وأكد الرئيس لونغ كونغ أن فيتنام دخلت حقبة جديدة بعقلية جديدة، ورغبة قوية في تطوير بلد مزدهر وسعيد، وإيمان راسخ بمستقبل مشرق.

ووفقا لمراسل خاص لوكالة أنباء فيتنام، عقدت قمة أعمال منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) لعام 2024 في ليما، بيرو، صباح يوم 14 نوفمبر بالتوقيت المحلي.
قمة الرؤساء التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ هي حدث سنوي وأكبر حدث من حيث الحجم بالنسبة لمجتمع الأعمال في المنطقة.
تعتبر هذه فرصة لقادة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ للقاء ومناقشة كبار قادة الآلاف من الشركات الرائدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ حول اتجاهات التنمية الجديدة والفرص والتحديات التي تواجه المنطقة، واقتراح أفكار وحلول رائدة للتعاون والتنمية في المنطقة.
تحت شعار "الناس. الشركات. الازدهار"، يتضمن هذا المؤتمر أكثر من 20 جلسة نقاشية تُركز على قضايا واتجاهات ذات تأثير كبير على التنمية الإقليمية والعالمية، مثل تغير المناخ، والتقلبات الجيوسياسية في العالم، وثورة الذكاء الاصطناعي والابتكار، والتحول في مجال الطاقة، وعملية التكامل الاقتصادي الدولي والترابط الإقليمي، وجهود تعزيز النمو الشامل، وتنمية الأسواق الناشئة.
ألقى الرئيس لونغ كونغ، بصفته الضيف الرئيسي، كلمةً مهمةً في المؤتمر. أعرب الرئيس لونغ كونغ عن رأيه بأن العالم ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ يشهدان تغيراتٍ تاريخيةً هائلةً، ذات تأثيراتٍ متعددة الأبعاد على كل بلدٍ وكل شركة.
وفي هذا السياق، يتعين على منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ بناء نظام حوكمة اقتصادية دولي موات للتنمية ويساهم في حل أربعة متطلبات رئيسية: الأول هو ضمان بيئة دولية سلمية ومستقرة، وتشجيع التجارة والاستثمار العالميين، والتكامل الاقتصادي الدولي والارتباطات؛ والثاني هو ضمان حصول جميع البلدان وجميع الشعوب على فرص متساوية والتمتع بثمار التعاون والتنمية؛ والثالث هو إيجاد حلول أساسية لتحويل الطاقة الخضراء والنظيفة للاستجابة بفعالية لأكبر تحد تواجهه البشرية، وهو تغير المناخ؛ والرابع هو ضمان تطوير وتطبيق التقنيات الرائدة، وخاصة الذكاء الاصطناعي، بشكل مسؤول وشامل، لتصبح حقا القوة الدافعة للنمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي.
وأكد الرئيس على دور مجتمع الأعمال، وقال إن التفاؤل والجرأة في التفكير والتصرف والقدرة على اكتشاف الفرص والاستفادة منها حتى في الأوقات الصعبة هي مفاتيح النجاح.
وأكد الرئيس أن مجتمع الأعمال يمكن أن يساهم بشكل فعال في عدد من الجوانب، وهي: أولاً، الريادة في ابتكار نماذج الأعمال، والإنتاج الأخضر، والدائرية، والتحول الرقمي...؛ ليصبح قوة رائدة وواسعة النطاق تؤدي إلى تطوير الصناعات والقطاعات المهمة في الاقتصاد.
ثانيا، زيادة الاستثمار في البحث والتطوير، وتعزيز تطوير وتطبيق التقنيات المبتكرة لإيجاد حلول للمشاكل الملحة في العالم.
ثالثًا، المشاركة بفعالية في صياغة القوانين واللوائح المتعلقة بالمجالات الجديدة ذات الأهمية الاستراتيجية في الاقتصاد العالمي. رابعًا، لعب دور الجسر الذي يربط الاقتصادات، ويعزز التبادلات الشعبية، ويساهم في بناء وتعزيز علاقات التعاون والصداقة بين الدول.

