لقد تعافى الاقتصاد بشكل إيجابي، متجاوزًا سيناريو النمو، ولكن لا يمكننا أن نكون ذاتيين.
وعلى الرغم من أن الاقتصاد لا يزال يتعافى بشكل إيجابي، حيث من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني من عام 2024 بنسبة 6.93%، وفي الأشهر الستة الأولى بنسبة 6.42%، وهو ما يتجاوز التوقعات وحتى سيناريو النمو الاقتصادي المقترح، فإن الصعوبات التي تنتظرنا لا تزال كبيرة للغاية.
ويتطلب ذلك مواصلة العمل الجاد لتنفيذ الحلول المقترحة لمواجهة التحديات والوصول بالاقتصاد إلى معدل النمو المستهدف وهو 6.5% هذا العام.
تشير العديد من مؤشرات الاقتصاد الكلي إلى أن الاقتصاد يتعرض لضغوط كبيرة، سواءً من حيث النمو أو التضخم، ولعلّ التضخم هو أبرزها. في المتوسط، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك (CPI) بنسبة 4.08% خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، متجاوزًا الحد الأدنى للهدف السنوي البالغ 4-4.5%. والأهم من ذلك، أن مؤشر أسعار المستهلك يشهد اتجاهًا تصاعديًا شهريًا.
المشكلة هي أن التضخم قد يستمر في الارتفاع بسبب التقلبات في العرض، وتقلبات الأسعار في السوق العالمية، والطلب على الكهرباء والخدمات مثل النقل والسياحة خلال موسم الذروة في الصيف، والأجور التي سترتفع اعتباراً من الأول من يوليو، والتعديل المتوقع لبعض السلع التي تتحكم الدولة في أسعارها، مثل أسعار الكهرباء، والخدمات الصحية، والتعليم ، وغيرها.
يُظهر هذا أن الضغط على الإدارة لتحقيق استقرار الاقتصاد الكلي في الأشهر المقبلة كبير جدًا. لذا، لا بد من إيلاء اهتمام خاص ومراقبة دقيقة لإيجاد حلول لإدارة الأسعار بدقة وحذر وبشكل مناسب وسريع.
وتظل الضغوط لتحقيق أهداف النمو هي نفسها، على الرغم من أن العديد من التوقعات والتوقعات تشير إلى أن الاقتصاد سيواصل اتجاهه الإيجابي نحو التعافي، مع ارتفاع نمو الناتج المحلي الإجمالي في النصف الثاني من العام.
ويمكن الاستشهاد بالعديد من الأرقام، ويعد الإنتاج الصناعي أحدها.
على الرغم من أن القيمة المضافة للقطاع الصناعي بأكمله في الأشهر الستة الأولى من عام 2024 ارتفعت بنسبة 7.54٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وعلى الرغم من أن صناعة المعالجة والتصنيع استمرت في تأكيد مكانتها كمحرك للنمو في الاقتصاد بأكمله، إلا أنه في حين شهدت 56 منطقة زيادة في مؤشر الإنتاج الصناعي، إلا أن 7 مناطق لا تزال تعاني من انخفاض.
حتى الاستهلاك المحلي لم يلبِّ التوقعات. والدليل على ذلك أن إجمالي مبيعات التجزئة للسلع وإيرادات خدمات المستهلك (بعد استبعاد عوامل السعر) ارتفع بنسبة 5.7% فقط خلال ستة أشهر، وهو أقل بكثير من المتوقع.
ورغم النمو الإيجابي لتجارة السلع، إلا أنه من غير المرجح أن تزول الصعوبات قريبًا، وزخم انتعاش تجارة السلع ليس قويًا. والسبب هو أن الاقتصاد العالمي لا يزال يواجه صعوبات، على الرغم من أن اقتصادات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وحتى أوروبا والصين، تُظهر جميعها علامات تحسن؛ إلا أن العديد من عوامل عدم اليقين لا تزال قائمة، لا سيما في ظل استمرار التقلبات الجيوسياسية العالمية المتوترة.
في غضون ذلك، يميل إنفاق الاستثمار العام محليًا إلى الركود، دون زيادة حادة، على الرغم من أن إجمالي موارد الاستثمار العام هذا العام أقل من العام الماضي. وعلى وجه الخصوص، لا تزال بعض الوزارات والقطاعات لا تنفق سوى صفر%، أو حتى لم تخصص رأس مال مخطط له.
في هذا السياق، يصعب توقع نمو إيجابي في قطاع الأعمال. فخلال الأشهر الستة الماضية، على الرغم من عودة 119,600 شركة جديدة إلى العمل، بزيادة قدرها 5.3% عن الفترة نفسها، غادرت 110,300 شركة السوق، بزيادة قدرها 18.4%. كما اتجه متوسط رأس المال المسجل للشركات حديثة التأسيس إلى الانخفاض.
من الواضح أن التحديات والصعوبات التي تنتظرنا ليست بالهينة. لا يسعنا إلا أن نكون راضين تمامًا عن معدل النمو البالغ 6.93% في الربع الثاني أو 6.42% في الأشهر الستة الأولى. علاوة على ذلك، فإن ما يقلق وزير التخطيط والاستثمار، نجوين تشي دونغ، هو كيفية تعافي الاقتصاد ونموه بوتيرة أسرع لمواكبة النمو العالمي والإقليمي.
ربما، مع الأرقام الإيجابية للأشهر الستة الأولى، لا داعي للقلق كثيرًا بشأن تحقيق هدف النمو الاقتصادي لهذا العام. ومع ذلك، يتطلب الوضع الراهن تطبيقًا جذريًا وفعالًا لحلول جذرية وفعالة لتذليل صعوبات الإنتاج والأعمال، وفتح تدفقات الائتمان، وتسريع صرف الاستثمارات العامة، وغيرها من أجل تعزيز النمو الاقتصادي. إلى جانب ذلك، من الضروري تعزيز جذب الاستثمارات وتنفيذ المشاريع في القطاعات الصناعية الناشئة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أيضًا التركيز على تحقيق هدف السيطرة على التضخم.
النصف الأول من العام كان إيجابيا، والنصف الثاني يحتاج إلى المزيد من الجهد حتى يتمكن الاقتصاد من التسارع والوصول إلى خط النهاية.
[إعلان 2]
المصدر: https://baodautu.vn/kinh-te-phuc-hoi-tich-cuc-vuot-kich-ban-tang-truong-nhung-khong-the-chu-quan-d218909.html
تعليق (0)