لماذا لم يتم انتشال حطام تيتانيك؟

[إعلان 1]

كان من الصعب جدًا إنقاذ تيتانيك لأن حطامها كان يتحلل، وتطلب ذلك تكاليف باهظة، وكان يُعتبر مقبرة.

لماذا لم يتم انتشال حطام تيتانيك؟ — لقطات من حطام سفينة تيتانيك عام ٢٠٢٢. فيديو : *OceanGate*

1. حطام تيتانيك هو مقبرة

لقي حوالي 1500 شخص حتفهم في غرق تيتانيك. بعد غرق السفينة، انتشلت قوارب النجاة أكثر من 300 جثة. ومن المرجح أن التيارات جرفت من كانوا يرتدون سترات النجاة، بينما غرق كثيرون آخرون مع السفينة. وقد اتفقت الحكومتان الأمريكية والبريطانية على اعتبار الحطام نصبًا تذكاريًا، وبالتالي سيتم الحفاظ على المنطقة بدلًا من انتشالها، وفقًا لمونيكا ألين، مديرة الشؤون العامة في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA).

في عام ٢٠٢٠، خططت شركة آر إم إس تيتانيك، الشركة التي مُنحت حق انتشال سفينة تيتانيك، لجمع جهاز الإرسال اللاسلكي المُستخدم لإرسال إشارات الاستغاثة. أثارت هذه الخطة جدلاً حول احتمال أن تُزعج البعثة رفات الضحايا. يجادل البعض بأن الحياة البحرية ومياه البحر قد تحللت الجثث بالكامل. بالنسبة للكثيرين، يُمثل الحطام مأساة، بغض النظر عن العثور على رفات. لا يزال أحفاد الركاب الذين لقوا حتفهم ينظرون إلى تيتانيك كمقبرة.

2. حطام تيتانيك يتحلل

بُنيت سفينة تيتانيك من آلاف الصفائح الفولاذية بسُمك بوصة واحدة، مع مليوني مسمار من الفولاذ والحديد المطاوع. وتعمل بكتيريا "هالوموناس تيتانيكاي" ، التي سُميت تيمنًا باسم السفينة، تكافليًا لتتغذى على الحديد والكبريت، وفقًا لعالمة الأحياء لوري جونستون. وبينما تهضم البكتيريا الحديد على متن السفينة، تُكوّن رواسب صدئية، وهي هياكل تشبه الهوابط تُغطي حطام السفينة.

تقول كلير فيتزسيمونز، الباحثة في جامعة نيوكاسل، إن الهوابط المعدنية "أضعف بكثير"، فهي هشة بما يكفي لتتحول إلى غبار. كما ساهمت تيارات المحيطات والتآكل الملحي في تفاقم الضرر بمرور الوقت. يمكن رؤية مدى تدهور سفينة تيتانيك من خلال مقارنة صور مقصورة الكابتن إدوارد سميث المأخوذة بين عامي 1996 و2019. ووفقًا للمؤرخ باركس ستيفنسون، كان حوض استحمام القبطان صورة مفضلة لدى عشاق تيتانيك، لكنه اختفى الآن. انهار الطابق بأكمله على ذلك الجانب، آخذًا معه غرف النوم، ولا يزال التدهور مستمرًا.

3. التكلفة الباهظة لإنقاذ حطام تيتانيك

في عام ١٩١٤، اقترح المهندس تشارلز سميث ربط كابلات كهرومغناطيسية بهيكل السفينة ورفعه تدريجيًا باستخدام محركات بخارية ورافعات. وقدّر التكلفة آنذاك بـ ١.٥ مليون دولار، أي ما يعادل حوالي ٤٥ مليون دولار اليوم. بلغت تكلفة رفع سفينة الرحلات البحرية الغارقة كوستا كونكورديا عام ٢٠١٣ ٨٠٠ مليون دولار. كانت تلك السفينة مغمورة جزئيًا فقط، لذا فإن رفع تيتانيك سيكون أكثر تعقيدًا وتكلفة.

على الرغم من أن الحطام نصب تذكاري، فقد تم انتشال بعض قطع السفينة. تقتصر أعمال الإنقاذ على منطقة الحطام المحيطة بهيكلي السفينة، ويجب اتباع إرشادات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) والاتفاقيات الدولية واللوائح الفيدرالية. يُشكل تعريض تيتانيك للهواء مشكلة. فقد استغرق الأمر غطستين في عامي ١٩٩٦ و١٩٩٨ لسحب قطعة كبيرة من تيتانيك إلى السطح. ولا تزال القطعة، التي يبلغ وزنها ١٥ طنًا وأبعادها ١٤ × ٣٠ قدمًا، تحتفظ بمسامير وزجاج من بعض فتحات نوافذ السفينة.

نظراً لانخفاض نسبة الأكسجين في قاع البحر، اضطُررت غمر القطعة في الماء أثناء نقلها للحد من آثار التآكل. غُمرت القطعة في محلول من كربونات الصوديوم والماء لمدة 20 شهراً لإزالة الأملاح التي تُضعف المعدن. وهي معروضة حالياً في فندق لوكسور بلاس فيغاس.

آن كانج (وفقًا لموقع Business Insider )

[إعلان 2]
رابط المصدر