيخلق دفعة كبيرة لصناعة الأدوية الفيتنامية لتحقيق هدفها المحدد، وهو أن تصبح مركزًا لإنتاج الأدوية عالية القيمة في المنطقة.
الحل المهم لتحقيق هذا الهدف هو تعزيز جذب الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI) في صناعة الأدوية. حاليًا، لا يوجد في فيتنام سوى 159 شركة أجنبية تستثمر في صناعة الأدوية برأس مال استثماري إجمالي يبلغ حوالي 1.8 مليار دولار أمريكي، وهو رقم متواضع جدًا، أو بعبارة أخرى، ضئيل جدًا مقارنةً برأس المال المسجل البالغ حوالي 500 مليار دولار أمريكي بعد 35 عامًا من جذب الاستثمارات الأجنبية في فيتنام. ومع مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر التي تم تنفيذها، هناك أيضًا نقص في الشركات الرائدة التي تقود تطوير صناعة الأدوية العالمية.
أكثر من أي وقت مضى، تحتاج الوزارات والقطاعات إلى اتخاذ التدابير اللازمة لإزالة العقبات وإصلاح القانون لخلق بيئة استثمارية أجنبية أكثر جاذبية لصناعة الأدوية.
لذلك، وأكثر من أي وقت مضى، تحتاج الوزارات والقطاعات إلى اتخاذ إجراءات لإزالة العوائق وإصلاح القوانين لخلق بيئة استثمارية أجنبية أكثر جاذبية لصناعة الأدوية. ويمكن لفيتنام مواصلة جذب الاستثمارات من خلال توفير سياسات ضريبية تفضيلية وتبسيط إجراءات ترخيص الأدوية المنقولة بالتكنولوجيا. كما أن تقليص الإجراءات الإدارية من شأنه أن يجذب المزيد من الاستثمارات المتخصصة من الشركات متعددة الجنسيات، وسيعزز على المدى الطويل التطور القوي لصناعة الأدوية المحلية بالتوازي مع الحفاظ على سلسلة التوريد العالمية.
أكد ممثلو شركات الأدوية الأجنبية على ضرورة إقرار قانون الصيدلة الجديد لمعالجة العوائق التي واجهت تسجيل الأدوية وتجديد تداولها خلال السنوات الماضية. وفي الوقت نفسه، ينبغي إصدار تشريعات فرعية (مراسيم وتعميمات) فورًا لتجنب أي ثغرات قانونية في عملية التنفيذ. وفي ظل تزايد المنافسة من دول المنطقة، يتعين على فيتنام تكثيف جهودها بسرعة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر والابتكار.
هناك ثلاثة عوامل مهمة ينبغي على فيتنام التركيز عليها: تهيئة بيئة أكثر ملاءمة للشركات للعمل والاستثمار من خلال سياسات واضحة وقابلة للتنبؤ ومستدامة لتحفيز الشركات على إعطاء الأولوية لجلب أحدث العلاجات إلى فيتنام في أقرب وقت ممكن والاستعداد للاستثمار طويل الأجل هناك؛ وتطبيق سياسات تفضيلية لإعطاء الأولوية للابتكار والاختراع، مثل إنشاء مراكز البحث والتطوير، وتشجيع الاستثمار في المراحل المبكرة من عملية البحث وتطوير المنتجات، مثل الأبحاث السريرية، وتحسين الطاقة الإنتاجية. وأخيرًا، وضع حلول محددة لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتطوير صناعة الأدوية بفعالية.
مصدر
تعليق (0)