الواقع في فيتنام
لتلبية الطلب المتزايد على أرقام الهواتف، يلجأ مزودو خدمات الاتصالات بشكل متزايد إلى ممارسة إعادة استخدام الأرقام غير النشطة بعد فترة انتظار، عادة ما تكون بين 45 و60 يومًا.
يزداد هذا الأمر شيوعًا مع الزيادة السريعة في استخدام الهواتف المحمولة في فيتنام، حيث سيصل إجمالي عدد الاتصالات النشطة إلى 168.5 مليون اتصال بحلول أوائل عام 2024 (DataReportal)، أي ما يعادل 169.8% من إجمالي السكان. ورغم أن هذا النهج يُخفف بفعالية من مشكلة نقص أرقام الهواتف، إلا أنه يُثير أيضًا مجموعة من تحديات الأمن السيبراني.
مخاطر إعادة استخدام أرقام الهواتف
وأكد راجاف آير، مستشار المنتجات للأمن السيبراني في ManageEngine، أن إعادة استخدام رقم الهاتف يمكن أن يشكل مخاطر تتعلق بالأمن السيبراني تتراوح من الأمان إلى الخصوصية.
نظرًا لأهمية أرقام الهواتف كهويات رقمية، فإن مخاطر الأمن السيبراني هذه، إن لم تُعالَج بشكل صحيح، قد تُسهِّل سرقة الهوية. ويستطيع المجرمون استغلال أرقام الهواتف المُعاد تدويرها لإخفاء هوياتهم وتنفيذ هجمات إلكترونية مُختلفة، كما أشار راغاف آير.
وبحسب قوله، يمكن لمهاجمي الإنترنت العثور على أرقام هواتف مستعملة من خلال طرق مختلفة من مراقبة المنصات عبر الإنترنت، أو استخدام قوائم إعادة تعيين أرقام الهواتف، أو شراء البيانات أو الاتصال العشوائي...
أشار تحليله إلى أن إعادة استخدام أرقام الهواتف ستُثير أربعة تحديات أمنية. يتمثل الخطر الأكبر في تعرض المستخدمين لخطر سرقة حساباتهم. ولذلك، غالبًا ما تُرسل رموز التحقق وتفاصيل استرداد الحساب إلى رقم هاتف محمول. وفي حال مشاركة الرقم مع مستخدمين آخرين، فقد يؤدي ذلك إلى سرقة الحساب.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي إعادة استخدام رقم الهاتف أيضًا إلى تسرب البيانات، حيث سيتم بدلاً من ذلك استلام المكالمات والرسائل المخصصة للمالك السابق لرقم ما من قبل المالك الجديد؛ انقطاع الخدمة؛ هجمات التصيد والهندسة الاجتماعية...
حل
ولتخفيف مخاطر إعادة استخدام أرقام الهواتف، وفقًا لراغاف آير، يجب على مزودي خدمات الاتصالات تنفيذ بروتوكولات قوية، بما في ذلك إجراءات صارمة لتطهير البيانات، لضمان الإزالة الكاملة للمعلومات الشخصية المرتبطة بأرقام الهواتف المعاد استخدامها.
علاوةً على ذلك، من المهم فصل هوية المستخدم عن رقم الهاتف. ويمكن تحقيق ذلك من خلال اعتماد أرقام افتراضية أو مُعرِّفات مؤقتة للخدمات الإلكترونية.
أخيرًا، يُعدّ وعي المستخدم ويقظته أمرًا بالغ الأهمية. ينبغي على الأفراد توخي الحذر عند مشاركة معلوماتهم الشخصية عبر الإنترنت، وإعطاء الأولوية لاستخدام كلمات مرور قوية. يُعدّ تفعيل المصادقة الثنائية وتجنب الروابط المشبوهة خطوتين أساسيتين للحماية من هجمات التصيد الاحتيالي.
مع الارتفاع الهائل في الطلب على أرقام الهواتف، سيلجأ مزودو الخدمات حتمًا إلى إعادة استخدام أرقام الهواتف كحلٍّ لهذه المشكلة. مع ذلك، يجب إدارة هذه الممارسة بعناية لإعطاء الأولوية لخصوصية البيانات. ويجب أخذ المخاوف المتعلقة بالبيانات المتبقية، وانتهاكات الخصوصية، وتآكل الثقة على محمل الجد.
إن النهج التعاوني الذي يشمل شركات الاتصالات ومقدمي التكنولوجيا والأفراد أمر ضروري للتخفيف من هذه المخاطر.
ومن خلال تنفيذ إجراءات صارمة لتطهير البيانات، واستكشاف طرق التعريف البديلة، وتعزيز الوعي بالأمن السيبراني، يمكن تقليل التأثيرات السلبية لإعادة استخدام رقم الهاتف وحماية خصوصية المستخدم.
[إعلان 2]
المصدر: https://laodong.vn/cong-nghe/nguy-co-tu-viec-tai-su-dung-so-dien-thoai-1395964.ldo
تعليق (0)