أُدرجت قلعة سلالة هو (تاي دو) في مقاطعة فينه لوك - ثانه هوا، مؤخرًا، ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي . مرّت سبعمائة عام، وشهدت تقلبات عديدة، والآن، عند سفح القلعة، ننظر إلى جدارها الحجري الصلب ذي الألواح الحجرية الضخمة التي تزن أطنانًا، ونفكر في أشياء كثيرة. نفكر في القلعة الحجرية وقلوب الناس. القلعة الحجرية ثمينة، لكنها لا تُقارن بالقلعة في قلوب الناس. سلالة هو، كما قال نغوين تراي: "مئة ألف إنسان مئة ألف قلب". الوحدة الوطنية العظيمة، التي تجمع قلوب الناس، لا تُقهر، فما فائدة قلعة عالية وخنادق عميقة! رأى هو نغوين ترونغ، رئيس الوزراء اليساري لسلالة هو، ذلك، فقال للملك: "أنا لا أخشى القتال، أنا فقط أخشى ألا تلحق بي قلوب الناس". هذا صحيح بالفعل. وبعد مرور أكثر من عشر سنوات، اندلعت ثورة لام سون، و"تجمع المزارعون والأقنان من كل الاتجاهات"، مما أدى إلى خلق قوة قادرة على تحريك الجبال وملء البحار.
من بنى قلعة سلالة هو؟ إنه هو نجوين ترونغ، صاحب المقولة الشهيرة أعلاه.
كان الابن الأكبر لهو كوي لي (1336-1407)، ولا تزال سنة ميلاده ووفاته مجهولة. تولى شقيقه الأصغر هو هان ثونغ العرش، وأصبح هو رئيس الوزراء اليساري. كان عالمًا ذا موهبة علمية وتقنية واسعة. عندما هاجم غزاة مينغ، أُسر والده وشقيقه الأصغر وابن أخيه وجده، ونُقلوا إلى ين كينه (بكين حاليًا). حُكم على هو كوي لي وهو هان ثونغ بالإعدام بتهمة "الخيانة"، بينما عُفي عن جده وابن أخيه لـ"موهبتهما". ثم أُجبرا على تولي منصبيهما الرسميين لإبراز مواهبهما، فخدما بلاط مينغ، ورُقّيا إلى منصب "أ خانه" (نائب وزير - وهو ما يُشبه نائب الوزير). تُشير الكتب إلى موهبته في صنع أسلحة سحرية، قادرة على إحداث أضرار جسيمة.
يا ليته كان وفيًا لدرجة أنه مات! لكن ذلك كان منذ زمن بعيد، واليوم ننظر إليه بتسامح. خصوصًا أنه أكمل كتاب "نام أونغ مونغ لوك" (تسجيل حلم شيخ الجنوب) حوالي عام ١٤٣٨. يتألف الكتاب من ٣١ فصلًا، بقي منها ٢٨ فصلًا، وقد أُعيد طبعه في الصين.
تلك ملاحظات مثل اليوميات، مذكرات حول بعض القصص والتاريخ والثقافة... من فيتنام، التي ينتمي إليها: "نام أونج"، ولكن الآن، عندما نفكر في الأمر، فهو مجرد حالم.
تم الاعتراف بقلعة سلالة هو باعتبارها أحد مواقع التراث الثقافي العالمي.
شرح كلمة "حلم" في مقدمة الكتاب، قائلاً: اسم الكتاب "حلم"، ما معناه؟ أجبتُ: "شخصيات الكتاب كانت غنيةً جدًا في الماضي، ولكن بسبب تغير الحياة، لم يبقَ منها سوى القليل، لذا عرفتُ القصة وحدي ورويتها، ما هو الحلم؟ هل يفهمه السادة العظماء؟". أما كلمتا "نام أونغ" فهما اسمي (العنوان - ١٤٣٨).
ولذلك فإن رواية نام أونج مونج لوك تتمتع بقيمة تاريخية وأدبية كبيرة.
