شركات التكنولوجيا الكبرى وسباق التريليون دولار نحو الذكاء الاصطناعي
بحلول عام ٢٠٢٥، سيصبح الذكاء الاصطناعي أكبر لعبة في تاريخ التكنولوجيا. ووفقًا لبلومبرغ وفاينانشال تايمز، أنفقت شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة الأربع، مايكروسوفت وجوجل وأمازون وميتا، وحدها ما يزيد عن ٣٢٠-٣٤٤ مليار دولار أمريكي على الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية المرتبطة به.
تنفق مايكروسوفت ما يقرب من 100 مليار دولار لبناء حواسيب عملاقة ودمج الذكاء الاصطناعي في برامج أوفيس وويندوز وأزور. وترفع جوجل ميزانيتها إلى 85 مليار دولار، مع التركيز على طراز جيميني ومحرك بحث من الجيل التالي.
تنفق أمازون 118 مليار دولار على توسيع مراكز البيانات لتعزيز عروض الذكاء الاصطناعي التي تقدمها AWS. في الوقت نفسه، تستثمر ميتا حوالي 70 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي التوليدي، وعالم ميتافيرس، والأجهزة.
وتظهر هذه الاستثمارات الضخمة أن الذكاء الاصطناعي أصبح البنية الأساسية الأساسية للاقتصاد الرقمي العالمي، متجاوزا إلى حد كبير الحمى التي حدثت خلال عصر الدوت كوم.
كيف يستفيد المستخدمون؟
سرعان ما تحوّل ازدهار الاستثمار إلى فوائد ملموسة. في الولايات المتحدة وأوروبا، أصبحت برامج Copilot من مايكروسوفت وDuet AI من جوجل أدوات شائعة الاستخدام في المكاتب، مما يسمح للموظفين بإعداد التقارير والعروض التقديمية في دقائق معدودة، مما يساعد الشركات على توفير تكاليف التشغيل بشكل كبير.
في آسيا، طبّقت اليابان وكوريا الجنوبية نماذجَ تعليمٍ ثنائية اللغة قائمة على الذكاء الاصطناعي تُخصّص مسارات التعلّم. حتى في الولايات المتحدة، يُعتبر الذكاء الاصطناعي أداةً موثوقةً في البحث الأكاديمي والابتكار.
في المجال الطبي ، طبّقت المستشفيات الكبرى الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأشعة السينية والرنين المغناطيسي، مما قلّص أوقات التشخيص وحسّن الدقة. كما يشهد قطاع الترفيه تطورًا جذريًا، حيث تتيح أدوات مثل MidJourney وSora وSuno لأي شخص إنشاء صور وموسيقى ومقاطع فيديو ببضعة أسطر من التعليمات البرمجية.
في فيتنام، بدأ تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالات التمويل والتعليم الإلكتروني وخدمة العملاء والرعاية الصحية. وتختبر بعض المستشفيات الكبرى الذكاء الاصطناعي في تشخيص الصور، بينما تعمل شركات التكنولوجيا المحلية على تطوير مساعدين افتراضيين ومنصات تعلم ذكية فيتنامية.
المساعد الرقمي القوي للمستقبل
التسهيلات الحالية ليست سوى البداية. خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة، من المتوقع أن يتطور الذكاء الاصطناعي ليصبح "مساعدًا رقميًا عالميًا"، مستخدمًا في معظم المجالات. يمكن للمكاتب العمل بكفاءة مع نصف عدد الموظفين الحاليين عند تفويض المهام المتكررة إلى الذكاء الاصطناعي.
في مجال التعليم، يمكن للطلاب في المناطق النائية الوصول إلى معلمي الذكاء الاصطناعي الذين يتحدثون لغات الأقليات العرقية، مما يوفر المعرفة عالية الجودة لكل أسرة.
في مجال الرعاية الصحية، سيُحلل الذكاء الاصطناعي البيانات الجينية وأسلوب الحياة والتاريخ الطبي لوضع خطط علاجية مُخصصة لكل مريض، ومن المُرجح أن يصبح الأطباء الافتراضيون الذين يُقدمون الاستشارات عن بُعد هو القاعدة. أما في القطاع الإبداعي، فسيتمكن الأفراد من إنتاج الأفلام وتأليف الموسيقى أو ابتكار الألعاب، مما يُتيح المجال لاقتصاد إبداعي جماعي.
إلى جانب فوائده، يُشكّل الذكاء الاصطناعي تحدياتٍ كبيرة. فالوظائف المتكررة مُعرّضةٌ لخطر الانقراض، مما يُجبر العاملين على تعلّم مهاراتٍ جديدة. كما تُواجه الخصوصية خطرًا، إذ يُمكن استخراج البيانات الشخصية، من سجلات البحث إلى السجلات الطبية، لتدريب النماذج.
وعلى وجه الخصوص، فإن الاعتماد المفرط على شركات التكنولوجيا الكبرى يعرض العديد من البلدان، بما في ذلك فيتنام، لخطر التحول إلى عملاء سلبيين بدلاً من تطوير التكنولوجيا بشكل استباقي.
لقد جلب الذكاء الاصطناعي، ولا يزال، فوائد جلية للمستخدمين حول العالم. لكن يبقى السؤال الأهم: هل ستُوزّع هذه التقنية بإنصاف على الجميع، أم أنها ستُمهّد لعصر جديد من الاحتكار، حيث تسيطر شركات التكنولوجيا الكبرى على كل شيء؟
المصدر: https://tuoitre.vn/nghin-ti-do-do-vao-ai-nguoi-dung-duoc-gi-tu-cuoc-choi-big-tech-20250903112339578.htm
تعليق (0)