في أقل من ساعات، سيُضاء ملعب ماي دينه الوطني (هانوي) باللون الأحمر احتفالاً بالحفل الوطني "الوطن في القلب". هذا الحدث الثقافي والسياسي يحتفل بالذكرى الثمانين لثورة أغسطس واليوم الوطني في الثاني من سبتمبر، بتنظيم صحيفة نهان دان ولجنة هانوي الشعبية.
ومن المتوقع أن يستقبل البرنامج نحو 50 ألف مشاهد مباشر وملايين المشاهدين عبر التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي، وهو ما يعد بخلق مساحة اتصال عاطفي خاصة بالوطنية.
منذ ساعات ما بعد الظهر، كانت المنطقة المحيطة بمي دينه أكثر ازدحامًا من المعتاد. على الطرق المؤدية إلى الملعب، وقفت مجموعات من الشباب يرتدون أعلامًا حمراء عليها نجوم صفراء، متجمعين في أماكن مبهجة بجوار لوحات إعلانية تُروّج للبرنامج.
ضحكاتٌ وثرثرةٌ ووميضٌ مستمرٌّ للكاميرات والهواتف. أثناء انتظارهم لتسجيل الدخول، انتهز العديد من الشباب الفرصة لالتقاط لحظاتٍ لا تُنسى قبل الانغماس في الأجواء الموسيقية الرائعة الليلة.

في كل مرة أُغني فيها النشيد الوطني، ينبض قلبي بسرعة أكبر، وأشعر بفخر أكبر من أي وقت مضى. الحفل فرصة لي للغناء مع الجميع، هكذا قالت نغوين ثي هونغ ثوان (24 عامًا، هانوي ). كان الحماس واضحًا على وجه ثوان، وكذلك على وجه آلاف الشباب الآخرين، خاصةً وأنها كانت المرة الأولى التي أحضر فيها برنامجًا يجمع بين الفن السياسي والموسيقى الحديثة بهذا الحجم.
لم يقتصر الحضور على الشباب فحسب، بل حضرت العديد من العائلات باكرًا. قالت السيدة ترينه ثي فينه (51 عامًا، هانوي)، التي يشارك قريبها في العرض العسكري بموسكو (روسيا): "أريد من خلال هذا البرنامج أن ألهم ابنتي روح الثورة والوطنية، وخاصةً اليوم حضرتُ لمشاهدة ابن أخي، الجندي هوينه تاي باو، وهو يؤدي عرضه". قصة السيدة فينه تُمثل لفتة دافئة وسط حشود الجماهير المتوافدة إلى الملعب، حيث تحمل كل تذكرة وكل خطوة فخرًا عائليًا ووطنيًا.

وفقًا للجنة المنظمة، سيكون المسرح المصمم على شكل حرف V، بارتفاع 26 مترًا، محور الأمسية الموسيقية. ينقسم تصميمه إلى أربع مناطق تحمل رسائل واضحة: الاستقلال، والحرية، والسعادة، والعلم الأحمر ذو النجمة الصفراء. هذه المحاور الأربعة ليست مجرد عبارات مألوفة راسخة في وجدان كل فيتنامي، بل تُوجّه أيضًا التجربة العاطفية للجمهور: من الفخر التاريخي، إلى التطلعات الحالية، إلى الإيمان بالمستقبل.
كان الحدث الأبرز المرتقب هو اللحظة التي غنى فيها 50 ألف متفرج النشيد الوطني بصوت واحد، في جوقة موسيقية مميزة لا تُخلق إلا بتناغم آلاف القلوب النابضة معًا. إلى جانب ذلك، قدّم 68 جنديًا من مدرسة ضباط الجيش الأول عرضًا موسيقيًا تكريمًا للقوات التي حافظت ولا تزال تحافظ على السلام في البلاد.
على المسرح الحديث، سيظهر كبار الفنانين واحدًا تلو الآخر، مقدمين لمسات موسيقية متنوعة، من التراث العريق إلى الطاقة الشبابية أو أنماط الراب المميزة. هذا المزيج يُسهم في الحفاظ على روح التعليق السياسي ومواكبة أحدث صيحات الموسيقى المعاصرة.

"الوطن ليس ببعيد - الوطن في قلوب الجميع" ليس شعار الحفل فحسب، بل هو أيضًا الخيط العاطفي الذي يلفّ الحفل. من الصور التي التقطها الجمهور قبل العرض، إلى قصة أمٍّ أرادت "أن تمرّ من النار" أو الفخر الذي تجلى في كلمات فتاة صغيرة عند ذكر النشيد الوطني، تجتمع كل هذه العناصر لتُشكّل صورةً مشتركة: الوطن موجود في أشياء بسيطة لكنها مقدسة.
عندما تُضاء أضواء المسرح، سيكون الوقت أيضًا الذي تتجه فيه آلاف القلوب إلى ألحانٍ تناقلتها الأجيال. هناك، لا تُكتب الذكريات التاريخية على صفحات الكتب، بل تتحول إلى أصوات وصور وتصفيق. هناك، تُستكمل أحلام اليوم وتطلعاته بروح التضامن والفخر والمسؤولية تجاه الغد.

وسوف يختتم الرحلة بعرض للألعاب النارية لمدة 8 دقائق كتهنئة للوطن بمناسبة المهرجان الكبير، وفي الوقت نفسه سيكون بمثابة تسليط الضوء البصري على ليلة مليئة بالعواطف.
في غضون ساعات قليلة، عندما تبدأ الموسيقى، لن يكون "الوطن في القلب" اسم الحفل فقط، بل سيكون تجربة جماعية حيث يدرك كل شخص أن الكلمتين "الوطن" قريبتان جدًا: في القميص الأحمر مع النجمة الصفراء، في الأغنية الشائعة، في عيون الجيل السابق الفخورة، في الخطوات الواثقة لشباب اليوم.
المصدر: https://www.vietnamplus.vn/khong-khi-hao-hung-sac-do-ngap-tran-truoc-them-concert-to-quoc-trong-tim-post1054840.vnp
تعليق (0)