واقترح الرئيس تعزيز دور ومساهمات مجتمع الأعمال بشكل أكبر، وخاصة في التحول الأخضر، والتحول الرقمي، وتطوير التكنولوجيا، وتشكيل القوانين واللوائح الاقتصادية العالمية، وتعزيز التبادل الشعبي والتعاون والصداقة بين البلدان.
وأكد الرئيس لونغ كونغ أن فيتنام دخلت حقبة جديدة بعقلية جديدة، ورغبة قوية في تطوير بلد مزدهر وسعيد، وإيمان راسخ بمستقبل مشرق.
وتشمل أصول فيتنام اقتصادًا سريع النمو وديناميكيًا يحتل المرتبة 35 في العالم؛ ونظامًا سياسيًا قويًا ومستقرًا ومركّزًا على الشعب؛ وأمة وطنية واثقة تعتمد على نفسها ويبلغ عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة؛ والعديد من الأصدقاء والشركاء الدوليين في خمس قارات.
وأكد الرئيس لونغ كونغ أن فيتنام تلتزم بالمبادئ ووجهات النظر الثابتة بشأن الاستقلال والحكم الذاتي والاعتماد على الذات والتعددية والتنويع من أجل السلام والتعاون والتنمية.
وتدعم فيتنام نظام التجارة المتعدد الأطراف والدور المركزي لمنظمة التجارة العالمية؛ وتؤمن بقيمة التجارة الحرة والترابط والتكامل الدولي؛ وستشارك بمسؤولية وتقدم مساهمات نشطة في السياسة العالمية والاقتصاد العالمي والحضارة الإنسانية بروح كونها صديقًا وشريكًا موثوقًا به وعضوًا نشطًا ومسؤولًا في المجتمع الدولي.
أشار الرئيس إلى أن التنمية القوية التي تشهدها فيتنام ستتيح فرصًا جديدة عديدة للشركات المحلية والدولية في مجالات التجارة والصناعة والزراعة والسياحة والبنية التحتية والخدمات اللوجستية والصناعات التكنولوجية المتقدمة. ويتمتع السوق الفيتنامي، ولا يزال، وسيظل يحقق العديد من المزايا والفوائد التي لا تتوفر إلا في أماكن قليلة للشركات والمستثمرين الدوليين.
كما سلط الرئيس الضوء على المزايا المهمة التي يتمتع بها اقتصاد فيتنام: أولاً، موقع جغرافي ملائم في جنوب شرق آسيا، مع اقتصاد ديناميكي مفتوح للغاية وشبكة من 17 اتفاقية تجارة حرة؛ ثانياً، سوق كبيرة محتملة؛ وجهة مواتية لعملية تحويل سلاسل التوريد في المنطقة؛ حجم سكاني في المرتبة 15 في العالم، وبنية تحتية متزامنة، وبيئة عمل من بين الأكثر ملاءمة في آسيا؛ ثالثاً، فيتنام تخلق اقتصادًا جديدًا، يتحول من البني إلى الأخضر، من الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد الرقمي، والشركات الناشئة والابتكار؛ ورابعاً، تطوير البنية التحتية الاستراتيجية، وخاصة البنية التحتية للنقل، والبنية التحتية للطاقة، والبنية التحتية الرقمية.
وفي ختام كلمته، أكد الرئيس أنه في مواجهة التغيرات الكبرى في العالم ومخاطر الحمائية والتفتت والانفصال، فإن منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ يحتاج مرة أخرى إلى تحمل مسؤولية ربط وتعزيز التعاون بين الأعضاء لبناء نظام حوكمة اقتصادية دولية شفاف ومتساوٍ، وضمان فوائد متوازنة لجميع الأطراف.
وقد حظيت الكلمة التي ألقاها الرئيس لونغ كونغ في المؤتمر باستجابة حارة وتقدير كبير من قادة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ ومجتمع الأعمال.
مصدر
تعليق (0)