بعد "سوء الحظ"، حصل الرئيس السابق دونالد ترامب على شيء غير مسبوق!

ولعلها المرة الأولى التي يحظى فيها الرئيس السابق دونالد ترامب بالتعاطف والمشاركة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، حتى من خصمه الرئيس جو بايدن ومساعديه.

تظهر صورة الرئيس السابق دونالد ترامب على شاشة عرض في منتدى فيسيرف في ميلووكي، ويسكونسن. (المصدر: جيتي إيماج)

السلامة بعد الفوضى

أُجبر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على مغادرة المنصة في تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا في 13 يوليو/تموز بعد سماع دوي إطلاق نار، وذلك قبل أيام قليلة من فوزه المتوقع بترشيح الحزب الجمهوري رسميًا لانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني. وأعلن جهاز الخدمة السرية الأمريكي أن ترامب "بخير" عقب الحادث.

أظهرت لقطات فيديو دماءً على أذن الرئيس السابق اليمنى وخده. ثم قام أفراد الأمن بحمايته واقتياده بعيدًا عن المكان.

بعد ساعات، أعلن في منشور على منصة "تروث سوشيال" : "أصبتُ برصاصة اخترقت الجزء العلوي من أذني اليمنى. أدركتُ فورًا أن هناك خطبًا ما عندما سمعتُ صوت صفير، صوت طلق ناري، وشعرتُ فورًا بالرصاصة تخترق جلدي".

قبل مغادرة المنصة، انتهز السيد ترامب الفرصة بسرعة لتعزيز صورته في الحملة من خلال رفع قبضته في الهواء عدة مرات تجاه الحشد الذي يهتف "الولايات المتحدة، الولايات المتحدة".

الكثير من المعلومات تركت مفتوحة

نقلت وكالة أسوشيتد برس للأنباء عن مسؤولين أمنيين شكوكهم في تعرض السيد ترامب لمحاولة اغتيال. وذكرت الوكالة ووسائل إعلام أمريكية أخرى أن المشتبه به في إطلاق النار قُتل برصاص عناصر الخدمة السرية، بينما قُتل أحد الحاضرين في فعالية انتخابية، وأصيب اثنان آخران بجروح خطيرة.

لم يُفصح المحققون بعد عن أسماء القتلى أو الأسلحة المستخدمة في الهجوم. ولم يُعلّق جهاز الخدمة السرية على كيفية اقتراب شخص أو أشخاص مسلحين من الرئيس السابق في مناسبة عامة كهذه.

وصف رون مووس، أحد مؤيدي ترامب الذي حضر التجمع، الفوضى قائلاً: "سمعتُ حوالي أربع طلقات نارية، ورأيتُ الحشد ينحنون، وترامب ينحنون بسرعة كبيرة. ثم هرع عناصر الخدمة السرية إلى المنصة لتغطيته بأسرع ما يمكن. في لحظة، كانوا جميعًا حوله".

صرح جهاز الخدمة السرية أن إطلاق النار بدا وكأنه قادم من خارج المنطقة المحمية. وبدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) التحقيق في الحادث.

ويقول بعض أنصار ترامب في الحزب الجمهوري إن الهجوم كان بدوافع سياسية .

قال ستيف سكاليز، عضو الكونجرس الجمهوري الذي أشرف على حادثة مماثلة في عام 2017: "منذ أسابيع، كان القادة الديمقراطيون يحرضون على أن إعادة انتخاب دونالد ترامب ستعني نهاية الديمقراطية في أمريكا". "يجب أن يتوقف هذا النوع من الاستفزاز".

على أية حال، "هذا ليس الحل"

وعبّر الرأي العام عن صدمته وسخطه إزاء الحادث، وأدان بشدة هذا العمل الذي يندرج في إطار العنف السياسي في وقت حساس تشهده الولايات المتحدة.

وقعت الحادثة بعد وقت قصير من بدء ترامب إلقاء خطابه في بتلر بولاية بنسلفانيا، إحدى الولايات الرئيسية المتأرجحة في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

في الأسبوع المقبل، سيعقد الحزب الجمهوري مؤتمره الوطني في ميلووكي، حيث قد يتم ترشيح السيد ترامب رسميًا كمرشح رئاسي للحزب.

