يجلب الناس إلى السوق العديد من المنتجات من الجبال والغابات. |
يذهب معظم الناس إلى السوق عبر مسارات متعرجة في الغابة، وتهدر دراجاتهم النارية دون أي عجلة أو نفاد صبر، فقط تتدحرج عبر القرى النائمة.
قرب السوق، سمعنا ضحكات فتيات مونغ وداو بفساتينهن الزاهية. كان ذهابهن إلى السوق معًا أشبه بمهرجان، فقد كان الترقب والحماس والفرح يملأ أعينهن.
لا حاجة لمتاجر مزخرفة ببذخ ولا لافتات فخمة. هنا، كل لوحة قماشية بسيطة، وكل كيس ملقى على صخرة، هو كشك. وهناك أيضًا تنبض الثقافة بالحياة من خلال كل لون تنورة، وكل طية وشاح، وكل نظرة خجولة، أو مصافحة قوية.
في السوق، يبيع الناس الدجاج وحطب الوقود وبراعم الخيزران البرية، ويتبادلون الابتسامات وقصص الحياة ببراءة. يذهب البعض إلى السوق دون شراء أي شيء، فقط للقاء معارفهم وتبادل بعض القصص وشرب كأس من نبيذ الذرة معًا. يحمل البعض بضائعهم إلى السوق من الساعة الثالثة فجرًا، وبعد البيع، لا يتاح لهم سوى شراء كيلو من الملح وحفنة من السمك المجفف... ثم يخوضون في الجداول ويتسلقون الجبال عائدين إلى منازلهم.
يجذب السوق فساتين فتيات مونغ وداو الملونة، المطرزة بدقة. واللافت للنظر هو تنانير نساء مونغ المتعددة الطيات التي ترفرف مع كل خطوة. غالبًا ما ترتدي نساء مونغ أزياءً تقليدية ملونة، ظنًا منهن أنها أجمل سلاح يجذب أنظار من حولهن.
في كشك الخضروات البرية، تحمل النساء بعناية حزمًا من براعم الخيزران الصغيرة، وأنابيب الخيزران المليئة بالأرز، وسلال البيض... كل شيء ريفي وصادق، وكأنه يحمل أنفاس الجبال.
في نهاية السوق، جلس رجال ونساء تاي تحت شجرة، وأمامهم أطباق كعك الذرة والموز المسلوق وبضعة أكواب من النبيذ. كانوا يتحادثون ويضحكون.
وفي زاوية أخرى، كانت بعض النساء يتحدثن بسعادة ويسألن بعضهن البعض عن أزواجهن وأطفالهن والمحاصيل... إنها ثقافة حية وتقليدية ودائمة.
بساطة المشترين والبائعين في السوق. |
سوق المرتفعات ليس مجرد مكان لتجارة البضائع، بل هو أيضًا سيمفونية من اللغات والأعراق والأصوات الثقافية. تبدو لغة المونغ عالية النبرة وكأنها تنساب فوق قمم التلال؛ ولغة الداو هادئة وناعمة كالجدول؛ ولغة التاي دافئة وحنونة كدفء نار المساء.
يتبادل الناس التحية ويسألون عن بعضهم البعض بلغتهم الأم، ويفهم الجميع ذلك بأعينهم وابتساماتهم وكرم ضيافتهم الصادق.
توقفنا عند كشك بسيط معروض على الأرض، وابتسمت لنا السيدة الكورية بلطف ودعتنا لشراء بضائعها بلغة الماندرين المكسورة. أثلج صوتها البسيط صدري كما لو كنت قد ارتشفت للتو كوبًا من نبيذ الذرة.
في لقائه مع جيانج أ باو، رجل من قبيلة مونغ في قرية لونغ لونغ، أحضر ديكًا وحزمًا من براعم الخيزران المجففة. بيعت بأكثر من 200,000 دونج فيتنامي، أخبره باو أنه كان مترددًا بين شراء لحم الخنزير أو ملابس جديدة لأطفاله. في النهاية، اختار شراء ملابس جديدة. "سيكون الأطفال سعداء للغاية... لديّ القليل من المال، لكن زوجتي طلبت مني شراء الكثير من الأشياء، لا أعرف إن كان لديّ ما يكفي لشرائها!" - قال باو بابتسامة لطيفة.
إن الذهاب إلى السوق هو فرصة للنساء للتحدث والتحدث مع بعضهن البعض. |
لا يكفي رواد السوق دائمًا، لكنهم لا يزالون يذهبون إليه، محتفظين بابتساماتهم وبساطتهم. إلى جانب تبادل البضائع، يُعد السوق أيضًا مكانًا لمشاركة القصص والأخبار والدروس... تجلس النساء معًا قرب السوق، يتشاركن أسرار التطريز ورعاية الأطفال وصنع أنواع مختلفة من الكعك؛ ويتبادل الشباب الموسيقى الجديدة وألحان الفلوت؛ ويتبادل كبار السن القصص القديمة، وطرق الحفاظ على عادات وأخلاق المرتفعات...
السوق ملتقى مختلف الأعراق، راسمةً صورةً غنيةً عن الحياة هنا. نصبح جزءًا من السوق، من الناس، من الأفراح الصغيرة والدفء الهادئ. نشعر بأنفسنا نهدأ، نستشعر كل نسمة من الأرض والسماء، وندرك أنه وسط صخب الحياة، ثمة لمساتٌ آسرةٌ هنا.
أشرقت الشمس على قمة الجبل، وخفت أصوات الناس تدريجيًا. خفت حمولة البضائع، واختلطت خطوات الأقدام على درب العودة. سار البعض، ودفع بعضهم دراجاتهم، وسكت بعضهم، وضحك بعضهم وتحدث بعضهم. تبادلوا التحية، وخططوا للقاء مجددًا في المرة القادمة. قالت السيدة تريو ثي مين، وهي من طائفة داو في فو تشان: "السوق ممتع للغاية، الجميع، صغارًا وكبارًا، يرغبون في الذهاب. إذا لم تشترِ شيئًا، فلنلتقي ونتحدث لنخفف عنك الشوق...".
غادرنا السوق، وتسللت أشعة الشمس على الطريق الضيق. مرّ يومٌ بلا ضجيج، بلا عجلة، لا يفارق الفرح كل نظرة وابتسامة. هناك، كل لون ثوب، كل صوت ناي، كل تحية... كانت نغمةً في تناغمٍ لا ينتهي بين السماء والأرض والناس.
المصدر: https://baothainguyen.vn/van-hoa/202507/cho-phien-ban-hoa-ca-cua-vung-cao-7630ffe/
تعليق (0)