
يستمر الصراع في أوكرانيا في الاشتعال، إذ تزعم موسكو أن قواتها سيطرت على بلدتين أخريين في الشرق. وتنفي أوكرانيا ذلك، مؤكدةً أنها استعادت قرية أخرى قرب دنيبروبيتروفسك. وتعكس هذه التطورات المتضاربة الصورة المعقدة للصراع.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية في 23 أغسطس/آب أن قواتها سيطرت على كليبان بيك وسيريدني في دونيتسك. تقع كليبان بيك شمال غرب توريتسك، بينما تقع سيريدني بالقرب من حدود منطقة خاركيف، مما يشير إلى أن موسكو وسّعت نطاق هجومها.

قبل يوم واحد فقط، أعلنت الوزارة أيضًا سيطرتها على كاترينيفكا وروسين يار، وهما قريتان قرب مدينة كوستيانتينيفكا الصناعية المحاصرة. بهذه السلسلة من الإعلانات، أرادت روسيا أن تثبت أنها تواصل تقدمها البطيء والمطرد.

لكن الجانب الأوكراني سارع إلى نفي ذلك. وأكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية عدم وجود أي دليل على انتقال السيطرة على القرى الأربع. بل على العكس، أعلنت أنها استعادت السيطرة على قرية زيليني هاي، وهي منطقة تقع على أطراف منطقة دنيبروبيتروفسك، حيث أعلنت روسيا عن تحقيق اختراق.

أكدت رويترز ووكالات أنباء غربية أخرى عدم قدرتها على التحقق من الوضع بشكل مستقل. في ظل حرب إعلامية متصاعدة، تسعى كل من موسكو وكييف إلى تصوير نجاحاتها العسكرية لتعزيز الروح المعنوية المحلية وإقناع حلفائها.

منذ محاولتها الفاشلة للسيطرة على العاصمة كييف في فبراير 2022، تحولت استراتيجية روسيا شرقًا. ويتمثل هدفها طويل المدى في السيطرة على منطقة دونباس بأكملها، بما في ذلك دونيتسك ولوغانسك. فهذه المنطقة ليست فقط قلب أوكرانيا الصناعي، بل لها أيضًا أهمية رمزية، إذ لطالما اعتبرها الكرملين وثيقة الصلة بمصالح الأمن القومي.


من جانبها، تحاول كييف إثبات قدرتها على المقاومة. وذكرت وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أن وحدات أوكرانية تُجري عمليات مُنسّقة لوقف التقدم الروسي في دونيتسك، ومنع أي محاولات لاختراق دنيبروبيتروفسك.

مع ذلك، يشير مراقبون مستقلون إلى أن كلا الجانبين عالقان في حالة استنزاف متواصلة. تتمتع روسيا بتفوق في القوة البشرية والمدفعية، لكنها تواجه صعوبة في تحقيق اختراق سريع. في غضون ذلك، تواجه أوكرانيا نقصًا في الذخيرة، وتعتمد بشكل متزايد على المساعدات الغربية.

يهدف إعلان موسكو المستمر عن انتصارات صغيرة إلى طمأنة الرأي العام بأن العملية العسكرية الخاصة تتقدم. من ناحية أخرى، يتعين على كييف أن تثبت لحلفائها صمودها، للحفاظ على تدفق المساعدات العسكرية والمالية. لذلك، فإن لكل قرية "مستعادة" أو "مفقودة" أهمية سياسية أكبر من قيمتها الفعلية على الخريطة.

بما أن الرابع والعشرين من أغسطس يصادف أيضًا اليوم الوطني لأوكرانيا، فإن الرسائل المتبادلة بين الجانبين تحمل دلالة رمزية أكبر. قد يُنظر إلى تأكيد روسيا على أراضيها الجديدة على أنه محاولة للتغطية على احتفال كييف المهم. لكن إعلان أوكرانيا استعادة زيليني هاي هو محاولة لتأكيد استقلالها وسيادتها.

بشكل عام، يعكس ما يحدث في دونيتسك ودنيبروبيتروفسك طبيعة الصراع الطويلة والمعقدة والمتناقضة. تستمر القرى في تبادل السيطرة، لكن لم يصل أيٌّ من الطرفين إلى نقطة تحول حاسمة. لا يزال الصراع في حالة جمود، ولا يسع العالم إلا الانتظار ليرى إلى أي اتجاه ستميل كفة الميزان في الأشهر المقبلة.
المصدر: https://khoahocdoisong.vn/nga-va-ukraine-gianh-giat-tung-ngoi-lang-tai-donetsk-post2149048307.html
تعليق (0)