وبموجب الحكم الجديد، سيتعين على جوجل مشاركة البيانات مع المنافسين.
في الثاني من سبتمبر، أصدر القاضي أميت ب. ميهتا من المحكمة الجزئية لمقاطعة كولومبيا حكمًا من 223 صفحة، منهيًا بذلك معركة قانونية استمرت خمس سنوات بين جوجل ووزارة العدل الأمريكية. وبناءً على ذلك، ولحل مشكلة الاحتكار في مجال البحث، سيتعين على جوجل نقل نتائج بحثها وبعض بياناتها إلى منافسين مؤهلين. ويُعد هذا جهدًا لخلق منافسة حقيقية في سوق تُهيمن عليه جوجل حاليًا.
يُنظر إلى هذا الحكم على أنه تسوية لطلب الحكومة الأصلي. وكانت وزارة العدل الأمريكية قد طلبت سابقًا من المحكمة إجبار جوجل على بيع متصفح الويب كروم وفصل أعمال أخرى مثل أندرويد ومنصة إعلانات جوجل أد مانجر. وجادلت الحكومة بأنه من خلال تفكيك جوجل فقط، يُمكنها تفكيك احتكارها، والتخلص من "البواب" الوحيد الذي يتحكم في تدفق المعلومات وأموال الإعلانات، مما يُتيح فرصًا للشركات الناشئة ويمنح المستهلكين خيارات أوسع. إلا أن القاضي ميهتا رفض هذا الطلب.
تفاعل المستثمرون بشكل إيجابي مع الحكم، مما أدى إلى ارتفاع أسهم جوجل بنسبة 7.2% في تداولات الثاني من سبتمبر. ووصفت رويترز النتيجة بأنها "انتصار نادر لشركات التكنولوجيا الكبرى"، حيث ساعد الاحتفاظ بمتصفحي كروم وأندرويد جوجل على التخلص من مصدر قلق كبير، حيث كانت هذه الأجزاء بالغة الأهمية من أعمال الشركة.
من جانبها، أعربت جوجل عن قلقها من أن مشاركة البيانات "ستؤثر على المستخدمين وخصوصيتهم"، وقالت إنها "تراجع هذا القرار بعناية". كما تخطط جوجل للاستئناف، مشيرةً إلى أن القضية قد تستمر لسنوات قادمة.
وصف بيل باير، المسؤول الأمريكي السابق في مجال مكافحة الاحتكار، دعوى جوجل بأنها "أهم قضية احتكار في القرن الحادي والعشرين". وكان القاضي ميهتا قد حكم سابقًا بأن "جوجل شركة احتكارية، وقد تصرفت للحفاظ على احتكارها".
أشارت الحكومة الأمريكية إلى أن جوجل تنفق مليارات الدولارات سنويًا لتكون محرك البحث الافتراضي على المتصفحات والهواتف الذكية. وتحديدًا، بلغ هذا الرقم 26.3 مليار دولار في عام 2021. بهذه الطريقة، أنشأت جوجل حلقة مفرغة: فالمركز الأول يجذب المزيد من المستخدمين، مما يمنح جوجل المزيد من البيانات لتحسين محرك بحثها، ما يجذب المزيد من العملاء، ويخنق المنافسين.
وبعيدًا عن مجال البحث، حكم قاض آخر في أبريل/نيسان 2025 بأن جوجل أنشأت "إمبراطورية إعلانية غير قانونية" ألحقت الضرر بسوق الإعلان الرقمي.
رغم أن الحكم يُعتبر "متواضعًا"، إلا أنه لا يزال المحاولة الأهم لتحدي هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى منذ الدعوى القضائية ضد مايكروسوفت قبل أكثر من 20 عامًا. لا تقتصر هذه المعركة القانونية على جوجل فحسب، بل تُمثل أيضًا اختبارًا للعالم في تحديد الحد الفاصل بين الابتكار التكنولوجي والاحتكار في العصر الرقمي.
هيين ثاو
المصدر: https://doanhnghiepvn.vn/cong-nghe/phai-chia-se-du-lieu-cho-doi-thu-the-doc-quyen-cua-google-co-cham-dut/20250903022137204
تعليق (0)