في السنوات الأخيرة، ازدادت غنى وتنوع البرامج الصيفية اللامنهجية للأطفال، مما يُظهر اهتمامًا بالغًا من المجتمع بأهمية الترفيه والتنمية الشاملة للأطفال. فإلى جانب الأنواع المألوفة، مثل المخيمات الصيفية، والأندية الرياضية ، ودورات تنمية المهارات الحياتية، ودورات تنمية المواهب... مؤخرًا، استقطبت الأنشطة الصيفية اللامنهجية في المعابد (المعروفة أيضًا باسم الخلوات الصيفية) اهتمام العديد من أولياء الأمور.
بحسب الخبراء، تُساعد المشاركة الفعّالة للأطفال في الأنشطة اللامنهجية على تحسين صحتهم، وتنمية قوتهم البدنية، وزيادة قدرتهم على التكيف، وفي الوقت نفسه تُساعد على تخفيف ضغوط الدراسة. تُساعد التجارب المُكتسبة من الأنشطة اللامنهجية الأطفال على اكتشاف ذواتهم، والتطور الشامل، وإظهار قدراتهم ونقاط قوتهم الشخصية، مما يزيد من ثقتهم بأنفسهم وتحفيزهم للاستعداد للعام الدراسي الجديد. من ناحية أخرى، تُشجع الأنشطة اللامنهجية الأطفال على تقوية روابطهم مع أصدقائهم، وبناء روح الفريق، وتنمية المهارات الحياتية الضرورية، وتوسيع مداركهم الاجتماعية، وتجنب الانشغال بألعاب غير مفيدة وغير صحية.
في الواقع، بعد صيفٍ حافلٍ بالأنشطة اللامنهجية المتنوعة والمفيدة، شهد العديد من الأطفال تغيرات إيجابية في وعيهم وسلوكهم، حيث أصبحوا قادرين على تقدير فضل آبائهم ومعلميهم، والعيش باستقلالية، وتحمل مسؤولية أنفسهم وأسرهم. ولتحقيق هذه النتيجة، يجب على الآباء اختيار أنواع الأنشطة الصيفية المناسبة لأطفالهم. وهذا مطلب بالغ الأهمية، إذ أدى الطلب المتزايد على البرامج الصيفية اللامنهجية للأطفال إلى نمو سريع في سوق هذا المجال، وصعوبة التحكم في جودته، وصعوبة التمييز بين الذهب والنحاس، مما دفع العديد من الآباء إلى خسارة المال والمعاناة.
بالنظر إلى الواقع، نجد أن مشاركة الأطفال في الأنشطة الصيفية اللامنهجية اليوم تنبع في الغالب من رغبات آبائهم، وليس من احتياجاتهم أو اهتماماتهم أو حماسهم. وبسبب إجبار آبائهم لهم على المشاركة في المخيمات الصيفية والنوادي الصيفية، لا يزال العديد من الأطفال يعانون من انزعاج نفسي، بل ويميلون إلى عدم التعاون والتمرد. وتحديدًا، عند المشاركة في الدورات، يختلق الأطفال دائمًا أعذارًا لإثارة المشاكل مع أصدقائهم ومعلميهم، ولا يلتزمون باللوائح، ويصبحون صعبي المراس. لذلك، فإن المشاركة في الأنشطة الصيفية اللامنهجية لا تُحقق نتائج جيدة فحسب، بل تُزعج الآباء أيضًا، وتُسبب لهم كبتًا نفسيًا. يعاني بعض الأطفال من مشاكل نفسية بعد مشاركتهم في المخيمات الصيفية، ويحتاجون إلى علاج طويل الأمد للتعافي.
علاوة على ذلك، لا يزال تنظيم الأنشطة الصيفية اللامنهجية في بعض الأماكن يعاني من العديد من النواقص، بدءًا من المناهج الدراسية، ومحتوى الأنشطة، إلى المرافق غير الكافية.
في الآونة الأخيرة، حظيت الخلوات الصيفية باهتمام كبير. وهي من الأنشطة التي تُنظمها المعابد بنشاط وفقًا لقدراتها وظروفها. تهدف هذه الخلوات إلى إتاحة فرص للمشاركين للتعرف على التعاليم والأخلاق، وتنمية أرواحهم، وتدريب عقولهم، وتجربة نمط الحياة الرهبانية، دون الاعتماد على الأجهزة التكنولوجية.
مع ذلك، ورغم كونها نشاطًا لامنهجيًا في المعبد، فإن الأطفال المشاركين فيها لا يكتفون بالجلوس والاستماع إلى المحاضرات وتعلم المبادئ، بل يحتاجون أيضًا إلى بيئة عملية تُمكّنهم من ممارسة مهارات الحياة، والاستمتاع بترفيه صحي، بالإضافة إلى ظروف تضمن سلامة حياتهم وصحتهم. تتطلب رعاية وتعليم وإدارة وتوجيه مئات الأطفال في آنٍ واحد تنظيمًا احترافيًا للغاية في المعبد، ولكن ليس كل الأماكن قادرة على تطبيق ذلك.
إن المحتوى الذي يتم تدريسه في الخلوات هو أمر يثير قلق العديد من الآباء.
وفي بعض المرافق، يكون السكن ضيقا، والنظافة غير مضمونة، وهناك نقص في الموارد البشرية لإدارة الأنشطة ورعاية الأطفال والإشراف عليهم، مما يجعل الأنشطة في بعض المراكز غير منتظمة وغير منهجية وغير فعالة، مما يتسبب في عواقب وخيمة.
