يؤكد القرار رقم 71-NQ/TW المؤرخ 22 أغسطس 2025 الصادر عن المكتب السياسي بشأن "التقدم في تطوير التعليم والتدريب" على الدور الرئيسي للموارد البشرية عالية الجودة في مرحلة التنمية الجديدة.
ينص القرار على المتطلبات اللازمة لبناء تعليم جامعي حديث ومتكامل دوليًا مرتبطًا بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار.
وعلى وجه الخصوص، يعتبر تطوير الذكاء الاصطناعي وتحسين جودة الكوادر التدريسية ركيزتين مهمتين تساهمان في إحداث نقلة نوعية في التصنيع والتحديث في البلاد.
في إطار القرار رقم 71-NQ/TW الذي يفرض ضرورة الابتكار الجذري والشامل في التعليم والتدريب، بدأت العديد من الجامعات في المنطقة الوسطى رحلتها نحو التحول الرقمي. من قاعات المحاضرات في دا نانغ إلى الفصول الدراسية في كوي نون (جيا لاي)، يظهر الذكاء الاصطناعي تدريجيًا كأداة دعم فعّالة، مما يفتح آفاقًا جديدة في تحسين جودة التدريس والإدارة الجامعية.
في السابق، كان تخطيط الدروس واختبارها وتقييم نتائج تعلم الطلاب يعتمد بشكل كبير على الخبرة الشخصية للمحاضرين. لكن بفضل الذكاء الاصطناعي، أصبحت هذه العملية أسرع وأكثر مرونةً وشخصية.
قال الأستاذ لي فو، مدير مركز موارد التعلم والاتصالات بجامعة التعليم التقني (جامعة دانانغ): "تحرص الجامعات في المنطقة تحديدًا، والعديد من المدارس على جميع المستويات، على تعريف المعلمين بأدوات الذكاء الاصطناعي. ستساهم هذه الأدوات في جعل المحاضرات أكثر حيوية، وسيتاح للمعلمين مزيد من الوقت لإثراء محتوى المحاضرات".
في الواقع، اختبر بعض المحاضرين في دا نانغ تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتصميم خطط دروس تفاعلية، واقتراح مواد مرجعية، ومواقف توضيحية تلقائيًا؛ ودعم الاختبارات والتقييم، مثل: التصحيح التلقائي لأسئلة الاختيار من متعدد، وتحليل بيانات التعلم للكشف عن فجوات المعرفة. بل يمكن للذكاء الاصطناعي اقتراح محتوى تعليمي إضافي لكل طالب بناءً على مستوى فهمه.

وفقًا للأستاذة نجوين ثي هاي في، نائبة رئيس قسم علوم معلومات المكتبات والتعاون الدولي بجامعة دا نانغ للرياضة والتربية البدنية: "إن تطبيق الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي مفيدٌ جدًا للمحاضرين. فهو يُساعد في تحليل البيانات، سواءً الرياضية أو المواضيع التي تتطلب بياناتٍ مُعمّقة أو أبحاثًا أو فيديوهاتٍ للحركات الرياضية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وضعت الكلية خطةً في المستقبل القريب لمواصلة عقد دوراتٍ تدريبيةٍ حول استخدام الذكاء الاصطناعي المُحسّن للمحاضرين لتحسين قدرتهم على تطبيقه في التدريس والبحث."
في وحدة متخصصة، مثل جامعة دا نانغ للتربية البدنية والرياضة، طبّقت الجامعة مبكرًا تطبيق الذكاء الاصطناعي في الإدارة والتدريس. وشارك جميع الموظفين والمحاضرين في دورات تدريبية أساسية للوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر فعالية.
مع ذلك، فإن التعامل الأولي مع هذه التقنية ليس بالأمر السهل. فالمعلمون الشباب غالبًا ما يكونون أكثر استجابة، بينما لا يزال بعض المعلمين ذوي الخبرة متحفظين، ويحتاجون إلى مزيد من التدريب والدعم الفني.
