في الصين، تُعدّ جامعة بكين حلم ملايين الطلاب، ورمزًا للذكاء والاجتهاد. ويُعدّ امتحان القبول الجامعي (جاوكاو) أيضًا أكبر مغامرة في حياة الكثيرين. أما بالنسبة لتوان هوين فو، فهو فرصة للثراء.

لقد حول الشاب البالغ من العمر 22 عاما من مقاطعة قوانغدونغ (جنوب الصين) امتحان القبول إلى تلك المدرسة المرموقة إلى أداة لخدمة استراتيجية محسوبة بعناية: إعادة الامتحان عدة مرات، والحصول على درجات عالية والحصول على مكافآت.

امتحان القبول الجامعي.jpg
أثار كوان شوان فو ضجة في الرأي العام الصيني عندما اجتاز امتحان القبول المرموق في جامعة بكين ثلاث مرات، لكنه انسحب منها جميعًا، وربح ملايين اليوانات من إعادة الامتحان. الصورة: بايدو

دون الذهاب إلى الجامعة، ودون العمل، ودون الحاجة إلى شهادة جامعية، اختار هذا الشاب مسارًا غير عادي: استخدام سجله الدراسي لتوقيع "عقود سرية" مع مدارس ثانوية خاصة في مدن هانه ثوي (مقاطعة خبي) أو ترام جيانج وهوا تشاو (مقاطعة قوانغدونغ) للحصول على نقاط يمكن استبدالها بالمال.

في كل مرة كان يحقق أعلى الدرجات ويتم قبوله في جامعة بكين، كان هوين فو يغير مكانه، ويحمل معه لقب "عبقري المدرسة" أو "الطالب المتفوق" في تلك المدرسة، ويتلقى مبلغًا سخيًا من المال.

كشف توان هوين فو أنه، على مدار ثلاث سنوات متتالية، أعاد الامتحان، ونجح فيه بأعلى الدرجات، ووقع عقودًا مع المدارس، وحصل على 2.3 مليون دونج (حوالي 8.4 مليار دونج)، وفقًا لبايدو . وهذا رقمٌ من شأنه أن يُثير دهشة أي ولي أمر أو طالب.

الكشف عن سلسلة الأعمال وراء

اجتاز كوان شوان وو امتحان القبول بجامعة بكين لأول مرة وهو في الثامنة عشرة من عمره. أقامت عائلته حفلًا للاحتفال، وظن الجميع أنه سيلتحق بالجامعة فورًا. لكن بعد استلامه رسالة القبول، رفض وو فجأةً قائلًا: "ما فائدة منحة دراسية بعشرات الآلاف من اليوانات؟"

بعد فترة وجيزة، انتقل شوان وو إلى مدرسة خاصة في مدينة تشانجيانغ (قوانغدونغ)، ووقع عقدًا ينص على أنه في حال نجاحه في جامعة تسينغهوا أو بكين، سيحصل على 500 ألف يوان (حوالي 1.8 مليار دونج فيتنامي). بعد عام، قُبل وو في جامعة بكين مرة أخرى. ورغم أن الجامعة وفرت له سكنًا جامعيًا مجهزًا بالكامل، إلا أنه لم يمكث هناك سوى شهر واحد ثم ترك الدراسة.

في المرة الثالثة، اختار فو مدرسة أخرى في منطقة هوا تشاو (قوانغدونغ) وحصل على مليون دونج (أكثر من 3.6 مليار دونج) عندما تم قبوله في جامعة بكين مرة أخرى.

وفقًا لوسائل الإعلام الصينية، لم يرتكب كوان شوان فو أي مخالفة قانونية، والتزم تمامًا بلوائح إعادة الامتحان الصادرة عن وزارة التعليم الصينية: لا يوجد حد أقصى لعدد مرات خضوعه للامتحان، ولا يوجد شرط للسن. هذا يعني أن أي شخص تخرج منذ فترة طويلة، سواءً كان قد التحق بالجامعة أو يدرس فيها حاليًا أو كان لديه مهنة خاصة به، لا يزال يحق له إعادة الامتحان للالتحاق بأي جامعة. ونجاحه في امتحان القبول بجامعة بكين ثلاث مرات ورفضه الالتحاق بها أمر قانوني، وفقًا للوائح الحالية.

