صعوبة الأيام الأولى
منذ طفولتها، حلمت السيدة داو بالوقوف على منصة التكريم. وقد تركت صورة المعلمين الجادين والمخلصين أثرًا عميقًا في نفسها. في المدرسة الثانوية، كانت شغوفة باللغة الإنجليزية، وتمنت أن تصبح يومًا ما معلمة لغة إنجليزية، تساعد أطفال بلدتها على الاستمتاع بسماع أغنية، أو مشاهدة فيلم، أو فهم قصة بلغة جديدة. تحقق هذا الحلم، ولكن ليس بسهولة. تتذكر السيدة داو: "في بداياتي في التدريس في منطقة تضم العديد من طلاب الأقليات العرقية، واجهت سلسلة من الصعوبات، مثل: خجل الطلاب من التحدث، بل وخوفهم من اللغة الإنجليزية. في البداية، شعرت بالإحباط".
بفضل حبها لطلابها، لم تستسلم الأستاذة داو. بدأت بأبسط الأمور: التحدث والمشاركة مع طلابها، مما قلّص الفجوة بينها وبينهم. في الصف، خلقت جوًا تعليميًا ممتعًا، وابتكرت ألعابًا وأنشطة جذابة لتحفيز اهتمام الطلاب، وفي الوقت نفسه أثنت عليهم وشجعتهم كلما أحرزوا تقدمًا. عندما تكوّنت الثقة، ازداد الطلاب جرأةً وحبًا للمادة.
درّست السيدة داو أجيالاً عديدة من الطلاب، لكن هناك طالباً واحداً ستظلّ في ذاكرتها. إنه باو، الطالب من جماعة مونغ العرقية. باو مطيع ومهذب، ويواجه وضعاً صعباً للغاية. لم يسبق له استخدام الحاسوب، لذا فهو لا يجيد تعلم اللغة الإنجليزية عبر الإنترنت. مع ذلك، وبفضل جهود المعلمة والطالب، تعلم باو اللغة الإنجليزية تدريجياً، حتى أنه اختير ضمن الفريق الذي يستعد لامتحان أولمبياد اللغة الإنجليزية عبر الإنترنت. علّمته اللغة الإنجليزية وكيفية استخدام الحاسوب، بدءاً من عمليات بسيطة مثل استخدام الفأرة والكتابة على لوحة المفاتيح، وكيفية الوصول إلى المواقع الإلكترونية لإجراء الاختبار. وتروي السيدة داو: "استغل باو كل وقت ممكن للجلوس أمام الحاسوب في المدرسة. ولأنه لم يكن لديه حاسوب في المنزل، طلب من المعلمة وأصدقائه وقتاً إضافياً للتدرب".
أثمرت جهوده، وفاز باو بجائزة الطالب الموهوب في اللغة الإنجليزية على مستوى المنطقة للصف السادس، وجائزة أولمبياد اللغة الإنجليزية. وهو الآن طالب في سنته الأولى في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة التجارة الخارجية. وتُعد قصة باو خير دليل على دور المعلمين في إلهام الطلاب ومساعدتهم على تغيير مسارهم المهني.
السيدة نغوين ثي بيتش داو والطلاب
التفهم والصبر والصدق
"لا يقتصر دور المعلمين في المناطق الجبلية على إتقان مادتهم فحسب، بل يشمل أيضًا التحلي بالفهم والصبر والإخلاص لمرافقة طلابهم"، هذا ما خلصت إليه السيدة داو بعد سنوات طويلة من العمل في هذا المجال. وانطلاقًا من هذا المبدأ، دأبت السيدة داو، على مر السنين، على التعرّف على كل طالب على حدة، وتقسيمه إلى مجموعات حسب قدراته، وتصميم مواقف عملية، وتحويل الدروس إلى أنشطة مترابطة. بالنسبة للطلاب المتفوقين، تُكلّفهم بواجبات مطولة وتشجعهم على التنافس. أما الطلاب الضعفاء، فتُدرّبهم بصبر بعد الدوام، وتُكلّفهم بمهام تتناسب مع قدراتهم لتشجيعهم على الاجتهاد. وتجتمع مع أولياء الأمور لمرافقتهم، مُشكّلةً بذلك "مثلثًا" مستدامًا بين المعلمين والطلاب والعائلات.
في ظل نقص المرافق، سارعت السيدة داو إلى صنع وسائل تعليمية من الكرتون وأعواد الخيزران والزجاجات البلاستيكية لإنشاء معدات تعليمية بصرية. استخدمت حاسوبًا شخصيًا لعرض الصور وتقديم محاضرات شيقة. والأهم من ذلك، واصلت السيدة داو التعلم، من خلال الكتب والمنتديات التعليمية إلى الندوات والدروس التجريبية. شاركت تجاربها مع زملائها وتعلمت من الآخرين لتتحسن يومًا بعد يوم.
بتوجيه من السيدة داو، فاز العديد من طلاب قومية موونغ بجوائز مرموقة في مسابقات اللغة الإنجليزية، مثل دينه نغوك خانه، الصف السادس أ، الذي فاز بالمركز الأول في مسابقة المواهب الإنجليزية على مستوى المنطقة؛ وها هوانغ ين التي فازت بالمركز الثالث في مسابقة المواهب الإنجليزية على مستوى المنطقة. هناك طلاب كانوا خجولين ومتحفظين، لكنهم الآن أصبحوا ممثلين للمدرسة في برامج التبادل الثقافي والفني، ويتحدثون الإنجليزية بطلاقة وثقة. لا يقتصر نجاحها على لقب "المعلمة المتميزة" لسنوات عديدة، بل يمتد إلى أجيال من الطلاب الذين اجتازوا امتحان القبول الجامعي، وتخرج العديد منهم وأصبحوا زملاء للسيدة داو، واصلين مسيرة نشر المعرفة في بقاع الأرض الصعبة.
المصدر: https://phunuvietnam.vn/co-giao-muong-gioi-thuc-chap-canh-uoc-mo-noi-ban-nho-20250518172953883.htm
تعليق (0)