بعد أن مرت بالعديد من الصعود والهبوط في مسيرتها الرياضية ، تعلمت لاعبة التجديف فام ثي هيو أن تجد الفرح في الأشياء البسيطة واللحظات العادية في الحياة.

وبالمقارنة بالنساء في المهن الأخرى، غالبا ما تضطر الرياضيات إلى المعاناة من المزيد من العوائق، وقبول التضحية بسعادة أفرادهن، وعائلاتهن... من أجل السعي لتحقيق إنجازات مشتركة في المسابقات الرياضية.
ومع ذلك، بالنسبة للسيدة فام تي هوي - "المتسابقة الذهبية" في رياضة التجديف الفيتنامية - فإن الرياضة تجلب أيضًا أفراحًا خاصة وتكرم قيم المرأة الفيتنامية، تلك التي تقبل التضحيات من أجل تحقيق طموحاتها.
بمناسبة يوم المرأة الفيتنامية الموافق 20 أكتوبر، أجرى مراسلو صحيفة VietnamPlus الإلكترونية مقابلة مع الرياضية فام ثي هوي حول الصعود والهبوط في المسيرة التنافسية لـ "المجدفة" من كوانج بينه .
بعد أن تخلّت عن شرف المشاركة مرتين لزملائها في الفريق رغم بلوغها المعايير الأولمبية (في عامي ٢٠١٦ و٢٠٢٠ على التوالي)، حظيت فام ثي هيو أخيرًا بفرصتها الأولى للمنافسة في دورة الألعاب الأولمبية بباريس ٢٠٢٤ في يوليو الماضي. فكيف كان شعورها حيال تجربتها الأولى في أكبر ساحة رياضية في العالم؟
إن شعور الفوز بالتذكرة الذهبية للأولمبياد بعد غياب طويل عن المواعيد يُشعرني بالسعادة الغامرة. الطريق إلى الأولمبياد بالنسبة لي رحلة طويلة، وتذكرة باريس ٢٠٢٤ بمثابة حلم تحقق، ومكافأة مستحقة لجهودي وعزيمتي على مدى فترة طويلة.
رغم مشاركتي في العديد من البطولات الكبرى، مثل دورة ألعاب آسيا وألعاب جنوب شرق آسيا، إلا أنني لم أشعر تمامًا بفارق حجم وعظمة الألعاب الأولمبية إلا بعد مشاركتي في الساحة الأولمبية، بدءًا من جودة مرافق الدولة المضيفة ووصولًا إلى مستوى الرياضيين المشاركين. تستحق الألعاب الأولمبية أن تكون الساحة التي أطمح أنا وجميع الرياضيين الآخرين للمنافسة فيها.

لقد فزتَ بالعديد من الميداليات في بطولات كبرى مثل دورة ألعاب آسيا وألعاب جنوب شرق آسيا. فأي بطولة تركت فيك ذكريات لا تُنسى؟
لقد تركت لي البطولات الكبرى التي شاركت فيها دروسًا وذكريات قيّمة، فكل بطولة لها خصائصها وميزاتها. بالنسبة لي، أكثر ما أعتز به في مسيرتي التنافسية هي لحظات القتال جنبًا إلى جنب مع زملائي في الفريق، متشاركين اللحظات الحلوة والمرّة على "حلبة السباق الخضراء".
ما الذي أتى بك إلى رياضة التجديف - وهي رياضة تتطلب متطلبات بدنية صارمة؟
خلال سنوات دراستي الثانوية، شاركتُ كثيرًا في مهرجان فو دونغ الرياضي لجميع المراحل الدراسية. كان المهرجان أيضًا بمثابة ساحة لعب أتاحت لي فرصًا للتعرّف على الآخرين، واختياري لفريق التجديف، والتدرب والمنافسة في رياضة التجديف.
في الواقع، التجديف رياضة تتطلب قوة بدنية كبيرة، وتتطلب من الرياضيين التحلي بالقدرة على التحمل والقدرة على "تحمل الشمس والرياح". مع ذلك، أنا شخصيًا أنحدر من عائلة زراعية، وكثيرًا ما كنت أساعد والديّ في أعمال المزرعة منذ صغري، لذا لا أشعر بالتعب عند المشاركة في التدريب والمنافسة في هذه الرياضة، التي توفر أيضًا بيئة معيشية وتدريبية أفضل.
كيف كان رد فعل عائلتك وأقاربك تجاه قرارك بممارسة الرياضة؟
أشعر دائمًا أنني محظوظة لوجود عائلة تُشكّل سندًا قويًا لي في مسيرتي المهنية. عندما بدأتُ ممارسة هذه الرياضة، كان والداي وإخوتي يُشجعونني ويشجعونني دائمًا على الممارسة والتفاني. وعندما بدأتُ بتكوين أسرة، تلقيتُ أيضًا الدعم من والدي زوجي. كانا دائمًا يُراقبان زوجة ابنهما ويدعمانها عن كثب خلال التجمعات والمنافسات العسكرية خارج المنزل.
على وجه الخصوص، لديّ أيضًا "دعم" قوي، وهو زوجٌ رائعٌ جدًا (يضحك). إنه رفيقي دائمًا في كل لحظة، يمرّ معي في الأوقات الصعبة، ويشاركني تقلبات المنافسة.