لكن الحادثة تثير أيضا سؤالا: هل يعتبر الامتحان الأكثر عدالة ثم يتحول تدريجيا إلى أداة ربحية لمن يعرف كيف "يلعب الأوراق بشكل صحيح"؟

امتحان جامعي 1.jpg
في الصين، تُعدّ جامعة بكين حلمًا أكاديميًا وفخرًا فكريًا لملايين الطلاب. الصورة: بايدو .

وفي الوقت نفسه، كشفت الحادثة عن "سلسلة أعمال" تعمل بهدوء وراء نظام التعليم الصيني: حيث تتنافس المدارس الثانوية الخاصة على جذب الطلاب الحاصلين على درجات عالية، ليس من أجل التدريس أو التدريب، ولكن من أجل الترويج لعلامتها التجارية، وجذب أولياء الأمور، وزيادة أعداد الطلاب.

بمجرد قبول طالب في جامعة بكين أو جامعة تسينغهوا، تُعلّق الجامعة على الفور لافتاتها، وتُصدر فيديوهات ترويجية، وترفع رسومها الدراسية، وتُسوّق نفسها كـ"مهد لتدريب الطلاب المتفوقين" أو "مهد لتخريج طلاب متفوقين". ويُصبح الطلاب المتفوقون "وجهًا مميزًا" للجامعات التي تُسوّق لها خلال كل موسم قبول حافل.

في هذا النظام البيئي، يصبح كل اختبار قبول جامعي بمثابة عمل تجاري، ويتم تحويل السجلات الأكاديمية إلى نقود.

انتقد كثيرون توان هوين فو لغطرسته وتجاهله للتعليم. قائلين: "إعادة الامتحان إهدارٌ للشباب"، و"عدم الالتحاق بجامعة بكين حرمانٌ من مستقبل المرء".

لكن فو أجاب بهدوء: "بعد دراستي في جامعة بكين لأربع سنوات، كان عليّ البحث عن عمل والعمل بجدّ طوال اليوم من أجل الآخرين. الآن لديّ مال، ومنزل، وسيارة، وأستطيع أن أفعل ما أشاء".

لا يحتاج توان هوين فو إلى "التقدم لوظيفة" فحسب، بل أسس أيضًا شركة متخصصة في تقديم الاستشارات بشأن اختيار المدارس والتحضير للامتحانات والبحث عن المنح الدراسية لطلاب المرحلة الثانوية. تبلغ تكلفة كل باقة استشارية حوالي 5000 دونج (حوالي 18.2 مليون دونج فيتنامي)، والعملاء دائمًا في حالة ازدحام.

بعد انتشار القصة، تلقى فو أيضًا سلسلة من الرسائل من طلاب طلبوا نصائح. بدأ بثًا مباشرًا مجانيًا، يشارك فيه تجربته في اختيار مدينة للدراسة للامتحان، وكيفية وضع خطة دراسية فعّالة لتحقيق درجات عالية.

قال فو في بثٍّ إذاعي: "امتحان القبول الجامعي ليس غايةً، بل هو مجرد خطوة. المهم هو فهم القواعد (آلية عمل نظام الامتحانات والقبول) والاستفادة منها".

حاليًا، في سن الـ25، شارك توان هوين فو أنه يعيش في شقة ساحلية في مدينة تشوهاى، ويستمتع بحياة مستقلة، ولديه ما يكفي من المال ويستمر في تطوير مشاريعه التعليمية.

المصدر: https://vietnamnet.vn/3-lan-do-truong-top-1-roi-bo-nam-sinh-kiem-loi-8-4-ty-dong-tu-ky-thi-dai-hoc-2428093.html