وفقًا للقرار رقم 57-NQ/TW الصادر عن المكتب السياسي بتاريخ 22 ديسمبر 2024، يُعدّ التحوّل الرقمي والابتكار والعلوم والتكنولوجيا ثلاثة إنجازات استراتيجية، تُشكّل دافعًا رئيسيًا للحوكمة الوطنية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. وفي هذا السياق، يُعَدّ مجال الملكية الفكرية أحد الركائز الأساسية، حيث لا يُسهم التحوّل الرقمي في إصلاح الإجراءات الإدارية فحسب، بل يُتيح أيضًا إمكانية استغلال الملكية الفكرية للبلاد وتسويقها وإدارتها بفعالية.
في الآونة الأخيرة، ركزت إدارة الملكية الفكرية ( وزارة العلوم والتكنولوجيا ) على تعزيز تطبيق تكنولوجيا المعلومات في إصلاح الإجراءات الإدارية، ونقل العملية الكاملة لمعالجة الطلبات، ومنح شهادات الحماية، والبحث، ونشر المعلومات تدريجياً إلى البيئة الرقمية.
تم تحديث نظام تكنولوجيا المعلومات في الوزارة، ويعمل باستقرار، ويتمتع بسرعات معالجة أعلى، مما يُسهم في تقليل الوقت اللازم لمعالجة الطلبات بشكل ملحوظ. وعلى وجه الخصوص، أتاحت الخدمة العامة الإلكترونية الشاملة للمتقدمين إكمال جميع إجراءات الملكية الصناعية إلكترونيًا. وتمثل نسبة الطلبات الإلكترونية حاليًا ما يقرب من 50% من إجمالي عدد الطلبات، ومن المتوقع أن تصل إلى 85% بحلول عام 2025، وهو هدف وزارة العلوم والتكنولوجيا.
في الوقت نفسه، أكمل مكتب الملكية الفكرية ربطه بمنصة الهوية الإلكترونية الوطنية، وطبّق التوقيع الرقمي المباشر لنتائج تسوية الإجراءات، وعزز رقمنة جميع السجلات يوميًا. كما تم تنويع آلية تقديم النتائج عبر قنوات متعددة، مثل البريد الإلكتروني، وZalo، وبوابة الخدمات العامة الإلكترونية، مما يضمن الراحة والشفافية للأفراد والشركات.
تُعدّ هذه النتائج الأولية دليلاً واضحاً على فعالية التحول الرقمي في مجال الملكية الفكرية، إذ تُسهم في تبسيط الإجراءات، وخفض التكاليف الاجتماعية، وتهيئة بيئة مواتية للشركات المبتكرة. كما تُرسي هذه النتائج، في الوقت نفسه، الأساس للمضي قدماً نحو بناء قاعدة بيانات وطنية متخصصة في مجال الملكية الفكرية، وصولاً إلى نظام إدارة موحد ومترابط بين الوزارات والفروع والمحليات.

في الفترة المقبلة، تهدف وزارة العلوم والتكنولوجيا إلى تطوير نظام حديث لتسجيل وإدارة الملكية الفكرية، يدمج الذكاء الاصطناعي في التحليل والبحث والإنذار بالانتهاكات؛ وفي الوقت نفسه، بناء بيئة اختبارية لاختبار إجراءات الملكية الفكرية الجديدة، وتطبيق التوقيعات الرقمية والمصادقة الإلكترونية والمعالجة الآلية للأعمال. كما يخطط المكتب الوطني للملكية الفكرية لتطوير أدوات دعم ذكية، مثل روبوتات الدردشة الخاصة بالملكية الفكرية وأنظمة المراقبة الآلية، مما يُسهم في تلبية احتياجات الشركات المحلية والأجنبية بشكل أفضل.
ومع ذلك، بالإضافة إلى الفرص المتاحة، لا يزال التحول الرقمي في إدارة الملكية الفكرية يواجه العديد من التحديات. فالبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات غير موحدة بين المناطق؛ كما أن توحيد معايير البيانات وترابطها محدود؛ وتزداد قضايا أمن المعلومات والسلامة وحماية الأسرار الصناعية والبيانات الشخصية تعقيدًا. علاوة على ذلك، لا يزال المسار القانوني للمعاملات الإلكترونية والمصادقة الرقمية وحل النزاعات في البيئة الإلكترونية بحاجة إلى استكمال متزامن.
استجابةً لهذه المتطلبات، دأبت وزارة العلوم والتكنولوجيا، بصفتها الجهة الرئيسية المسؤولة عن تنفيذ الخطة الثانية، على التنسيق مع اللجنة التوجيهية المركزية والوزارات والفروع والمحليات لتطوير المعايير الفنية ولوائح البيانات والمنصات الرقمية المشتركة، بما يضمن تكامل أنظمة إدارة الملكية الفكرية بشكل متناغم مع هيكلية التحول الرقمي الوطني. كما تركز الوزارة على تدريب موظفي إدارة الملكية الفكرية وتحسين قدراتهم الرقمية، بهدف تكوين فريق يتمتع بالكفاءة المهنية والتقنية.
لا يقتصر التحول الرقمي في مجال الملكية الفكرية على إصلاح تقني فحسب، بل يشمل أيضًا تغييرًا في الفكر الإداري، يهدف إلى تحويل حقوق الملكية الفكرية من مجرد سلعة محمية إلى أصول رقمية قابلة للاستغلال والتسويق، مما يُسهم إسهامًا عمليًا في تطوير اقتصاد المعرفة وتعزيز القدرة التنافسية الوطنية. ويتماشى هذا التوجه أيضًا مع هدف الخطة 02، وهو بناء نظام حوكمة حديث وفعال وشفاف، يكون فيه المواطنون والشركات محور الخدمة.

علاوةً على ذلك، يُعدّ ضمان أمن المعلومات وحماية البيانات الشخصية والأسرار الصناعية مطلبًا أساسيًا. كما يجب تعزيز التدريب، وتحسين قدرات الكوادر الإدارية، وتنمية الموارد البشرية الرقمية في مجال الملكية الفكرية، إلى جانب التعاون الدولي وتبادل الخبرات مع الدول التي نجحت في التحول الرقمي.
إن التحول الرقمي في إدارة الملكية الفكرية ليس مجرد مهمة تقنية فحسب، بل هو أيضًا خطوة مهمة في بناء حوكمة وطنية حديثة وشفافة ومبدعة، مما يساهم في تعزيز تنمية اقتصاد قائم على المعرفة وتأكيد مكانة فيتنام على خريطة الابتكار العالمية.
المصدر: https://mst.gov.vn/chuyen-doi-so-trong-quan-ly-so-huu-tri-tue-co-hoi-va-thach-thuc-197251012063704329.htm
تعليق (0)