في 13 يوليو، وخلال الدورة السابعة والأربعين للجنة التراث العالمي المنعقدة في باريس (فرنسا)، وافقت اليونسكو رسميًا على قرار تعديل حدود منتزه فونغ نها - كي بانغ الوطني (مقاطعة كوانغ تري، فيتنام) المُدرج ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي بشكل كبير، ليشمل منتزه هين نام نو الوطني (مقاطعة خام مون، جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية). ويُدرج هذا الموقع التراثي العابر للحدود تحت الاسم الشائع: "منتزه فونغ نها - كي بانغ الوطني ومنتزه هين نام نو الوطني".

هذه هي المرة الأولى التي تُدرج فيها فيتنام ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي العابر للحدود، مما يُمثل تطورًا جديدًا في مجال الحفاظ على الطبيعة والتراث في منطقة جنوب شرق آسيا. وقد أقرت اليونسكو هذا التوسع بناءً على ثلاثة معايير مهمة: الجيولوجيا - الجيومورفولوجيا (المعيار الثامن)، والنظام البيئي (المعيار التاسع)، والتنوع البيولوجي (المعيار العاشر).
بهذا القرار، تُصبح حديقة هين نام نو الوطنية، المُتاخمة طبيعيًا لفونغ نها - كي بانغ، رسميًا جزءًا من منظومة تراثية عالمية واسعة النطاق وذات قيمة عالمية. ووفقًا لتقييم الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، تُعدّ هذه المنطقة المُدمجة واحدة من أقدم وأسلم المناظر الطبيعية الكارستية الرطبة الاستوائية في آسيا، والتي تشكّلت قبل أكثر من 400 مليون سنة.

من الناحية الجيولوجية، يمتلك منتزه فونغ نها-كي بانغ الوطني وهين نام نو نظامًا كارستيًا فريدًا، وهو مزيج معقد من الحجر الجيري والأردواز والحجر الرملي والجرانيت. ويُعد هذا النظام، الذي يمتد لأكثر من 220 كيلومترًا من الكهوف والأنهار الجوفية، مثل سون دونغ (فيتنام) أو شي بانغ فاي (لاوس)، دليلًا على عملية جيومورفولوجية استمرت ملايين السنين. ويُعتبر كهف سون دونغ حاليًا الكهف صاحب أكبر قسم في العالم من حيث القطر والاستمرارية.
بيولوجيًا، تُعدّ المنطقة موطنًا لأكثر من 2700 نوع من النباتات الوعائية وأكثر من 800 نوع من الفقاريات. وقد سُجّل في هين نام نو وحدها أكثر من 1500 نوع من النباتات و536 نوعًا من الفقاريات، بما في ذلك العديد من الأنواع النادرة والمتوطنة، مثل عنكبوت الصياد العملاق - أكبر عنكبوت في العالم، والذي لا يوجد إلا في مقاطعة خاموان (لاوس). كما تُعدّ المنطقة موطنًا لما بين 10 و11 نوعًا من الرئيسيات، بما في ذلك أكبر تجمع متبقٍّ من قرد الجيبون الجنوبي أبيض الخدين وقرد اللنغور الأسود المتوطن.

اتفق البلدان على البدء في إعداد ملف ترشيح مشترك في أوائل عام 2023. وعلى هذا الأساس، أجرت وزارة الثقافة والرياضة والسياحة الفيتنامية ووزارة الإعلام والثقافة والسياحة اللاوسية العديد من جلسات العمل والاستطلاعات ونظمت المؤتمرات ووضعت خطط الإدارة ودعمت كل منهما الأخرى لإكمال الملف لتقديمه إلى اليونسكو.
خلال الاجتماع، قال نائب وزير الثقافة والرياضة والسياحة الفيتنامي، هوانغ داو كونغ، إن هذا الحدث لا يُسهم فقط في تأكيد قيمة هاتين الغابتين المُخصصتين للاستخدام الخاص، بل يُبرز أيضًا أهمية التعاون عبر الحدود في الحفاظ على التراث. وأكد قائلاً: "إن أول موقع للتراث الطبيعي عبر الحدود بين فيتنام ولاوس دليل على الصداقة والتصميم على الحفاظ على الموارد القيّمة من أجل السلام والتنمية المستدامة".

كما أعرب وزير الثقافة والسياحة اللاوسي - رئيس اللجنة الوطنية للتراث في هذا البلد - عن فخره: "مع الاعتراف بجزيرة هين نام نو باعتبارها امتدادًا لفونج نها - كي بانج، فإن الحكومة والشعب اللاوسي يعتبران هذا إنجازًا مشتركًا، مما يدل على التعاون الوثيق مع فيتنام".
وبحسب الخطة، سوف يطبق الجانبان آليات إدارة متوازية منفصلة، بما في ذلك خطة إدارة فونج نها - كي بانج الاستراتيجية وخطة إدارة منتزه هين نام نو الوطني، ولكنهما سيواصلان التنسيق بشكل وثيق في مجالات مثل إنفاذ القانون والبحث العلمي والتثقيف المجتمعي وتنمية سبل العيش المستدامة ومراقبة القدرة السياحية.

قالت الأستاذة المشاركة، الدكتورة لي ثي ثو هيين، مديرة إدارة التراث الثقافي في فيتنام: "إن نجاح اليوم هو ثمرة التوجيه الوثيق من حكومتي البلدين، بالإضافة إلى التنسيق المستمر بين الوكالات المتخصصة منذ عام ٢٠١٨. وفي الفترة المقبلة، ستواصل فيتنام دعم لاوس في التشريعات والإدارة وتدريب الموارد البشرية للحفاظ على التراث".
وهذه أيضًا هي المرة الأولى التي تساهم فيها فيتنام في دعم دولة أخرى لبناء ملف تراث عالمي بنجاح. ويمكن تطبيق هذا النموذج كنموذج للتعاون الإقليمي، مما يُسهم في تعزيز مكانة فيتنام في شبكة التراث العالمي وفقًا لاتفاقية اليونسكو لعام ١٩٧٢.
حتى الآن، تضم فيتنام تسعة مواقع تراث عالمي مُدرجة من قِبل اليونسكو. من بين هذه المواقع، ثلاثة مواقع حديثة تربط بين مقاطعات عديدة أو عبر الحدود، وهي: خليج ها لونغ - أرخبيل كات با (كوانغ نينه - هاي فونغ)، وين تو - فينه نجيم - كون سون، ومجمع آثار كيب باك والمناظر الطبيعية (كوانغ نينه - باك نينه - هاي دونغ)، وفونغ نها - كي بانغ - هين نام نو (فيتنام - لاوس).

لا يقتصر هذا الحدث على أهمية الحفاظ على الطبيعة فحسب، بل يعد أيضًا فرصة لتعزيز صورة البلاد وشعبها والبيئة الإيكولوجية والإمكانات السياحية لمنطقة الحدود بين فيتنام ولاوس للعالم.
تعهدت فيتنام ولاوس بالعمل بشكل وثيق لضمان الإدارة الفعالة لموقع التراث المشترك، وتعزيز القيم العالمية المتميزة للتنمية المستدامة والحفاظ على التراث للأجيال القادمة.
المصدر: https://baolaocai.vn/unesco-chinh-thuc-cong-nhan-di-san-thien-nhien-xuyen-bien-gioi-viet-lao-post648644.html
تعليق (0)