(CLO) على الرغم من التطور الملحوظ الذي شهدته، لا تزال العاصمة الإماراتية دبي تواجه ضغوطاً كبيرة بسبب ارتفاع أسعار المساكن والازدحام المروري، ما يدفع السكان إلى الشعور بالقلق.
على مدى السنوات الخمس الماضية، شهدت دبي فترة من التطور السريع، فأصبحت مركزًا عالميًا بناطحات سحاب ومعاملات عقارية قياسية. ولم تجذب المدينة عددًا متزايدًا من المقيمين الدوليين فحسب، بل عززت أيضًا إيرادات طيران الإمارات، الناقل الوطني للإمارة، بشكل قياسي.
ومع ذلك، فإن هذا الازدهار يأتي مع ضغوط متزايدة على كل من البنية التحتية والأشخاص.
دبي، الإمارات العربية المتحدة. الصورة: Unsplash
أسعار العقارات تصل إلى ذروتها
منذ عام ٢٠٠٢، عندما سمحت دبي للأجانب بتملك العقارات، أصبح قطاع العقارات محركًا رئيسيًا للنمو. ورغم التراجع الحاد خلال الأزمة المالية ٢٠٠٨-٢٠٠٩ وجائحة كوفيد-١٩، وصلت أسعار العقارات في دبي الآن إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، وفقًا لـ "بروبرتي مونيتور".
وارتفعت الإيجارات في المناطق المركزية بنحو 20% خلال العام الماضي، ومن المتوقع أن ترتفع أكثر هذا العام، مما أجبر العديد من السكان على الانتقال إلى خارج مركز المدينة، أو حتى إلى الإمارات المجاورة مثل الشارقة، لتقليل التكاليف.
يبلغ عدد سكان دبي حاليًا حوالي 3.8 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يصل إلى 5.8 مليون نسمة بحلول عام 2040، أي بزيادة تزيد عن 50% خلال 15 عامًا فقط. يُشكل هذا النمو السكاني السريع ضغطًا هائلًا على المعروض من المساكن وقدرتها على تحمل التكاليف، وخاصةً للطبقة المتوسطة والعمال المهاجرين.
زيادة حركة المرور
تواجه البنية التحتية للنقل في دبي ضغطًا شديدًا. فقد ارتفع عدد المركبات المسجلة في المدينة بنسبة 10% خلال العامين الماضيين، أي أكثر من ضعف المتوسط العالمي. وهذا النمو سريع للغاية لدرجة أن المدينة اضطرت إلى تصميم لوحات ترخيص أطول لاستيعابه.
يعمل حوالي مليون شخص في دبي، لكنهم يعيشون في الإمارات المجاورة مثل الشارقة، مما يسبب ازدحامًا مروريًا على الطرق السريعة، وخاصة شارع الشيخ زايد ذي الاثني عشر مسارًا، خلال ساعات الذروة. وتشير الأبحاث إلى أن أربعة من كل خمسة أشخاص في دبي يقودون سياراتهم إلى العمل، مما يزيد الضغط على نظام النقل.
على الرغم من أن المدينة تقوم باستمرار ببناء جسور علوية جديدة وتوسيع الطرق الرئيسية، فإن النمو السكاني والمركبات يفوق بكثير تحسينات البنية التحتية.
المخاوف بشأن عدم المساواة الاقتصادية
لم يؤثر النمو السريع في دبي على أسعار المساكن والمواصلات فحسب، بل أثار أيضًا مخاوف بشأن التفاوت الاقتصادي. إذ لا يشكل المواطنون الإماراتيون حاليًا سوى حوالي 10% من السكان، بينما يهيمن الأجانب بشكل متزايد على الفرص الاقتصادية ويستفيدون منها.
حبيب الملا، محامٍ إماراتي بارز، تحدث علنًا عن هذه القضية، واصفًا عدم المساواة والقدرة على تحمل التكاليف بأنهما من التحديات المُلحة. كما حذّر من أن السخط بين الفئات ذات الدخل المنخفض، وخاصةً السكان الأصليين، قد يُشكّل مخاطر اجتماعية جسيمة إذا تُرك دون معالجة.
وبالإضافة إلى ذلك، شجعت حكومة دولة الإمارات مواطنيها على زيادة معدلات الخصوبة لديهم، معتبرة ذلك مسؤولية وطنية لحماية التوازن السكاني في ظل انخفاض معدلات المواليد.
الحلول التكنولوجية العالية
تسعى دبي إلى حلول تكنولوجية لتخفيف الضغط على حركة المرور والبنية التحتية، مثل تطوير نظام النقل العام. وتعمل المدينة على توسيع شبكة المترو باستثمارات تقارب 5 مليارات دولار، وإضافة محطات سالك لرسوم المرور.
تقترح سلطات دبي أن تعتمد الشركات ساعات عمل مرنة أو تسمح للموظفين بالعمل عن بعد خمسة أيام في الشهر، مما يقلل وقت السفر في ساعة الذروة بنسبة 30%.
وبدأت المدينة أيضًا في بناء "مطار رأسي" في مطار دبي الدولي، بهدف تقديم خدمات سيارات الأجرة الطائرة في العام المقبل.
تخطط دبي لبناء 3300 كيلومتر من شوارع المشاة لتعزيز نمط حياة صديق للبيئة، على الرغم من أن هذا يعوقه المناخ القاسي مع درجات حرارة تصل إلى 45 درجة مئوية في الصيف.
وتعهد رئيس الوزراء الإماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن يتمكن الناس من الاختيار من بين مجموعة متنوعة من أشكال النقل الحديثة في المستقبل، من المشي وركوب الدراجات واستخدام سيارات الأجرة الطائرة إلى وسائل النقل العام الحديثة.
نجوك آنه (بحسب ABC، ديلي تايمز)
[إعلان 2]
المصدر: https://www.congluan.vn/phia-sau-anh-hao-quang-dubai-tac-duong-gia-nha-cao-va-khoang-cach-giau-ngheo-post332194.html
تعليق (0)