يبدو أن مسابقة التجديف الخاصة بك لم تحظ بنفس القدر من الاهتمام مثل الرياضات الأخرى؟
في الواقع، هذا أمر مفهوم لأنه في فيتنام، تعتبر رياضة التجديف من الرياضات التي تم تقديمها في وقت متأخر نسبيًا مقارنة بالرياضات الأخرى (لم يظهر التجديف الفيتنامي لأول مرة إلا في عام 2003 في بطولة دولية، وهي دورة ألعاب جنوب شرق آسيا الثانية والعشرين).
عندما بدأت مسيرتي المهنية، كانت فيتنام "منطقة بيضاء" للتجديف، وكان عدد قليل جدًا من الناس يعرفون عن هذه الرياضة، وبالتالي كان الرياضيون أيضًا يتلقون اهتمامًا أقل، وهذا جعلني أشعر "بالحزن" قليلاً.
ومع ذلك، مع مرور الوقت، حاولت أنا والرياضيين الذين يمثلون رياضة التجديف الفيتنامية خطوة بخطوة نشر صورة هذه الرياضة على نطاق أوسع في المجتمع، من خلال البطولات من المستوى المحلي إلى القاري.
حتى الآن، حقق التجديف الفيتنامي نتائج باهرة في بطولات كبرى مثل دورة ألعاب آسيا وألعاب جنوب شرق آسيا. وهذا ما يدفعني للأمل في أن يحظى الجيل القادم من الرياضيين باهتمام أكبر من المجتمع.
هناك رأي مفاده أن ممارسة الرياضة الاحترافية تتطلب من النساء تحمل صعوبات وتحديات وتحديات أكبر من الرجال. من خلال تجربتك الشخصية، ما رأيك في هذا الرأي؟
بالنسبة لي، سواءٌ أكان ذلك عيبًا أم لا، فهو يعتمد على وجهة نظر كل شخص. إذا قررتُ أن المسار الذي اخترته هو شغفي، وأنني أستطيع تكريس نفسي والاستمتاع بكل لحظة بقراري، فسواءً كنتُ ذكرًا أم أنثى، فلن أشعر بالعيب. تُثبت الملاعب التي تفتح فرصًا لكلٍّ من الرجال والنساء للتعبير عن أنفسهم أن النساء قادرات أيضًا على القيام بالمهام التي كانت "مُخصصة" للرجال، بل وإتقانها.
ما هي نصيحتك للرياضيين الشباب، وخاصة الرياضيات اللواتي يرغبن في تحقيق أحلامهن الرياضية الاحترافية؟
- مارس واجتهد، عاجلاً أم آجلاً فإن "الثمرة الحلوة" ستأتي بالتأكيد!

بالإضافة إلى التدريب والمنافسة، ما الذي تفعله عادةً في وقت فراغك؟
في الواقع، الرياضة تشغل معظم وقتي، لذا لا أملك الكثير من الأنشطة الخاصة في وقت فراغي. عندما أشعر بالتعب من التدريب، أرغب فقط في العودة إلى المنزل للراحة، والطبخ مع زوجي، وعندما يكون لديّ يوم عمل طويل، أخرج مع الأطفال...
طفلاي فخوران جدًا بإنجازات والديهما. لكنهما، بعد أن شاهدا تدريب والديهما الشاق منذ صغرهما، لا يريدان "السير على خطاهما" في الرياضة (يضحك).
مثل العديد من النساء، أنا "مدمنة تسوق": أتسوق عندما أشعر بالتعب، أتسوق عندما أكون بصحة جيدة، أتسوق عندما أكون سعيدة أو حزينة، وطالما تسمح لي قدراتي المالية ، سأذهب "للتسوق" (تضحك بصوت عالٍ).
بعد أن شاركت في العديد من البطولات الدولية، ما هي الدولة التي تركت أكبر انطباع لديك؟
بالنسبة لي، لا يوجد مكانٌ يُضاهي موطني، فيتنام. أشعر دائمًا بمشاعر جياشة، ولديّ انطباعٌ عميقٌ عن الثقافة والتقاليد المُشبعة بالهوية الوطنية الفيتنامية.
هل يمكنك أن تخبرنا عن قدوتك في الرياضة؟
أنا شخصياً لا أؤمن بمفهوم الأصنام، فكل قدوة، وكل مثال، بالنسبة لي، له نقاط قوة ودروس. أستطيع أن أتعلم من نقاط القوة في كل موقف، وأن أسعى جاهداً في كل مرة، لكنني لا أهتم بأي قدوة محددة.
اقتباسك المفضل؟
- قد يكون الدم ناقصًا، لكن "النار والدم" ليسا كذلك - قد تكون الصحة ضعيفة، لكن "القوة القتالية" يجب أن تكون عالية!
ما هو لونك المفضل؟
- أحمر.
إذا لم تمارس الرياضة باحتراف، ما هي وظيفة أحلامك؟
منذ صغري، حلمتُ بأن أصبح رياضيًا محترفًا، لذا لم أفكر يومًا في أي "منعطفات" أخرى. قبل ذلك، كنتُ أحاول ممارسة الأعمال التجارية "للتسلية"، لكنني شعرتُ لاحقًا أنها ليست قدري ولا تناسبني، فتوقفتُ. عادةً ما أقضي وقت فراغي في الراحة والتعافي وإعادة شحن طاقتي، مع الحرص على أن يكون تدريبي ومنافساتي على رأس أولوياتي.
شكراً لكِ يا آنسة فام ثي هيو على مشاركتكِ الممتعة! أتمنى لكِ احتفالاً سعيداً وممتعاً بمناسبة ٢٠/١٠ مع عائلتكِ وأحبائكِ! أتمنى لكِ دائماً أن تُحافظي على طاقتكِ الإيجابية لإلهام جيل الشباب من الرياضيين!
تعليق (0)