قبل شهر من المباراة الأولى، أقالت قطر المدرب كارلوس كيروش، وأسندت المهمة إلى تانتان ماركيز. والآن، لم تعد قطر أول فريق يتأهل من دور المجموعات فحسب، بل دخلت أيضًا مرحلة خروج المغلوب متصدرةً مجموعتها (ستواجه فقط أحد الفرق صاحبة المركز الثالث، والتي ستتأهل عبر مباراة فاصلة). وصرح المهاجم أكرم عفيف بعد فوزين دون أن تستقبل شباكه أي أهداف: "لا يزال أمامنا أفضل مستوياتنا". على الأرجح... سيكون كذلك!
قطر ليست الدولة المضيفة فحسب، بل هي أيضًا حاملة لقب كأس آسيا. كانت اليابان، التي صنفتها سوق المراهنات كمرشحة أولى للبطولة هذه المرة، ضحية قطر في نهائي كأس آسيا 2019. انتهت المباراة النهائية بفوز قطر 3-1، ويشارك في بطولة هذا العام اللاعبون الذين سجلوا أهدافًا في تلك المباراة - عفيف، وعبد العزيز حاتم، والمعز علي. وقد شاركوا مع المنتخب الوطني أكثر من 300 مباراة، رغم أن متوسط أعمارهم أقل من 30 عامًا. وكان عفيف وعلي هما صانعا الأهداف الأربعة في الفوزين الأخيرين على لبنان وطاجيكستان.
تحظى قطر (وسط الصورة) بتقييم مرتفع في بطولة هذا العام.
عندما يتعلق الأمر بكرة القدم القطرية، فالجميع يعلم: لديهم أكاديمية أسباير، التي تأسست قبل 20 عامًا بالضبط. فاز فريق يتكون بالكامل من لاعبين دربتهم أسباير ببطولة آسيا تحت 19 عامًا في عام 2014. وفازت نفس القوة بكأس آسيا 2019 وهي العمود الفقري لقطر في بطولة هذا العام. التفوق واضح للغاية: في الأيام الأخيرة، لم يكن أي فريق أفضل من قطر من حيث الفهم في طريقة لعبهم على أرض الملعب. تانتان ماركيز كان مسؤولاً لمدة شهر واحد فقط؟ نعم، لكنه مرتبط بكرة القدم القطرية لسنوات عديدة، وكان مدربًا لـ... أكاديمية أسباير. حتى كارلوس كيروش، الذي درب مانشستر يونايتد وريال مدريد، وقاد فرقًا من إيران والبرتغال عدة مرات، ليس مناسبًا لقيادة قطر مثل المدرب ماركيز!
بالطبع، لم ينس أحد خيبة أمل قطر في كأس العالم ٢٠٢٢. والسبب الرئيسي هو الضغط الكبير. فقد رفعت بطولة كأس آسيا ٢٠١٩ سقف التوقعات إلى مستويات أعلى من قدرات هذا البلد الكروي الصغير. من ناحية أخرى، تتسم كأس العالم بتنوع كبير من حيث المدارس. فمنذ المباراة الأولى، تعثرت قطر أمام الإكوادور، وهي منتخب متوسط المستوى وضعيف في كرة القدم الأمريكية الجنوبية. ثم خسرت أمام السنغال وهولندا. والآن، اختلف الوضع. كرة القدم الآسيوية أبسط، وقد أظهرت قطر هويتها المميزة فورًا في أول مباراتين.
رغم غياب نجوم كبار مثل سون هيونغ مين (كوريا) أو تاكومي مينامينو أو واتارو إندو (اليابان)، إلا أن قطر فريق متوازن للغاية من حيث القدرات الفردية، ويتمتع بأسلوب لعب فني يُذكرنا بـ"تيكي تاكا". وإلى جانب التفاهم الناتج عن التقارب الكبير بين لاعبيه، كما ذُكر، يُعدّ هذا الفريق مرشحًا قويًا للفوز بالبطولة. إن قدرة قطر الحقيقية تفوق أداء... أسعار الرهان. بمعنى آخر، ستلعب قطر في الملعب الآسيوي، وهي "مثالية تمامًا"، كرة قدم أسهل بكثير مما ستلعبه في "البحر الكبير" لكأس العالم.
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)