على الرغم من أن أفريقيا تُمثل ما نسبته 2-5% فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، إلا أنها تتحمل آثارًا كثيرة لتغير المناخ، بما في ذلك أزمات الغذاء. بالإضافة إلى أنشطة التعاون الثنائي في مجال تصدير الأرز، تُشارك فيتنام أيضًا خبراتها وتنقل معارفها في مجال الإنتاج الزراعي إلى العديد من الدول الأفريقية، مما يُسهم في حل مشكلة الغذاء في هذه المنطقة.
وفي وقت سابق من سبتمبر/أيلول، أشار تقرير مشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى أن أفريقيا تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة بشكل أسرع من بقية العالم وتعاني من الكوارث المناخية والطقس المتطرف مثل الجفاف، محذرا من أن تغير المناخ قد يؤدي إلى إثارة الصراعات على الموارد.
يستشهد التقرير ببيانات طارئة تُظهر أن هذه الكوارث، مثل أسوأ جفاف منذ 40 عامًا في منطقة القرن الأفريقي وحرائق الغابات في الجزائر، قد أودت بحياة 5000 شخص وتسببت في خسائر اقتصادية تجاوزت 8.5 مليار دولار. وأشارت المنظمة إلى أن الأرقام الفعلية قد تكون أعلى بسبب ثغرات في التقارير.
[caption id="attachment_442424" align="alignnone" width="768"]
راعي ماشية يمرّ بجانب بقرة نافقة بعد جفاف طويل قرب الحدود الكينية الإثيوبية في قرية إريستينو، منطقة مانديرا، كينيا. الصورة: رويترزوفقًا للأمم المتحدة، يواجه أكثر من 20% من سكان أفريقيا، أي 278 مليون شخص، خطر الجوع. وفي منطقة الساحل وحدها، يعاني نحو 18.6 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 5.6 مليون شخص عن يونيو/حزيران 2022.
في غضون ذلك، حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الأزمة الإنسانية في منطقة القرن الأفريقي تزداد صعوبةً في السيطرة عليها. ويستمر سوء التغذية في الانتشار. ويُقدّر أن 5.1 مليون طفل في إثيوبيا وكينيا والصومال يعانون من سوء تغذية حاد، مع عواقب وخيمة على نموهم وحياتهم.
وفقًا لأكاديمية فيتنام للعلوم والتكنولوجيا، تستورد أفريقيا ما بين 12 و13 مليون طن من الأرز سنويًا. وتُعدّ فيتنام من أكبر مُصدّري الأرز إلى أفريقيا. إضافةً إلى ذلك، أرسلت فيتنام أكثر من 2000 خبير زراعي لمساعدة الدول الأفريقية على زراعة الأرز والذرة وتربية الأسماك في إطار تعاون ثلاثي الأطراف، مثل: منظمة الأغذية والزراعة - أفريقيا - فيتنام، الصندوق الدولي للتنمية الزراعية - أفريقيا - فيتنام، أو جايكا - أفريقيا - فيتنام... وبفضل ذلك، تضاعف إنتاج الأرز والأسماك في بعض الدول الأفريقية، مما ضمن جزئيًا إنتاج الغذاء والبروتين لسكان بعض الدول الأفريقية.
قالت الدكتورة تران ثوي فونج - معهد الدراسات الأفريقية والشرق أوسطية (أكاديمية فيتنام للعلوم الاجتماعية) إن العديد من الخبراء الفيتناميين ذهبوا إلى الدول الأفريقية لدعم التنمية الزراعية، بما في ذلك موزمبيق وسيراليون وجمهورية غينيا وناميبيا والسنغال وبنين ومدغشقر ومالي وجمهورية الكونغو... لقد ساهم نجاح مشاريع التعاون في مجال التنمية الزراعية في البلد الأم في ضمان الأمن الغذائي للعديد من البلدان الأفريقية.
وتبذل فيتنام وأفريقيا جهودا للبحث عن مصادر مالية جديدة لتمويل تبادل الخبراء، ونقل تقنيات الزراعة، وإقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص في مجال الإنتاج والمعالجة الزراعية.
[caption id="attachment_442432" align="alignnone" width="660"]
البروفيسور فو تونغ شوان خلال زيارته لأفريقيا لإرشاد الناس في زراعة الأرز. الصورة: فو تونغ شوان/لاو دونغ.في يونيو/حزيران 2023، وقّعت سيراليون ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وفيتنام اتفاقية التعاون فيما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي. وتُقدّر ميزانية المشروع بخمسة ملايين دولار أمريكي، ويُنفّذ من خلال الصندوق الاستئماني الأحادي الجانب من سيراليون.
بموجب الاتفاقية، وخلال المشروع الذي يستمر أربع سنوات، ستزود فيتنام سيراليون بخبرات في تطوير سلسلة قيمة الأرز. وسيتم إيفاد خبراء وفنيين متخصصين في الأرز والري والتكاثر والميكنة وإدارة ما بعد الحصاد إلى مواقع مختلفة، بما في ذلك محطات البحوث. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تنفيذ مبادرات لبناء القدرات، مثل الجولات الدراسية والتدريب الميداني وتدريب المدربين، لتمكين أصحاب المصلحة المحليين.
صرح الأستاذ المشارك، الدكتور داو ذي آنه، نائب مدير أكاديمية فيتنام للعلوم الزراعية (VAAS)، ونائب رئيس رابطة التعاون الاقتصادي الفيتنامي الأفريقي (VAECA)، بأن التعاون الزراعي بين فيتنام والدول الأفريقية سيشهد تطورًا ملحوظًا مع إنشاء وزارة الزراعة والتنمية الريفية مكتب التعاون فيما بين بلدان الجنوب. وقد ساعدت فيتنام الدول الأفريقية على نقل التكنولوجيا، وضمان الأمن الغذائي، ودعم الترويج للمنتجات الزراعية. وسترسل فيتنام المزيد من الخبراء الزراعيين لدعم أفريقيا في المستقبل، كما ستُنفذ المزيد من مشاريع التعاون الزراعي لتكرار النجاحات.في المؤتمر الدولي عبر الإنترنت حول الأمن الغذائي والتغذية الذي عقد في نهاية مايو 2022، أعرب الخبير الزراعي - البروفيسور الدكتور فو تونغ شوان عن اهتمامه بالرغبة في دعم الشعوب الأفريقية لتقليل مخاوفهم بشأن الأمن الغذائي. قال: "في أفريقيا، يكمن الغذاء أساسًا في التربة، وهناك موارد بشرية وفيرة، وخاصة الشباب المتحمسين للعمل. يكفي تزويدهم بالمهارات والأدوات والتكنولوجيا اللازمة للإنتاج، وستتمكن أفريقيا بالتأكيد من القضاء على الجوع، وضمان الأمن الغذائي والتنمية المستدامة..." يمكننا دعم الدول الأفريقية بنقل الخبرات والتكنولوجيا وتقنيات زراعة الأرز. آمل حقًا أن تتكاتف المنظمات الدولية لدعم الدول الأفريقية. إذا ساهمت المزيد من الوحدات في دعم أفريقيا، وخاصةً ماليًا، فسنتمكن من تحقيق كل هذه الجهود على أكمل وجه. |
مينه تاي
تعليق (0)