يقدر الباحثون أن هناك ما يقرب من 44 مليون كيلومتر مكعب من المياه في قشرة الأرض، وهو أكثر من المياه الموجودة في القمم الجليدية والأنهار الجليدية على الأرض.
محاكاة طبقات الأرض. الصورة: AlexLMX
وجدت دراسة أجريت عام ٢٠٢١ ونُشرت في مجلة Geophysical Research Letters أن كمية المياه المخزنة تحت سطح الأرض في مسام التربة أو الصخور، والتي تُسمى المياه الجوفية، أكبر منها في القمم الجليدية والأنهار الجليدية. وصرح غرانت فيرغسون، عالم جيولوجيا المياه بجامعة ساسكاتشوان والمؤلف الرئيسي لدراسة عام ٢٠٢١، قائلاً: "تحتوي قشرة الأرض على ما يقارب ٤٣.٩ مليون كيلومتر مكعب من المياه". وبالمقارنة، تحتوي الطبقة الجليدية في أنتاركتيكا على حوالي ٢٧ مليون كيلومتر مكعب من المياه، بينما تحتوي غرينلاند على ٣ ملايين كيلومتر مكعب، وتحتوي الأنهار الجليدية خارج أنتاركتيكا وغرينلاند على ١٥٨ ألف كيلومتر مكعب، وفقًا لموقع Live Science .
وفقًا للدراسة، لا تزال محيطات الأرض أكبر مصدر للمياه، إذ تحتوي على 1.3 مليار كيلومتر مكعب. وخارج المحيطات، تُعدّ المياه الجوفية أكبر مصدر للمياه في العالم. وقدّرت دراسة نُشرت عام 2015 في مجلة "نيتشر جيوساينس" وجود 22.6 مليون كيلومتر مكعب من المياه في طبقة التربة الضحلة، أي ما يصل إلى كيلومترين تحت سطح الأرض. في المقابل، تناولت دراسة عام 2021 المياه الجوفية في أعلى 10 كيلومترات من قشرة الأرض.
يعود هذا التباين إلى تقديرات سابقة للمياه الجوفية تحت أعلى كيلومترين من قشرة الأرض، مع التركيز على الصخور البلورية منخفضة المسامية مثل الجرانيت. وشملت دراسة عام 2021 صخورًا رسوبية أكثر مسامية من الصخور البلورية. وبشكل عام، وجدت دراسة عام 2021 تضاعف كمية المياه الجوفية الموجودة بين كيلومترين وعشرة كيلومترات تحت سطح الأرض، من حوالي 8.5 مليون كيلومتر مكعب إلى 20.3 مليون كيلومتر مكعب. كما يُقدر التقدير الجديد المياه الجوفية الضحلة بحوالي 23.6 مليون كيلومتر مكعب.
يتراوح سُمك القشرة عادةً بين 30 و50 كيلومترًا، وهو سُمكٌ أكبر بكثير مما تناولته دراسة عام 2021، وفقًا لفيرغسون. ركّز الباحثون على الطبقة العليا لأنها هشة نسبيًا، وبالتالي تحتوي على الكثير من الصخور المتشققة القادرة على الاحتفاظ بالماء. أما تحت 10 كيلومترات، فتُصبح القشرة أقل مساميةً وأقل قدرةً على الاحتفاظ بالماء.
تقع طبقات المياه الجوفية، ومعظمها مياه عذبة، بالقرب من السطح وتُستخدم للشرب والري. في المقابل، تتميز المياه الجوفية في الأعماق السحيقة بملوحة عالية، ولا يُمكن إعادة تدويرها أو سحبها إلى السطح بسهولة، لذا فهي معزولة عن بقية مياه الكوكب، وفقًا لفيرغسون. ومع ذلك، فإن عزلة هذه الطبقات تعني أنه في بعض الأماكن، تُخزّن المياه المالحة لفترات طويلة جدًا، مما قد يُوفر رؤى قيّمة حول تاريخ الأرض.
علاوةً على ذلك، قد تدعم المياه القديمة أنظمةً بيئيةً ميكروبيةً لا تزال نشطةً حتى اليوم. وقد تُسهم هذه المجتمعات البيولوجية العميقة في تسليط الضوء على كيفية تطور الحياة على الأرض وكيف يُمكن أن تتطور في عوالم أخرى.
آن كانج (وفقًا لموقع لايف ساينس )
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)