"دفعة" سياسية لأوكرانيا

من المقرر أن يبدأ الاتحاد الأوروبي محادثات العضوية مع أوكرانيا في 25 يونيو/حزيران، مما يمنح الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية دفعة سياسية وسط صراعها مع روسيا.

وسيكون الاحتفال بهذه المناسبة في لوكسمبورج رمزيا أكثر منه محادثات جوهرية، إذ لا يزال أمام كييف طريق طويل وصعب للغاية للانضمام إلى الكتلة.

ولكن من خلال الإشارة إلى بدء المحادثات مع أوكرانيا، وبعد ذلك بوقت قصير مع مولدوفا المجاورة، فإن الاتحاد الأوروبي يشير إلى أن الدولتين السوفييتية السابقتين تسيران على الطريق نحو تكامل أعمق مع الغرب.

ستكون هذه اللحظة مؤثرة للغاية بالنسبة للعديد من الأوكرانيين. وصرح إيغور جوفكفا، مستشار السياسة الخارجية للرئيس الأوكراني، بأنها سترفع معنويات الشعب الأوكراني.

قال السيد جوفكفا لرويترز في مقابلة بكييف: "هذا أمر بالغ الأهمية. إن الطريق إلى العضوية الكاملة التي تستحقها أوكرانيا... لا رجعة فيه".

ستقود نائبة رئيس الوزراء الأوكراني لشؤون التكامل الأوروبي، أولغا ستيفانيشينا، الوفد الأوكراني في هذا الحدث، المعروف في المصطلحات الأوروبية بمؤتمر الانضمام. من المقرر أن يبدأ المؤتمر حوالي الساعة 3:30 مساءً بالتوقيت المحلي (1:30 مساءً بتوقيت غرينتش).

نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية المسؤولة عن التكامل الأوروبي، أولغا ستيفانيشينا. الصورة: أسوشيتد برس

وصفت ستيفانيشينا قرار الاتحاد الأوروبي ببدء محادثات الانضمام بأنه "يومٌ عظيم" لأوكرانيا، وقالت: "هذه هي الإرادة النهائية للشعب الأوكراني، وهي إرادة لا رجعة فيها. وقد رأيتم الشعب الأوكراني يدافع عن خياره".

وكان الاتحاد الأوروبي ممثلاً في هذا الحدث بوزيرة الخارجية البلجيكية حاجة لحبيب، حيث أن بلجيكا هي الدولة العضو التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي.

تختلف عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من دولة لأخرى، وقد تستغرق سنوات. بدأت تركيا محادثات الانضمام قبل نحو عقدين من الزمن، ولا تزال تنتظر العضوية الكاملة.

وبحسب يورونيوز، أظهر استطلاع للرأي أجراه البرلمان الأوروبي في وقت سابق من هذا العام أن مواطني الاتحاد الأوروبي يؤيدون بشكل عام انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد، لكنهم أقل تأييدا لتسريع العملية.

إن الرحلة إلى عضوية الاتحاد الأوروبي صعبة بالنسبة للدول المرشحة، إذ يتعين عليها إجراء الإصلاحات اللازمة لتلبية معايير الاتحاد الأوروبي في مجموعة من القضايا، من مكافحة الفساد إلى الإدارة الزراعية إلى توحيد القواعد الجمركية.

ويشكل الصراع بين روسيا وأوكرانيا تحديات هائلة لكل من كييف وبروكسل، مما يثير تساؤلات لا يرغب أي منهما في الإجابة عليها في الوقت الراهن ــ مثل ما إذا كانت أوكرانيا قادرة على الانضمام إذا ظلت أجزاء من أراضيها تحت سيطرة القوات الروسية.

وتثير احتمالات انضمام مولدوفا أسئلة مماثلة، وإن كان على نطاق أصغر، حيث أن العقدة هي منطقة ترانسنيستريا الانفصالية.

سيتعين على كلٍّ من كييف وكيشيناو تجاوز العقبات التقنية والقانونية التي تعترض انضمامهما إلى الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى العقبات السياسية. تحتاج الدول المرشحة إلى موافقة جميع الدول الأعضاء السبعة والعشرين في الاتحاد الأوروبي لبدء واختتام كل مرحلة من مراحل مفاوضات العضوية، مما يمنح حكومات الدول الأعضاء فرصةً واسعةً لعرقلة العملية.

المجر - التي تربطها علاقات أوثق بروسيا مقارنةً بغيرها من أعضاء الاتحاد الأوروبي، ولا تُزوّد ​​كييف بالأسلحة - أجّلت بدء محادثات الانضمام مع أوكرانيا، وفقًا لدبلوماسيين. وستتولى المجر الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي من 1 يوليو/تموز حتى نهاية العام.

وعلاوة على ذلك، فإن توسيع الاتحاد الأوروبي ليشمل أوكرانيا ومولدوفا ــ ودول محتملة أخرى مثل غرب البلقان وجورجيا ــ من شأنه أن يتطلب إصلاحاً جذرياً لقواعد الاتحاد الأوروبي في كل شيء بدءاً من التنمية الاقتصادية والدعم الزراعي إلى صنع القرار، كما يقول المحللون.

مينه دوك (بحسب رويترز، يورونيوز)

المصدر: https://www.nguoiduatin.vn/cu-hich-chinh-tri-cho-ukraine-a669880.html