في جامعة كوي نون، تم تطبيق تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل متزامن في جوانب متعددة. صرّح الدكتور لي شوان فينه، رئيس قسم التدريب في الجامعة، بأن الجامعة نظمت دورات تدريبية حول برنامج Copilot AI وMicrosoft 365 للمحاضرين والمتخصصين، مع التركيز على مهارات مثل: استخدام GenAI لإنشاء النصوص والصور والمقاطع الصوتية والفيديو؛ وتطبيق الذكاء الاصطناعي في تسجيل بيانات التعلم وتقييمها وتحليلها لتخصيص التدريس والتعلم.
ولا تتوقف المدرسة عند التدريب الداخلي فحسب، بل تركز أيضًا على بناء البنية التحتية للتكنولوجيا، والاستثمار في مختبرات الذكاء الاصطناعي الحديثة مع شبكات إيثرنت فائقة السرعة 400 جيجابت في الثانية ومعدات لتصميم الشرائح واختبارها وأمن الشبكات - وهي مجالات وثيقة الصلة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
في الوقت نفسه، افتتحت جامعة كوي نون برنامج ماجستير في علوم البيانات، بالتعاون الوثيق مع الوكالات والشركات لربط التدريب بالتطبيق العملي. كما تُشارك الجامعة بنشاط في دعم المنطقة.

في يونيو 2025، قامت المدرسة بالتنسيق مع لجنة الشعب الإقليمية في جيا لاي لتنظيم دورة تدريبية حول مهارات التحول الرقمي لنحو 7000 من الكوادر والموظفين المدنيين والموظفين العموميين - وهو أحد أكبر البرامج على الإطلاق.
وتتعاون المدرسة أيضًا مع شركات التكنولوجيا الكبيرة مثل FPT Software Quy Nhon وTMA Solutions لربط التدريب والبحث والتطبيق.
قال مسؤولو جامعة كوي نون إن الذكاء الاصطناعي اتجاهٌ حتمي، ولكن لاستغلاله بفعالية، لا بد من وضع خارطة طريق محددة، واستثمار متزامن في البنية التحتية، ووضع معايير للكفاءة الرقمية للمحاضرين. إذا اقتصرنا على اتباع هذا الاتجاه، فسيؤدي ذلك إلى هدر الموارد.
بشكل عام، يُقدّم الذكاء الاصطناعي العديد من الأدوات الجديدة لخدمة العمل التعليمي. ومع ذلك، لا يُمكن لهذه الأداة أن تُغني عن المُحاضر. لا يزال الدور الرئيسي للبشر في التعليم لا يُنكر. المُحاضرون هم من يُوجّهون الطلاب، ويربطونهم، ويغذّون التفكير النقدي لديهم - وهي أمورٌ يصعب على الآلات القيام بها.
لذلك، في عملية التحول الرقمي، ينبغي اعتبار الذكاء الاصطناعي "رفيقًا" يُسهم في تحسين فعالية التعليم والتعلم والإدارة، لا أن يحل محل الدور الأساسي للبشر. ولا تتحقق استدامة الجامعات الرقمية إلا ببنائها على أساس موارد بشرية تتمتع بالقدرة الرقمية والإبداع والمرونة.
ومن الإشارات الأولى في دا نانغ، كوي نون، إلى وحدات محددة مثل جامعة التربية البدنية والرياضة، يمكننا أن نرى أن عملية تطبيق الذكاء الاصطناعي على التعليم العالي في المنطقة الوسطى تتشكل تدريجيا.
لا يزال الطريق أمامنا مليئًا بالتحديات، ولكن إذا عرفنا كيفية الاستفادة منها، فإن الذكاء الاصطناعي سيصبح قوة دافعة مهمة للابتكار في التعليم العالي الفيتنامي، مما يساهم في التكامل التدريجي مع الاتجاهات الدولية.
المصدر: https://www.vietnamplus.vn/nghi-quyet-71-dai-hoc-so-ung-dung-tri-tue-nhan-tao-mo-duong-doi-moi-giao-duc-post1065968.vnp
تعليق (0)