علّق الرئيس الأمريكي جو بايدن سريعًا بعد الحادثة قائلاً: "أنا ممتن لسماع أنه بخير وبصحة جيدة. دعواتي له ولعائلته، وكذلك جميع من كانوا هناك، وننتظر المزيد من المعلومات... هذا النوع من العنف لا مكان له في أمريكا. علينا، كأمة، أن نتحد لإدانة مثل هذه الأعمال".

أعربت إيفانكا ترامب، الابنة الكبرى للرئيس السابق ترامب، عن امتنانها قائلةً: "شكرًا لكم على حبكم ودعواتكم لوالدي، ولسائر ضحايا العنف الأعمى في بتلر، بنسلفانيا. أنا ممتنة لجهاز الخدمة السرية وجميع ضباط إنفاذ القانون الآخرين على إجراءاتهم السريعة والحاسمة اليوم. أواصل الدعاء لبلدنا. أحبك يا أبي، اليوم ودائمًا".

وعلق مايكل كوهين، المحامي السابق لترامب والشاهد الرئيسي ضده في محاكمته الجنائية، بحدة: "سواء كنت تتفق أو تختلف مع الآراء السياسية لشخص ما، فهذا ليس الحل!".

قال جيمس كومر، رئيس لجنة الرقابة والمساءلة في مجلس النواب، وهو جمهوري من كنتاكي: "العنف السياسي، بأي شكل من الأشكال، يتعارض مع القيم والأخلاق الأمريكية، وهو أمر غير مقبول". وأضاف: "هناك أسئلة كثيرة، والشعب الأمريكي يطالب بإجابات. لقد تواصلتُ مع جهاز الخدمة السرية لعقد جلسة إحاطة، وطلبتُ أيضًا عقد جلسة استماع".

أعرب الملياردير إيلون ماسك عن دعمه للرئيس السابق ترامب وأمل أن يتعافى قريبًا.

وأصدرت الجمعية الوطنية للبنادق بيانًا أيضًا: "نصلي من أجل سلامة ورفاهية الرئيس السابق ترامب، وكذلك الرجال والنساء الشجعان الذين يحمونه، وكذلك جميع الحاضرين في بنسلفانيا".

"إجماع" المجتمع الدولي

أعرب العديد من القادة والأعضاء الكبار من الحزبين الديمقراطي والجمهوري عن ارتياحهم بعد سماعهم أن الرئيس السابق دونالد ترامب آمن، مؤكدين أن "العنف غير مقبول أبدًا" وأدانوا هذه الأعمال بشدة.

ومن بينهم نائبة الرئيس كامالا هاريس، وحاكم كولورادو جاريد بوليس، وزعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، وعضوة مجلس الشيوخ الديمقراطية عن ولاية ماساتشوستس إليزابيث وارن، والسيناتور ليندسي غراهام، وسفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، والرئيس السابق بيل كلينتون، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي... والعديد من الأسماء الأخرى.

سارع قادة العديد من الدول إلى تقديم تعازيهم. وأصدر مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بيانًا جاء فيه: "نشعر بالفزع إزاء المشاهد التي وقعت خلال تجمع حملة الرئيس ترامب في بنسلفانيا. ندين بأشد العبارات جميع أشكال العنف السياسي، ونتقدم بأطيب تمنياتنا للرئيس السابق ترامب وعائلته في هذا الوقت العصيب".

أدان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الحادثة قائلاً: "إن إطلاق النار على الرئيس السابق ترامب أمرٌ مروع. وغني عن القول إن العنف السياسي غير مقبول على الإطلاق. أتمنى للرئيس السابق ترامب، وللحاضرين في الحدث، ولجميع الأمريكيين كل التوفيق".

قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز: "لا مكان للعنف في العملية الديمقراطية. أشعر بالارتياح لسماع أن الرئيس السابق ترامب أصبح الآن آمنًا".

المصدر: https://baoquocte.vn/sau-van-han-cuu-tong-thong-donald-trump-nhan-duoc-mot-dieu-chua-tung-co-278727.html