كشف السبب وراء عدم غزو الفايكنج لأمريكا الشمالية

وصل الفايكنج (ذوو الأصول النوردية) إلى ما يُعرف الآن بنيوفاوندلاند، كندا، حوالي عام 1000 ميلادي. فلماذا لم يغزوا المنطقة كما فعل الأوروبيون الآخرون لاحقًا؟

تصور اللوحة الفايكنج وهم يهبطون على فينلاند - نيوفاوندلاند الحالية، كندا. (المصدر: لايف ساينس).

بعد الرحلة الأولى التي قام بها كريستوفر كولومبوس عبر المحيط الأطلسي في عام 1492، انخرطت إسبانيا ودول أوروبية أخرى في استعمار واسع النطاق، مما أدى إلى استيطان معظم نصف الكرة الغربي من قبل الأوروبيين وأحفادهم.

ومع ذلك، لم يكونوا أول الأوروبيين الذين قاموا برحلة إلى أمريكا الشمالية. فبعد تأسيس مستوطنات في أيسلندا وغرينلاند في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، وصل الفايكنج إلى ما يُعرف الآن بنيوفاوندلاند، كندا، حوالي القرن الحادي عشر الميلادي. وأقاموا هناك مركزًا استيطانيًا استخدموه لاستكشاف مناطق أخرى في شمال شرق أمريكا الشمالية. وتشير السجلات التاريخية إلى أنهم أسسوا مركزًا استيطانيًا آخر فيما يُعرف الآن بمقاطعة نيو برونزويك الكندية.

ومع ذلك، لم يغزو الفايكنج أمريكا الشمالية على نطاق واسع. لماذا؟

لا يزال الباحثون غير متأكدين مما إذا كان الفايكنج يرغبون في توسيع مواقعهم الاستيطانية إلى مستعمرات. أحد الأسباب هو أن مواقع الفايكنج الاستيطانية كانت تضم عددًا قليلًا من السكان، وهو ما كان سيشكل خطرًا في حال تعارضها مع السكان الأصليين.

وقالت عالمة الآثار الكندية بيرجيتا والاس، التي أجرت أبحاثًا موسعة عن الفايكنج: "لم يكن الفايكنج مهتمين بغزو أمريكا الشمالية في هذا الوقت لأن مستعمرتهم في جرينلاند كانت جديدة ومتوسعة".

عندما استكشف الفايكنج الأرض الواقعة جنوب نيوفاوندلاند، أطلقوا عليها اسم فينلاند (أرض النبيذ)، وكانوا أكثر اهتمامًا بالعثور على الموارد الطبيعية.

يقول عالم الآثار والاس: "كان همهم الحقيقي هو إيجاد موارد تُعين مستعمرة جرينلاند على الاستمرار. وقد استُكشفت فينلاند لاحتمالية توفيرها للموارد".

وفي الوقت نفسه، قال الباحث كريستوفر كروكر في جامعة ميموريال في نيوفاوندلاند إنه لم يرَ أدلة كافية بشأن ما إذا كان الفايكنج يريدون إنشاء مستوطنات دائمة في أمريكا الشمالية.

وقال السيد كروكر "من غير الواضح ما إذا كانوا يسعون إلى إقامة مستوطنات دائمة هناك وممارسة شكل من أشكال السيطرة الاقتصادية والسياسية على المنطقة، وذلك استناداً إلى الأدلة المتوفرة لدينا".

صرح الباحث كيفن ب. سميث من مؤسسة سميثسونيان (الولايات المتحدة الأمريكية) أن الأساطير الإسكندنافية في العصور الوسطى تُشير بوضوح إلى أن سبب تراجع الفايكنج عن إقامة مستعمرة في فينلاند هو أن هذه الأرض كانت تضم بالفعل عددًا أكبر من السكان الأصليين مقارنةً بالفايكنج. وعندما التقى الفايكنج بالسكان الأصليين في أمريكا الشمالية، اندلع الصراع سريعًا.

تروي أسطورة إريك الأحمر صراعًا بين الفايكنج والسكان الأصليين، انتهى بانسحابهم إلى سفنهم بعد هزيمتهم وسقوط عدد منهم قتلى. اعتقد الفايكنج أن الأرض، وإن كانت خيارًا مناسبًا، ستظل الحرب والرعب يحيطان بهم، فاضطروا إلى الرحيل.

واختتم السيد سميث قائلاً: "لقد هُزم الفايكنج الذين حاولوا إنشاء مستعمرة في أمريكا الشمالية وأُجبروا على التراجع لأنهم لم يروا أي إمكانية للفوز أو إنشاء مستعمرة مستقرة في هذه الأرض".

المصدر: https://baoquocte.vn/bat-mi-ly-do-nguoi-viking-khong-xam-chiem-bac-my-290878.html