قد يؤدي مشروع إعادة التحريج إلى إعادة الحياة والمياه والتنوع البيولوجي إلى الغابات المطيرة في البرازيل.
جهود استعادة البيئة
تُعدّ البرازيل من أكثر دول العالم تنوعًا بيولوجيًا. ومع ذلك، سجّل نظام رصد الأقمار الصناعية التابع لبرنامج DETER التابع لوكالة الفضاء الوطنية البرازيلية إزالة 500 كيلومتر مربع من غابات الأمازون في البرازيل في يوليو. وهذا أدنى رقم في السنوات الخمس الماضية، ويقلّ بنسبة تزيد عن 66% مقارنةً بـ 1478 كيلومترًا مربعًا المسجلة في يوليو 2022. وقد أدّى تدمير غابات الأمازون المطيرة إلى انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، أكثر مما تستطيع الأرض امتصاصه، مما سيؤثر سلبًا على اتجاه الاحتباس الحراري.
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ووزيرة البيئة مارينا سيلفا تعهدا بمكافحة إزالة الغابات في الأمازون (الصورة: فاينانشال تايمز)
منذ تولي لولا دا سيلفا منصبه مطلع عام ٢٠٢٣، شنّت الحكومة البرازيلية حملةً صارمةً على مُستولي الأراضي وقطع الأشجار غير القانوني، وخصصت المزيد من الأراضي للسكان الأصليين، وأنشأت المزيد من المناطق المحمية. وستُخصص الحكومة البرازيلية ملياري ريال برازيلي (حوالي ٤١٠ ملايين دولار أمريكي) لتعزيز الأمن في منطقة الأمازون لمكافحة الجرائم البيئية وتهريب المخدرات والأسلحة.
تُوفر غابات الأمازون المطيرة في البرازيل، بمساحة تُقارب 400 مليون هكتار، أكبر فرصة لإعادة التشجير في العالم . أكثر من 54 مليون هكتار من مساحة الغابة عبارة عن أراضٍ عشبية، مناسبة لنمو الأشجار.
أحيت الحكومة صندوق الأمازون، وتواصل الضغط على قادة العالم للمساهمة في جهود إنقاذ الغابة. وقد تلقى الصندوق دعمًا كبيرًا من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا.
تُشرف شركة مومباك، وهي شركة ناشئة لإعادة التحريج، على مشروع لزراعة 3 ملايين شجرة على مساحة 7000 فدان في ولاية بارا البرازيلية. ويُعدّ هذا المشروع أحد أكبر مشاريع إعادة التحريج في منطقة الأمازون الأحيائية. وتجني مومباك أرباحها من بيع أرصدة الكربون من الغابات التي تُزرعها.
ستوسّع مومباك مشروع إعادة التحريج ليشمل 50 ألف هكتار بهدف إزالة مليون طن من الكربون من الغلاف الجوي سنويًا بحلول عام 2030. وصرح خوسيه شينكمان، أستاذ الاقتصاد بجامعة كولومبيا (الولايات المتحدة الأمريكية) وعضو مشروع أمازون 2030، وهو مبادرة برازيلية لتطوير غابات استوائية مستدامة، قائلاً: "يمكن لإعادة تشجير الغابات الاستوائية أن تُسهم إسهامًا هامًا في الجهود العالمية لخفض الانبعاثات. وفي الوقت نفسه، تُعدّ غابة الأمازون البرازيلية أكبر غابة استوائية على وجه الأرض".
ووفقاً لعلماء آخرين، فإن إعادة تشجير الغابات الاستوائية والمعتدلة قد تزيل ما يصل إلى 113 مليار طن من الكربون من الغلاف الجوي بحلول عام 2050. وصرح بيدرو برانكاليون، خبير الغابات في جامعة ساو باولو (البرازيل)، بأن إعادة التشجير وحمايته يمكن أن يحققا فوائد عديدة على الصعيد العالمي والإقليمي والمحلي. فعلى سبيل المثال، سيساعد ذلك في التخفيف من آثار تغير المناخ، وحماية التيارات الهوائية المائية المعروفة باسم "الأنهار الطائرة" التي تحمل المياه من نهر الأمازون عبر أمريكا اللاتينية، مما يدعم الإنتاج الزراعي والصناعي. وعلى الصعيد المحلي، تُسهم أنشطة إعادة التشجير والحماية في خلق فرص عمل وتوليد الدخل من أرصدة الكربون ومنتجات الغابات.
نموذج تمويل المناخ
يُعدّ نموذج تمويل المشاريع طويل الأجل (PFP) فعّالاً في الحفاظ على التنوع البيولوجي في سياق تغير المناخ في البرازيل. أُطلق مشروع PFP، المعروف باسم "برنامج محميات الأمازون للحياة" (ARPA for Life)، عام ٢٠١٤ لتمويل برنامج المناطق المحمية في الأمازون. يغطي البرنامج ٦٢ مليون هكتار من الأمازون، أي ما يعادل مساحة فرنسا. أُنشئ هذا البرنامج بالشراكة مع الصندوق العالمي للحياة البرية (WWF) ومنظمات أخرى، وهو أكبر مبادرة عالمية للحفاظ على الغابات الاستوائية.
تتم حماية غابات الأمازون المطيرة في البرازيل بشكل أكثر فعالية (الصورة: فاينانشال تايمز)
وفّر نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PFP) مبلغ 215 مليون دولار أمريكي لضمان الحماية طويلة الأمد للمناطق المحمية التي تغطيها وكالة مشاريع البحوث المتقدمة (ARPA). تُعدّ هذه الاتفاقية ركيزةً أساسيةً لأنشطة الحفاظ على البيئة على مستوى البلاد. وقد حققت وكالة مشاريع البحوث المتقدمة (ARPA) العديد من الإنجازات المهمة في السنوات الأخيرة، منها:
أنشأت وكالة مشاريع البحوث المتقدمة (ARPA) 57 مليون فدان من المناطق المحمية خلال سنواتها الثماني الأولى، وتواصل دعم تحسين إدارة ملايين أخرى. ويبلغ إجمالي مساحة المناطق المحمية التابعة للوكالة الآن 154 مليون فدان، أي ما يقارب ضعف مساحة كاليفورنيا، متجاوزةً الهدف الأصلي للبرنامج.
انخفاضات ملحوظة في إزالة الغابات وانبعاثات الكربون المرتبطة بها: بين عامي ٢٠٠٨ و٢٠٢٠، ساهمت المناطق المحمية التي تدعمها وكالة مشاريع البحوث المتقدمة (ARPA) في خفض إزالة الغابات بحوالي ٦٥٠ ألف فدان. ويمثل هذا انخفاضًا يُقدر بـ ١٠٤ ملايين طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل إجمالي انبعاثات قطاع الطيران المحلي الأمريكي في عام ٢٠٢٠، أو ما يقارب ١٧٪ من انبعاثات الطيران المحلي العالمية.
الحفاظ على التنوع البيولوجي في الأمازون: تُعتبر المناطق المحمية عالميًا من أكثر الاستراتيجيات فعالية للحفاظ على التنوع البيولوجي. ومن خلال الحد من التهديدات، مثل إزالة الغابات، في ملايين الأفدنة من الغابات، استطاعت وكالة مشاريع البحوث المتقدمة (ARPA) حماية التنوع البيولوجي القيّم في الأمازون.
خوي نجوين
تعليق (0)