بالإضافة إلى ذلك، يُثير محتوى الدروس في الخلوات قلق العديد من الآباء. فبعد بعض المحاضرات في برنامج الخلوة الذي نُشر عبر الإنترنت، يشعر حتى الكبار بالإرهاق من المحتوى "التقني" نوعًا ما للدروس. تجدر الإشارة إلى أن جمهور هذه الدروس هم الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و15 عامًا، وهي مرحلة تتميز بالبراءة والسذاجة وفرط النشاط ونقص الوعي. لذلك، لا داعي للقلق، لأنه إذا لم يكن محتوى المحاضرة مناسبًا لنفسية هذه الفئة العمرية، فمن المرجح جدًا أن يُصعّب ذلك على الأطفال التركيز، مما يُقلل من فعالية الدراسة والاستماع للدروس.
ناهيك عن ذلك، وفقًا للأستاذ المشارك الدكتور تران ثانه نام (جامعة التربية ، جامعة هانوي الوطنية)، فإن انتشار المعسكرات الصيفية في شكل رحلات وتعلم أنماط الحياة ومهارات البقاء دون رقابة صارمة على الجودة والمعايير من المرجح جدًا أن لا يساهم في تثقيف صفات الطلاب وشخصياتهم فحسب، بل يسبب أيضًا الضرر وانعدام الأمن لهم جسديًا وعقليًا.
حلل قائلاً: "نحن لا ندرك الفرق بين أنشطة اللعب العادية والأنشطة التعليمية التي تُنمّي المهارات والصفات من خلال أنشطة اللعب. إرسال الأطفال إلى منطقة تجارب واللعب بحرية لن يُساعدهم على اكتساب المهارات. مطالبة الأطفال بالاستيقاظ مبكرًا، وطي بطانياتهم، وجمع القمامة خلال بضعة أيام من التجربة لا تُساعدهم على اكتساب صفات الانضباط الذاتي، بل على السلوك العفوي الناتج عن الإجبار فقط".
يُظهر هذا الواقع ضرورة تشجيع الأطفال على المشاركة في الأنشطة الصيفية اللامنهجية، ولكن من الضروري اختيار النوع المناسب لكل طفل، وعدم التقيد بالموضة أو الزحام، لأن عواقب ذلك على الأطفال غير متوقعة. لذلك، قبل اختيار نوع النشاط المناسب لأطفالهم، على الآباء الانتباه جيدًا، والبحث في البرنامج بعناية، والتشاور مع المشاركين، بل وحتى زيارة المكان مباشرةً لتقييمه، ومناقشته معهم، وبناءً على ذلك، اتخاذ قرار بشأن السماح لأطفالهم بالمشاركة.
من المهم أيضًا التأكيد على أن مختلف أنواع الأنشطة، من نوادي ومخيمات صيفية ورحلات، لا تُقدم للأطفال سوى تجارب قصيرة الأمد، وليست حلاً سحريًا يُحوّلهم فورًا إلى قدوة يُحتذى بها كما يتوقع الآباء. إذا أردنا أن ننمي لدى الأطفال مهارات وعادات العيش بترتيب وانضباط واستقلالية، فيجب على الآباء والمعلمين دعمهم وتوجيههم ومرافقتهم بانتظام. إلى جانب الدور المهم للأسرة والمدرسة، يحتاج الأطفال أيضًا إلى اهتمام ودعم المجتمع بأكمله في بناء بيئة آمنة وصحية، تُتيح لهم فرصة اللعب والترفيه، مما يُسهم في نموهم العقلي والجسدي الشامل.
في ظلّ ازدهار الأنشطة الصيفية اللامنهجية في جميع أنحاء البلاد بأشكالها المختلفة، يُعتقَد أن السلطات والحكومة بحاجة إلى آلية رقابة مناسبة. فالأنشطة الصيفية، سواءً أكانت تُنظّمها منظمة أو فرد أو معبد، وبحكم طبيعتها التعليمية التي تجذب عددًا كبيرًا من الأطفال، تحتاج إلى إدارة صارمة لضمان الجودة والفعالية وسلامة الأطفال، وحماية حقوقهم. وبشكلٍ خاص، ينبغي على السلطات السماح بتنظيم الأنشطة اللامنهجية للوحدات المؤهلة فقط، وتجنب التطوير التلقائي، مع عدم وجود طاقة استيعابية كافية.
في الوقت نفسه، يجب أن يكون هناك تفتيش ورقابة منتظمة من قبل الجهات المختصة على المناهج الدراسية والأنشطة التجريبية، بالإضافة إلى الصحة البيئية وسلامة الأغذية وخطط الأمن والنظام والوقاية من الحرائق، وما إلى ذلك. سيساعد تعزيز الإدارة والرقابة من قبل الجهات المختصة على منع الجوانب السلبية في تنفيذ الأنشطة الصيفية اللامنهجية، وكذلك منع مشكلة الاحتيال عبر الإنترنت الذي ينتحل صفة المخيمات الصيفية والخلوات ودورات المهارات الحياتية التي تظهر عليها علامات تفشي المرض. سيصبح الصيف الهادف ذكرى جميلة لا تُنسى في أمتعة العديد من الأطفال عند بلوغهم سن الرشد. لذلك، يجب على الآباء من الآن فصاعدًا العمل مع أطفالهم لخلق أيام سعيدة ومجزية، وملعب عملي في الصيف من خلال خياراتهم الرصينة والحكيمة.
[إعلان 2]
المصدر: https://nhandan.vn/lua-chon-hoat-dong-ngoai-khoa-mua-he-phu-hop-voi-tre-em-post815425.html
تعليق (0)