* * *
قصة تران نغي تونغ (1322-1395) هي ذكرى لملك حكيم من سلالة تران، "شخص مخلص وصادق، خدم الملك والأب باهتمام. لم يكن قريبًا جدًا ولا بعيدًا جدًا في تعاملاته مع الناس، وفي شؤون الدولة، لم يكن لديه الكثير لينتقده ولا الكثير ليمدحه. عندما توفي مينه فونغ (تران مينه تونغ - الملك الأب)، حزن لمدة ثلاث سنوات دون أن تذرف عيناه دمعة واحدة. خلال فترة الحداد، لم يشترِ ملابس حريرية ملونة؛ لم يكن بحاجة إلى تناول طعام لذيذ". بعد صعوده إلى العرش، "حوّل الفوضى إلى نظام، واتبع النظام القديم، وكافأ وعاقب بوضوح، ووظف أشخاصًا فاضلين ...". اختتم هو نجوين ترونغ القصة بتعجب: "هل يوجد مثل هذا الشخص الصالح بين ملوك هذه الأرض؟". السجلات عن تران نهان تونغ، وعن تشو آن "نغانه تروك" (مجتهد، مستقيم)... كلها قيّمة ومثيرة للاهتمام. لكن ربما تكون القصة الأكثر إثارة للاهتمام هي قصة "ي ثين دونغ تام" (طبيب طيب القلب).
كان جدي لأمي فام كونغ، واسمه بان، سليل عائلة طبية. عيّنه تران آنه تونغ طبيبًا ملكيًا. كان ينفق كل ماله غالبًا على شراء الأدوية الجيدة والأرز. كان يسمح لأي يتيم أو بائس أو مريض بالبقاء في منزله لتوفير الطعام والدواء، وحتى لو كانوا ملطخين بالدماء، لم يكن يشعر بالاشمئزاز. فجأة، ولعدة سنوات، انتشرت المجاعة والأوبئة، فبنى منازل للفقراء ليعيشوا فيها. وبفضل ذلك، وصل عدد الجياع والمرضى الذين تم إنقاذهم إلى أكثر من ألف. كان اسمه محترمًا في ذلك الوقت. في أحد الأيام، طرق أحدهم بابه ودعاه على عجل قائلًا: "هناك زوجة في المنزل بدأت تنزف بغزارة فجأة، وجهها شاحب". بعد سماع ذلك، غادر على عجل. بمجرد أن غادر الباب، التقى بشخص أرسله الملك، الذي قال: "هناك سيدة نبيلة في القصر تعاني من الملاريا. لقد استدعاك الملك لرؤيتها." أجاب: "هذا المرض ليس عاجلاً. الآن يوجد شخص ما حياته مسألة وقت فقط. دعني أنقذه أولاً، وسأدخل القصر قريبًا." قال الرسول بغضب: "كرعية، كيف يمكنني أن أفعل ذلك؟ تريد إنقاذ حياة هذا الشخص ولكن ليس حياتك؟" أجاب الرجل العجوز: "أنا مذنب حقًا، لكنني لا أعرف ماذا أفعل! إذا لم أنقذه، سيموت في لحظة، وماذا يمكنني أن آمل؟" تعتمد حياة هذا الخادم المتواضع على جلالتك، إذا لم أموت، فسأقبل جميع الخطايا الأخرى." ثم ذهب لعلاج الرجل الآخر، وبالفعل نجا الرجل. بعد ذلك مباشرة، ذهب لرؤية الملك. وبخه الملك، فخلع قبعته ليعتذر ويُعبّر عن مشاعره الحقيقية. فرح الملك وقال: "أنت طبيبٌ بارعٌ حقًا، ليس فقط ماهرًا في مهنتك، بل أيضًا طيب القلب لإنقاذ الناس، جديرٌ بتوقعاتي". لاحقًا، أصبح اثنان أو ثلاثة من أحفاده أطباءً بارعين، وشغلوا مناصبَ إدارية من الدرجة الرابعة والخامسة، وأشاد به الجميع لأنه لم يُفقد مسيرته المهنية مع عائلته.
إن الأخلاقيات الطبية للسيد فام، الذي ورثها لاحقًا تو تينه، ولان أونج، جعلت أكثر تألقًا، وفي عصرنا فام نغوك ثاتش، وتون ذات تونغ... كل هذه الأمثلة تجعلنا نفكر في الأخلاقيات الطبية اليوم ونتمنى أن نكون جديرين بأسلافنا.
- ترجمة: نجوين دوك فان وتوان نغي. لي تران، الشعر والأدب، المجلد 3. دار نشر العلوم الاجتماعية، 1978.
ماي كوك لين
تعليق (0)